06-مايو-2024
العنبر

العنبر من بين أثمن وأغلى المواد الطبيعية المستخدمة في صناعة العطور وبعض العلاجات وصناعات أخرى.

من أين يستخرج العنبر؟ هذا السؤال يشكّل نقطة انطلاق مثيرة للاستكشاف في عالم العنبر واستخداماته وفوائده. إذ يعتبر العنبر الذي يُعرف أيضًا بتاريخه العريق ورائحته الفريدة من بين أثمن وأغلى المواد الطبيعية المستخدمة في صناعة العطور وبعض العلاجات وصناعات أخرى. وفي هذا المقال سنسلّط الضوء على مصدر العنبر، وكيفية استخراجه، واستخداماته المتعددة في العالم الحديث. وتاريخيًا كان العنبر يعتبر جوهرة نادرة ومرغوبة، ولكن ماذا عن اليوم؟ ومن أين يستخرج؟  سنستكشف كل ذلك وأكثر في هذا المقال.

العنبر Ambergris هو مادة طبيعية شمعية صلبة تتميز برائحتها العطرية الفواحة، وتعتبر هذه المادة حتى اليوم من أهم المواد الطبيعية المستخدمة في العطور والعلاجات التقليدية وغيرها من الصناعات.

 

من أين يستخرج العنبر؟

العنبر Ambergris هو مادة طبيعية صمغية صلبة تتميز برائحتها العطرية الفواحة، وتعتبر هذه المادة حتى اليوم من أهم المواد الطبيعية المستخدمة في العطور والعلاجات التقليدية وغيرها من الصناعات كما ذكرنا، وقد عُرف العنبر منذ فترةٍ طويلة جدًا وهذا يظهر قيمته الثقافية والتاريخية الكبيرة. فقد كان الأفارقة والصينيين من بين أوائل الشعوب التي عرفت العنبر واستخدمته في مختلف الأغراض والكثير من العلاجات. 

ويستخرج عادةً من نوع من الحيتان يسمى باسم حوت العنبر Sperm Whale، وهو نوع من الحيتان الضمخمة التي تتواجد وتعيش في مياه البحار والمحيطات في جميع أنحاء العالم باستثناء المناطق المتجمدة. ومع ذلك يُعتبر عدد هذه الحيتان محدودًا على مستوى العالم. ويتميز حوت العنبر برأسه الضخم المليء بالزيت والدهون، فهذا هو أهم الأنواع التي يمكن العثور من خلالها على كميات كبيرة من العنبر الأصلي. 

 

وطريقة استخراج العنبر الأصلي من أمعاء حيتان العنبر، ويتم ذلك عندما يبتلع الحوت كميات كبيرة من الحبار وأنواع أخرى  من الأسماك التي يتغذى عليه، ومن هذه الأنواع ما يسبب له عسر هضم، وعندما يجد صعوبةً في هضمها تتراكم بقايا العنبر داخل الأمعاء، فتؤدي هذه العملية إلى تكوين كتل شمعية صلبة من العنبر داخل الأمعاء ووظيفتها حمايته من  مشكلة عسر الهضم الناتجة عما تناوله من طعام، وبالتالي يضطر الحوت أن يتخلص منها لتستقر في قاع البحر أو المحيط، وعندما يُخرج الحوت هذه الكتل تطفو وتترسب على سطح البحر. إذ بعد أن تم طرحها من قبل الحيتان تظهر على شكل كرات بيضاوية وملساء.

ثم يتم استخراج العنبر عندما تخرج الكتل الصلبة المكونة من العنبر من الحوت على سطح البحر أو تتراكم على الشاطئ. ويمتاز العنبر الطازج بلونه الأسود وملمسه الرقيق، إلا أن رائحته في البداية تكون كريهة غير مستحبة عند استخراجه. وبعد تعرضه للشمس والهواء ومياه البحر يتحول لونه تدريجيًا إلى الرمادي أو الأصفر، وتصبح رائحته أفضل ومميزة وزكية بعد ذلك.

