يستضيف "مسرح المدينة" في منطقة الحمرا بالعاصمة اللبنانية بيروت، عند الساعة الثامنة والنصف من مساء الأربعاء القادم، 15 شباط/ فبراير، عرضًا جديدًا من مسرحية "ألاقي زيّك فين يا علي؟"، التي عُرضت لأول مرة في شباط/ فبراير 2015، وأُعيد عرضها في عدة مسارح وفضاءات ثقافية وفنية في عدة دول عربية وأجنبية.
تستعرض طه بأسلوب يمزج السخرية بالمرارة طبيعة حياتها في ظل غياب والدها وما تعرّضت له من مواقف شعرت فيها بحاجتها إليه
تدور المسرحية، وهي من كتابة وتمثيل رائدة طه وإخراج لينا أبيض، حول استشهاد علي طه، والد رائدة، خلال عملية اختطاف طائرة سابينا البلجيكية، المتجهة من مطار فيينا إلى مطار اللد، في 8 أيار/ مايو 1972. وهي العملية المعروفة باسم "سابينا الرحلة 571"، التي نفذتها مجموعة تابعة لـ "منظمة أيلول الأسود" ضمّت إلى جانب علي طه كلًا من عبد العزيز الأطرش وتيريز هلسا وريما عيسى، للمطالبة بتحرير 100 أسير فلسطيني من سجون الاحتلال.
لكن المسرحية ليست حكاية علي طه وحده، وإنما حكاية شقيقته سهيلة التي استطاعت استعادة جثمانه الذي احتجزه الاحتلال لمدة عامين لم تتوقف خلالهما محاولاتها لاستعادته، حيث رفعت قضية لـ "محكمة العدل العليا"، وراسلت غولدا مائير، ثم قابلت وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر، أثناء زيارته للقدس، الذي ساعدها في استعادة الجثمان.
وهي أيضًا حكاية زوجته، فتحية، وبناته الأربع وأكبرهن رائدة، وكانت تبلغ من العمر حينها 7 سنوات، التي تروي تفاصيل وصول خبر استشهاده إليهم في بيروت، حيث كانوا يقيمون، وردة فعل والدتهم على الخبر. بالإضافة إلى طبيعة حياتهم كبنات شهيد، وكذا حياة والدتهم بوصفها زوجة شهيد.
ثم تستعرض، بأسلوب يمزج السخرية بالمرارة، طبيعة حياتها في ظل غياب والدها، وما تعرّضت له من مواقف شعرت فيها بحاجتها إليه. كما تروي أيضًا تفاصيل علاقة عائلتها عمومًا، وهي خصوصًا، بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات التي عملت سكرتيرة إعلامية في مكتبه.
وإلى جانب "ألاقي زيّك فين يا علي؟"، يعرض "مسرح المدينة" في 22 من الشهر نفسه مسرحية أخرى لرائدة طه بعنوان "شجرة التين"، التي عُرضت لأول مرة عام 2021، واستكملت فيها ما بدأته في مسرحياتها السابقة، حيث تسرد في هذه المسرحية بعض قصص عائلتها التي تروي من خلالها أجزاءً من سيرة مدينة القدس التي ولدت فيها وغادرتها مع عائلتها بعد النكسة.