لم تحظ السينما العراقية، رغم تاريخها الطويل، بشهرة واسعة سواء داخل العراق أو خارجه. ولم تُحقق سوى نجاحات قليلة تُعد على أصابع اليد، وذلك لأسباب مختلفة أهمها إهمال المؤسسات الرسمية للإنتاج السينمائي، والإمكانيات المحدودة للقطاع الخاص، ناهيك عن عدم الاستقرار السياسي في البلاد. وتعود تلك النجاحات القليلة إلى عدد قليل من المخرجين الذين قدّموا أعمالًا مهمة وصل بعضها إلى العالمية.
هنا وقفة مع 5 من أهم المخرجين العراقيين.
1- محمد شكري جميل
يُوصف المخرج العراقي محمد شكري جميل (1938) بأنه مخرج العراق الأول، كما يُلقّب أيضًا بـ "عرّاب السينما العراقية"، إذ يرى بعض النقاد والمؤرخين أن السينما العراقية بدأت مع عرض فيلم "الظامئون" (1972) الذي يُعد من أشهر أفلامه، وأنها وصلت إلى العالمية من خلال فيلم "المسألة الكبرى" (1983) الذي أوصل صاحبه لجائزة أفضل مخرج في مهرجان لندن السينمائي عام 1984.
قدّم المخرج العراقي خلال مسيرته 13 فيلمًا روائيًا، وفيلمين قصيرين، و45 فيلمًا وثائقيًا. وذلك بالإضافة إلى عدة مسلسلات تلفزيونية، منها "السرداب" و"حكايات المدن الثلاث".
2- كاميران حسني
يُعد كاميران حسني (1927 – 2004) واحدًا من أهم المخرجين العراقيين بين خمسينيات وستينيات القرن العشرين، بدأ مسيرته السينمائية في أواسط الخمسينيات بإصدار مجلة "السينما" التي نالت شهرة واسعة لكنها توقفت لأسباب مادية، ثم أخرج فيلمه الأول "سعيد أفندي" الذي يُعتبر أشهر أفلامه على الإطلاق، ويُعد علامة فارقة في تاريخ السينما العراقية.
وإلى جانب "سعيد أفندي"، أخرج كاميران حسني فيلمين آخرين فقط هما "مشروع زواج"، و"غرفة رقم 7".
3- جعفر علي
يُعتبر جعفر علي (1933 – 1997) علامة فارقة في تاريخ السينما العراقية لا لناحية أهمية أعماله فقط، بل لمحاولاته المستمرة لتطوير صناعة السينما في العراق، ولذلك فإنه غالبًا ما يُستعاد بوصفه مؤسس قسم السينما في كلية الفنون الجميلة. كما يُستعاد أيضًا باعتباره صاحب أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما العراقية، وهو فيلم "المنعطف" (1975) المقتبس من رواية مواطنه غائب طعمة فرمان "خمسة أصوات".
4- عبد الجبار توفيق ولي
يُعيد الكثير من النقاد والمؤرخين بداية الواقعية في السينما العراقية إلى المخرج الراحل كاميران حسني، وعبد الجبار توفيق ولي الذي لم يقدّم خلال مسيرته سوى فيلمين هما "أنعيمة"، و"من المسؤول" الذي يُعد أول أفلام الواقعية في السينما العراقية، وعلامة فارقة في تاريخها لأسباب مختلفة، أهمها الطريقة التي تناول ولي من خلالها أحوال العراقيين في الخمسينيات.
5- خليل شوقي
خليل شوقي (1924 – 2015) فنان شامل عمل في المسرح والتلفزيون والسينما. وعلى الرغم من أنه لم يقدّم خلال مسيرته الطويلة والحافلة بالنجاحات سوى فيلم روائي طويل هو "الحارس" (1967)، إلا أنه كان كافيًا للبرهنة على موهبة صاحبه الاستثنائية. وقد شارك الفيلم في مهرجانات سينمائية مختلفة، وفاز بجوائز عديدة منها الجائزة الفضية في مهرجان قرطاج السينمائي عام 1968.