 

ما هي الأماكن  التي يوجد فيها العنبر؟

ينتشر العنبر في مناطق مختلفة من العالم وتشمل هذه المناطق شمال إفريقيا وشمال آسيا وأوروبا الشرقية،  كما يمكن العثور عليه في مناطق أخرى أيضًا مثل أستراليا والولايات المتحدة، على الرغم من أنها ليست الأماكن الرئيسية لاستخراجه.

وأيضًا يمكن إيجاد العنبر على شواطئ العديد من البلدان، ومن بين هذه البلدان: جزر البهاما، وموزمبيق، وأثيوبيا، والصومال، وبرمودا، وكاليدونيا الجديدة، وأستراليا، ونيوزيلندا، وسيريلانكا، ومدغشقر، والمالديف، والفلبين، وجزر المحيط الهادئ.

 

ما هي أنواع العنبر؟

يُعرف العنبر بتنوعه وتشكيلاته المختلفة، وتتنوع أنواعه بناءً على خصائصها وجودتها. ومن بين الأنواع الشائعة للعنبر نذكر الأنواع الشائعة الآتية:

  1. العنبر الأبيض أو الرمادي: يُعتبر هذا النوع الأكثر جودةً، ويتميز بلون أبيض أو رمادي فاتح. ويحتفظ برائحته العطرية لفترة طويلة ويُعتبر الأفضل في فئته.
  2. العنبر المعياري: هذا النوع يكون لونه بنيًا أو رماديًا داكنًا وقد يحتوي على طبقات داخلية. وتعد جودته أقل من العنبر الأبيض، وغالبًا ما يستخدم في الصناعات الأقل طلبًا.
  3. العنبر الأسود: يُعتبر هذا النوع الأقل جودة والأكبر حجمًا، ويتميز بلونه الأسود الداكن. وعادةً ما يكون أقل قيمة واستخدامًا مقارنةً بالأنواع الشائعة الأخرى.

وهذه الأنواع هي مجرد نماذج عامة، ويمكن أن توجد تشكيلات أخرى بناءً على العوامل المختلفة مثل المصدر والمعالجة والمكونات الكيميائية.

 

ما هي فوائد العنبر؟

العنبر له فوائد عديدة، وتشمل بعضها الفوائد التقليدية التي تعتمد على الاعتقادات الشعبية والثقافية، بينما تم التحقق من بعض الفوائد الصحية من خلال الأبحاث العلمية. ومن بين فوائد العنبر نذكر الفوائد الآتية:

  1. تهدئة الأعصاب وتخفيف التوتر: يُعتقد أن رائحة العنبر لها تأثير مهدئ على العقل والجسم، ويُستخدم في بعض الثقافات في العلاجات التقليدية لتهدئة الأعصاب وتخفيف التوتر والقلق.
  2. تحسين المزاج: يمكن أن تساعد رائحة العنبر في رفع المزاج وتحسين الاسترخاء والهدوء العام.
  3. تخفيف الآلام والالتهابات: يُعتقد أن بعض المركبات في العنبر قد تمتلك خصائص مضادة للالتهابات، وقد يُستخدم العنبر في بعض العلاجات الشعبية لتخفيف آلام الجسم والتهابات المفاصل.
  4. تحفيز الدورة الدموية: يُعتقد أن استخدام العنبر بعناية يمكن أن يساعد في تحفيز الدورة الدموية وتحسين تدفق الدم في الجسم.
  5. تحسين النوم: يُعتقد أن رائحة العنبر قد تساعد في تحسين جودة النوم وتعزيز الراحة والهدوء أثناء النوم.
  6. تحسين التركيز والانتباه: هنالك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن رائحة العنبر يمكن أن تساعد في تعزيز التركيز والانتباه، وبالتالي تحسين الأداء الذهني.
  7. تنقية الهواء وتنقية الروائح: يُعتقد أن العنبر يمكن أن يساعد في تنقية الهواء من الروائح الكريهة والضارة، وبالتالي تحسين جودة الهواء في المحيط.
  8. تنشيط الطاقة والحيوية: يعتقد البعض أن العنبر يمكن أن يساعد في تنشيط الطاقة وزيادة الحيوية، مما يجعله مناسبًا للاستخدام في فترات التعب والإرهاق.
  9. تحفيز الجهاز المناعي: بعض الدراسات تشير إلى أن العنبر قد يحتوي على مركبات تساعد في تعزيز وتحفيز جهاز المناعة، مما يساعد في مكافحة الأمراض والعدوى.
  10. علاج لآلام الظهر والخدران: يعتقد أن استخدام العنبر كعلاج لآلام الظهر قد يكون له بعض الفوائد، ويعتبر ذلك جزءًا من الطب التقليدي في بعض الثقافات. إذ يُعتقد أن تدليك المنطقة المتألمة بزيت العنبر يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر العضلي وتحسين تدفق الدم، مما يؤدي إلى تقليل الألم والتخفيف من الخدران.

