يوسف الصائغ (1933 - 2005) شاعر وروائي وكاتب مسرحي وفنان تشكيلي من العراق. ولد في الموصل وتوفي في دمشق. نشأ في أسرة تهتم بالأدب والسياسة. عمل في التدريس والصحافة.
دواوينه الشعرية: قصائد غير صالحة للنشر 1957، اعترافات مالك بن الريب 1972، سيدة التفاحات الأربع 1976، اعترافات 1978، المعلم 1985، قصائد يوسف الصائغ (مجموعة كاملة) 1993. أما في الرواية: اللعبة 1972، المسافة 1974. والمسرحيات: الباب 1986، العودة 1987، ديزايمونة 1989. مؤلفاته الأخرى: الشعر الحر في العراق (رسالة ماجستير)، الاعتراف الأخير (سيرة ذاتية).
مقطع
في أية مدينة أنا،
أيها العابرون، أين نحن؟
لوكان هذا بلدي، عرفني أهلي.
لو كانت هذه مدينتي.. وجدت ُ على الرابية منزلي.
لستُ في حيّنا..
أيها العابرون لست منكم.
العابرون صمّ. أهل المدينة من حجر
قطعوا آذانهم، وشيطان استلّ من فمهم ألسنتهم.
- أي إله طردكم من الجنّة؟
أي حقد سحقكم باللعنة.
أي سوط نقش هذا الوشم على ظهوركم؟
أيها البوّاب أين أنا؟
أي عالم هذا؟
أين أنت؟ ونحن؟
- ضجيج السواعد قوي في المعمل فلا أسمع.
ارفع صوتك أيها الغريب.
- أيها البوّاب
أين أنا؟
أين أنت ونحن؟
- المشنقة تبتلعها الشمس فلا تظهر إلا في الظلام
إنها تخجل من ضوء القمر.
أيها العابرون،
إن كنتم من آدم فأجيبوا.
أضعتُ طريقي ولا أدري إلى أين أسير
ألا تعرفون الحقيقة؟
- لا ترفع صوتك فيسمعك الخفير
فقد تزوّج الأمير الحقيقة!
مَن زرع هذه الجموع في العراء؟
مَن زرعها وما حصد؟
- السماء صافية أيها الجمع. صافية لا غيمة فيها
فلماذا تفتحون أفواهكم؟
- سيعتصر الجبّار هذه الزرقة
وستسقط قطرات في أفواهنا
هكذا قال الكاهن،
وهكذا سمعنا في المعبد.