02-نوفمبر-2023
الحرب الإسرائيلية على غزة

تعلن عديد الدول حول العالم مراجعة علاقاتها مع إسرائيل وتنحاز تدريجيًا مع فلسطين في تناسق مع مظاهرات شعوبها المطالبة بوقف الحرب (صورة مصطفى حسونة/الأناضول)

 

مع تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، تنحاز عديد الدول حول العالم تدريجيًا مع فلسطين في تناسق مع دعوات ومظاهرات شعوبها المطالبة بوقف الحرب. في هذا السياق، أعلنت عدة دول، خاصة من أمريكا اللاتينية، مراجعة علاقاتها مع إسرائيل سواء عبر قطع العلاقات أو استدعاء السفراء للتشاور أو بصور مختلفة أخرى.

أعلنت بوليفيا قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في حين استدعت كولومبيا وتشيلي سفيريهما للتشاور. ونددت الدول الثلاث الواقعة في أمريكا الجنوبية بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة وأدانت قتل المواطنين الفلسطينيين واتهم الرئيس الكولومبي إسرائيل بارتكاب "مذبحة للشعب الفلسطيني". ودعت الدول الثلاث إلى وقف إطلاق النار، وحثت بوليفيا وتشيلي على مرور المساعدات الإنسانية إلى القطاع واتهمتا إسرائيل بانتهاك القانون الدولي. 

وكانت الأردن أولى الدول العربية التي تستدعي سفيرها في إسرائيل مع إبلاغ الخارجية الإسرائيلية بعدم إعادة سفيرها الذي كان قد غادر المملكة سابقاً. نفصل في هذا التقرير مواقف هذه الدول وقراراتها وسيتضمن تحيينًا متواصلًا بآخر التطورات.  

 

  • بوليفيا تقطع العلاقات مع إسرائيل وتدعو إلى وقف الهجمات على قطاع غزة

في 31 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلنت بوليفيا قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، كما ورد في بلاغ على الموقع الرسمي للخارجية البوليفية، اطلع عليه "الترا صوت"، معبرة عن استنكارها وإدانتها للهجوم الإسرائيلي العدواني وغير المتناسب على قطاع غزة والذي يهدد السلم والأمن الدوليين.

أعلنت بوليفيا قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل مستنكرة ومدينة "الهجوم الإسرائيلي العدواني وغير المتناسب على قطاع غزة والذي يهدد السلم والأمن الدوليين"

وقد تضمن ذات البلاغ مطالب بوليفيا "بوقف الهجمات على قطاع غزة، والتي تسببت حتى الآن في مقتل الآلاف من المدنيين والتهجير القسري للفلسطينيين.. فضلاً عن وقف الحصار الذي يمنع دخول الغذاء والماء وغيرها من العناصر الأساسية للحياة، وهو ما ينتهك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي فيما يخص معاملة السكان المدنيين في النزاعات المسلحة".

وورد في ذات البلاغ أنه "بما يتوافق مع مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ومن ذلك الحق في الحياة والحرية والسلام ورفض جميع أنواع المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة"، والمنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانون الدولي، وكذلك في القانون الإنساني الدولي، وفي إطار الموقف المبدئي المتمثل في احترام الحياة، نرسل رسالة رسمية إلى إسرائيل، نعلن فيها قرار دولة بوليفيا المتعددة القوميات بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع ذلك البلد".

كما تم التأكيد على رفض "المعاملة العدائية التي تمارسها إسرائيل تجاه المسؤولين دوليًا عن تقديم المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، والذين مُنعت عنهم تأشيرات الدخول للقيام بالأعمال التي أوكلها إليهم المجتمع الدولي، وهو ما يشكل انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان ويولد أزمة صحية".

مع العلم أن بوليفيا أعلنت إرسالها مساعدات إنسانية إلى المتضررين في قطاع غزة. وبوليفيا تعترف بفلسطين كدولة مستقلة منذ الثمانينات من القرن الماضي وتدافع عن حل الدولتين.