العنبر الأصلي لا ينصهر بسهولة تحت درجات الحرارة المنخفضة. ويمكن استخدام إبرة ساخنة ومسحها برفق بالعنبر. فإذا كان العنبر أصلي فسيصدر رائحة مميزة ولن يتأثر شكله.

 

كيفية التأكد من أن العنبر أصلي؟

هنالك بعض الطرق التي يمكن استخدامها للتحقق من أصالة العنبر، وهي:

  1. الرائحة: العنبر الأصلي له رائحة مميزة تشبه رائحة المسك. ويمكن التأكد من خلال تسخين قطرة صغيرة من العنبر وامتصاصها بقطعة من القطن أو الورق والابتعاد عنها لبضع دقائق، ثم شمها. فإذا كانت تفوح رائحة عطرية تشبه رائحة المسك فإنها علامة إيجابية على أصالة العنبر.
  2. المظهر واللمعان: يتميز العنبر الأصلي بمظهره الشفاف أو شبه الشفاف، ويكون لديه لمعان طبيعي. كما يمكن أن يكون لونه متنوعًا بين الأبيض والأصفر والبني.
  3. الطعم: قد يكون هذا الاختبار غير مضمون ولكن بعض الأشخاص يفحصون العنبر عن طريق مضغ قطعة صغيرة من العنبر الأصلي. ولكن من الأفضل تجنب هذا الاختبار لمن لم يجربه سابقًا.
  4. اختبار العائق الحراري: العنبر الأصلي لا ينصهر بسهولة تحت درجات الحرارة المنخفضة. ويمكن استخدام إبرة ساخنة ومسحها برفق بالعنبر. فإذا كان العنبر أصلي فسيصدر رائحة مميزة ولن يتأثر شكله.
  5. شهادة المصدر: في حال شراء العنبر من متجر موثوق أو من مصدر موثوق، فقد يتم توفير شهادة المصدر التي تؤكد أصالته.

يجب ملاحظة أن الفوائد المذكورة للعنبر قد تختلف من شخصٍ لآخر، ولا يوجد دليل علمي كافٍ حتى الآن لتأكيد بعض هذه الفوائد إلا أنها رائجة الاستخدام. ودائمًا ما يُنصح بالتحدث مع الطبيب واستشارته قبل استخدام أي نوع من المنتجات الطبيعية لأغراض العلاج.

 

عرض المقال معلومات شاملة ومفصلة حول العنبر ومصادر استخراجه. وتم استعراض أهمية العنبر كمادة طبيعية نادرة وثمينة، وتم شرح عملية استخراجه كيف تتم من حوت العنبر، ومن خلال فهم هذه العملية والعوامل المؤثرة في جودة العنبر، يمكننا تقدير قيمته الثقافية والاقتصادية والبيئية. وإنَّ العنبر ليس مجرد مادة طبيعية، بل هو جزء من تاريخنا وثقافتنا ويمثل تراثًا يجب المحافظة عليه واستدامته للأجيال القادمة.

دلالات: