23-مارس-2022
وفاة مادلين أولبرايت

توفيت اليوم الأربعاء، 23 آذار/مارس، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت عن عمر 84 عامًا، بعد معاناة مع مرض السرطان، وذلك بحسب ما أعلنت أسرتها في تغريدة على تويتر.

وقد شغلت أولبرايت منصب وزيرة الخارجية الأمريكية بين العامين 1997 و2001 لتكون بذلك السيدة الأعلى منصبًا في تاريخ الولايات المتحدة حتى ذلك الحين.

التلفزيون العربي

لمادلين أولبرايت أصول يهودية، لم تعلم بها سوى في وقت لاحق في حياتها، ذلك أن والديها كانا قد تحوّلا إلى الكاثوليكية خلال الحرب العالمية الثانية، خوفًا من الاضطهاد، لينشأ أبناؤهما كذلك على الكاثوليكية، دون أن يعلما بتاريخ الأسرة اليهودية. كما اكتشفت أولبرايت لاحقًا أن 26 فردًا من أقاربها قد قتلوا في المذابح النازية في أربعينات القرن الماضي.

تنقلت أسرتها بين أماكن عديدة هربًا من أوروبا، وصولًا بعد رحلة طويلة استغرقت عشر سنوات إلى الولايات المتحدة. هنالك، تفوقت أولبرايت في دراستها، وتزوجت من رجل ثريّ تملك أسرته صحيفة مطبوعة. وقد نشرت أولبرايت العديد من المقالات والكتب المتخصصة بالشأن العام، وصعد نجمها محليًا في الحزب الديمقراطي الأمريكي، حتى صارت مستشارة للرئيس جيمي كارتر، ومستشارة للشؤون الخارجية لثلاثة مرشحين للرئاسة، من بينهم كلينتون عام 1992.

مادلين أولبرايت

أما سمعتها على الصعيد العالمي، فبدأت لحظة اختيار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون لها عام 1993 لتكون على رأس البعثة الدبلوماسية الأمريكية في الأمم المتحدة، وبعدها بسنوات اختارها لتكون وزيرة جديدة للخارجية منذ العام 1997، لتصبح بذلك وزير الخارجية الرابع والستين للولايات المتحدة، وهو المنصب الذي خدمت بها حتى العام 2001.

في العالم العربي، يرتبط اسم مادلين أولبرايت بدورها المحوري الدافع لفرض عقوبات اقتصادية على العراق، أدّت إلى وفاة أكثر من مليون عراقي، من بينهم نصف مليون طفل بحسب تقديرات للأمم المتحدة، إضافة إلى موقفها المتحيّز للمصالح الإسرائيلية والدفاع عنها ضد حقوق الفلسطينيين. 

في مقابلة أجريت معها عام 1996، سألت الصحفيّة الأمريكية ليزلي ستال في برنامج «ستون دقيقة» الشهير عن سياسة العقوبات الاقتصادية التي كان مفروضة على العراق آنذاك وآثارها المروّعة على المدنيين بما في ذلك الأطفال وقالت لها: «لقد مات أكثر من نصف مليون طفل في العراق وهذا أكثر من مجموع الأطفال الذين ماتوا في هيروشيما، فهل يستحق الهدف هذا الثمن؟" 

وكان الجواب الذي ألقته أولبرايت بصراحة فجّة حينها هو: "نعتقد أن الخيار صعب، ولكن، نعم، نعتقد أنّه يستحق ذلك".