وسبق لها أن قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في العام 2009 في ظل حكومة الرئيس اليساري إيفو موراليس، احتجاجًا على هجماتها على قطاع غزة. وفي عام 2020، أعادت حكومة رئيسة البلاد المؤقتة المنتمية لليمين جنين أنييس العلاقات.

سبق لبوليفيا أن قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في 2009 في ظل حكومة الرئيس اليساري إيفو موراليس، احتجاجًا على هجماتها على قطاع غزة

وقال الرئيس البوليفي لويس آرسي على وسائل التواصل الاجتماعي، يوم الاثنين 30 أكتوبر/تشرين الأول 2023، "نرفض جرائم الحرب التي تُرتكب في غزة. وندعم المبادرات الدولية الرامية لضمان (دخول) المساعدات الإنسانية، بما يتوافق مع القانون الدولي".

 

  • "نظرًا للانتهاكات غير المقبولة للقانون الإنساني الدولي".. تشيلي تستدعي سفير إسرائيل للتشاور  

استدعت تشيلي، يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، سفيرها في إسرائيل للتشاور، وفق بلاغ للخارجية التشيلية، اطلع عليه "الترا صوت"، وتضمن التالي "نظرًا للانتهاكات غير المقبولة للقانون الإنساني الدولي التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، قررت حكومة تشيلي استدعاء سفير تشيلي لدى إسرائيل، خورخي كارفاخال، إلى سانتياغو للتشاور".

استدعت تشيلي سفيرها في إسرائيل للتشاور  "نظرًا للانتهاكات غير المقبولة للقانون الإنساني الدولي التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة"

وأدانت تشيلي، في ذات البلاغ، "بشدة" التطورات، ملاحظة "بقلق بالغ" أن هذه العمليات العسكرية، التي تنطوي في هذه المرحلة من تطورها على عقاب جماعي للسكان المدنيين الفلسطينيين في غزة، لا تحترم القواعد الأساسية للقانون الدولي، كما يتضح من سقوط أكثر من ثمانية آلاف ضحية من المدنيين وأغلبهم من النساء والأطفال.

وكررت تشيلي دعوتها إلى الوقف الفوري للحرب، مما سيسمح بنشر عملية دعم إنساني لمساعدة مئات الآلاف من النازحين داخليًا والضحايا المدنيين.

  • كولومبيا تستدعي السفير لدى إسرائيل للتشاور وتهدد بقطع العلاقات 

في ذات السياق، هدد الرئيس الكولومبي جوستابو بيترو، في تدوينة على منصة "إكس"، بقطع العلاقات مع إسرائيل، معلنًا من خلالها عن استدعاء السفير الكولومبي للتشاور. 

اتهم الرئيس الكولومبي إسرائيل بارتكاب "مذبحة في حق الشعب الفلسطيني"

وورد في نص التدوينة "لقد قررت استدعاء سفيرنا في إسرائيل للتشاور. إذا لم توقف إسرائيل بخصوص المذبحة في حق الشعب الفلسطيني فلن نتمكن من البقاء هناك (يقصد التمثيل الدبلوماسي)".

يُذكر أن دولة كولومبيا كانت قد بادرت بدورها إلى إعلان إرسال مساعدات إنسانية إلى غزة منذ أيام.

جدير بالذكر أن دولًا عديدة في أمريكا اللاتينية، مثل المكسيك والبرازيل، كانت قد كررت دعواتها في الآونة الأخيرة إلى وقف إطلاق النار. وقال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في وقت سابق، إن "ما يحدث الآن هو جنون من رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يريد محو قطاع غزة".

كما اعتبر الرئيس البرازيلي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، أن "هجوم حماس لا يبرر قتل الملايين من الأبرياء".  

 

  • الأردن تستدعي السفير في إسرائيل "رفضًا وإدانة للحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة"

إثر تتالي مراجعة العلاقات بين عدة دول من أمريكا اللاتينية وإسرائيل، كانت الأردن أول دولة عربية تستدعي السفير الأردني في إسرائيل وتوجه وزارة خارجيتها بإبلاغ الخارجية الإسرائيلية بعدم إعادة سفيرها الذي كان غادر المملكة سابقاً، "تعبيراً عن موقف الأردن الرافض والمدين للحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة، والتي تقتل الأبرياء، وتسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة، وتحمل احتمالات خطرة لتوسعها، ما سيهدد أمن المنطقة كلها والأمن والسلم الدوليين"، كما ورد في بلاغ الخارجية الأردنية الطي اطلع عليه "الترا صوت".

قال وزير الخارجية الأردني إن السفير لن يعود إلى تل أبيب إلا عندما توقف إسرائيل حربها على القطاع

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في بيان الأربعاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إن السفير لن يعود إلى تل أبيب إلا عندما توقف إسرائيل حربها على القطاع "ووقف الكارثة الإنسانية التي تسببها". واعتبر الصفدي أن القرار اتُخذ أيضًا بسبب إجراءات إسرائيل التي تحرم الفلسطينيين من الغذاء والماء والدواء. وأضاف أن عودة السفير الإسرائيلي لدى الأردن مرهونة بالشروط نفسها. 

يُذكر أن السفير الإسرائيلي قد غادر الأردن قبل أسبوعين، ويضم البلد عددًا كبيرًا من اللاجئين الفلسطينيين وأبنائهم، وهو البلد الذي شهد احتجاجات ضخمة منددة بالحرب على غزة ولكن أيضًا مطالبة السلطات بإغلاق السفارة الإسرائيلية وإلغاء معاهدة التطبيع التي أبرمها الأردن مع إسرائيل في 1994 والتي لا تلقى شعبية في أوساط الأردنيين. 

شهد الأردن احتجاجات ضخمة منددة بالحرب على غزة ومطالبة السلطات بإغلاق السفارة الإسرائيلية وإلغاء معاهدة التطبيع التي أبرمها الأردن مع إسرائيل في 1994 والتي لا تلقى شعبية في أوساط الأردنيين

وسبق أن صرح الملك الأردني عبد الله الثاني، الأربعاء، أن "الحل العسكري والأمني الذي تتبعه إسرائيل مع الفلسطينيين لن ينجح"، مضيفًا أن الطريق الوحيد لتحقيق سلام عربي إسرائيلي عادل وشامل هو المفاوضات التي تؤدي إلى حل الدولتين، وفقه.

 

تحيين: (بتاريخ 3 نوفمبر 2023)

  • هندوراس تستدعي سفيرها لدى إسرائيل للتشاور

أعلن وزير خارجية هندوراس إنريك رينا على منصة إكس، الجمعة، 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن "حكومة بلده استدعت سفيرها لدى إسرائيل للتشاور بسبب الوضع الإنساني الذي يعاني منه الفلسطينيون في قطاع غزة"، وهو ما أكدته وكالة رويترز.

وقال رينا "في ظل الوضع الإنساني الخطير الذي يعاني منه السكان المدنيون الفلسطينيون في قطاع غزة، قررت حكومة الرئيسة زيومارا كاسترو استدعاء سفير جمهورية هندوراس في إسرائيل، على الفور لإجراء مشاورات".

 

تحيين: (بتاريخ 4 نوفمبر 2023)

  • تركيا تستدعي سفيرها لدى إسرائيل للتشاور

قالت وزارة الخارجية التركية، السبت 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إن تركيا استدعت سفيرها لدى إسرائيل للتشاور إثر الهجمات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.

يُذكر أن السفيرة الإسرائيلية لدى تركيا كانت قد غادرت البلاد في الشهر الماضي لدواع أمنية بعد اندلاع احتجاجات في أنحاء تركيا دعمًا للفلسطينيين. وقالت إسرائيل في وقت لاحق إنها استدعت سفيرتها لتقييم العلاقات الثنائية. وفي تعليق أولي، اعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية قرار تركيا "خطوة أخرى للانحياز إلى منظمة حماس"، وفق تعبيرها. 

 

تحيين: (بتاريخ 5 نوفمبر 2023)

  • تشاد تستدعي القائم بالأعمال في إسرائيل للتشاور 

أعلنت وزارة الخارجية التشادية أنها استدعت القائم بالأعمال لدى إسرائيل للتشاور، وقد جاء ذلك في بيان صدر عن وزارة الخارجية التشادية، مساء السبت 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ونقلته عنها وكالة الأناضول.

وورد في ذات البيان "تشاد تتابع بأكبر قدر من الاهتمام والقلق الوضع في الشرق الأوسط، لا سيما موجات العنف الإسرائيلي المميت وغير المسبوق في قطاع غزة".

وتابعت وزارة الخارجية التشادية "في مواجهة هذه المأساة في غزة، تدين تشاد الخسائر البشرية في صفوف العديد من المدنيين الأبرياء، وتدعو إلى وقف لإطلاق النار بهدف التوصل إلى حل دائم للقضية الفلسطينية". وانتهى البيان إلى أنه "بناء على ذلك، قررنا استدعاء القائم بالأعمال لدى إسرائيل للتشاور".

 

تحيين: (بتاريخ 6 نوفمبر 2023)

  • جنوب إفريقيا تعلن سحب جميع دبلوماسييها من تل أبيب

أعلنت رئاسة جنوب إفريقيا، الإثنين 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، سحب جميع دبلوماسييها من تل أبيب على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.‏ وأكدت الوزيرة في رئاسة جنوب إفريقيا، خومبودزو نتشافيني، هذه الخطوة الدبلوماسية، خلال مؤتمر صحفي، وأعربت حكومة جنوب إفريقيا عن تضامنها ودعمها للشعب الفلسطيني.

وقالت نتشافيني إن "حكومة جنوب إفريقيا قررت سحب جميع دبلوماسييها من إسرائيل للتشاور.. يشعر مجلس الوزراء في البلاد بخيبة أمل إزاء رفض الحكومة الإسرائيلية احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة دون عقاب، ولا تزال الممرات الإنسانية مغلقة بسبب الهجمات المستمرة على قطاع غزة من قبل إسرائيل". وتابعت: "كما أشرنا سابقًا، لا يمكن التسامح مع الإبادة الجماعية تحت مراقبة المجتمع الدولي".

 

  • وزارة الخارجية الفلسطينية ترحب بمراجعة عدة دول علاقاتها مع إسرائيل 

أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية عدة بيانات، إبان قرارات عدة دول مراجعة علاقاتها مع إسرائيل، وتضمنت هذه البيانات ترحيبًا بهذه المواقف ودعوات لكافة الدول إلى "الاستجابة لمطالب شعوبها ومراجعة علاقتها مع دولة الاحتلال لإجبارها على وقف حربها ضد شعبنا".

 

في الأثناء، تحافظ عديد الدول العربية على علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل. مع العلم أن تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية ليس جديدًا بل يعود إلى سبعينيات القرن الماضي فيما يخص دول الجوار كمصر 1977 ولبنان 1983 لكن موجة جديدًا من التطبيع تحت مسمى "اتفاقيات أبراهام للسلام" انطلقت منذ 2020 مع كل من الإمارات، المغرب، السودان والبحرين. وتتالت في الآونة الأخيرة تصريحات وأخبار سعودية عن مفاوضات مع المملكة في ذات السياق التطبيعي.

تطور التضامن مع فلسطين من الشعوب في الساحات والمظاهرات إلى المسؤولين في عدة دول، في الأثناء يتواصل تفاقم الوضع الإنساني في غزة ومحاولات التهجير القسري من شمال القطاع إضافة إلى ارتفاع أعداد الشهداء الذي تجاوز 9 آلاف معظمهم من الأطفال والنساء وحوالي 32 ألف مصاب، وفق آخر إحصاءات وزارة الصحة في غزة.