25-يونيو-2021

كتاب "في الفن الإلهي"

ألترا صوت – فريق التحرير

صدر حديثًا عن "دار تأويل" في العراق كتاب "في الفن الإلهي" للشاعر العراقي قاسم الشمري، الذي يتناول علاقة القرآن الكريم بالشعر وجدلية المدح والذم في هذه العلاقة، ويبرهن على أن القرآن لم يذم الشعر، وكذلك يستنتج من خلال الآيات القرآنية أن الشعر فن إلهي يختص به الله من يشاء من عباده.

يتناول كتاب "في الفن الإلهي" منظور القرآن والحديث للفن الشعري وممارساته، ويخوض في الجدل القديم حول الشعر والدين

ويتكون الكتاب من مقدمة عن تاريخ الشعر العربي، ثم يتحدث عن الجانب الروحي للشعر في الثقافة العربية، من ثم يعرج على تاريخ اللغة وعلاقتها بالشعر وعلاقتها بالقرآن.

اقرأ/ي أيضًا: كتاب "مدخل إلى نظرية التعقد في العلاقات الدولية".. وعود النظرية وحدودها

كما يتناول الكتاب ما جاء في السيرة النبوية من أحاديث ومواقف للنبي فيما يخص هذا الجانب، ويختتم الكتاب بمواقف الصحابة وإثبات أن الشعر هو ذلك الفن الإلهي المتفرد.

يذكر أن الشاعر صدر له مجموعتين شعريتين الأولى بعنوان "أخطاء"، والثانية بعنوان "حروف لم تصل لأبي"، وفاز بالعديد من الجوائز الأدبية العربية في مجال الشعر والمسرح الشعري.


من الكتاب

هل الشعر علم؟ وإن كان علمًا هل هو علمٌ لدنّي أم وضعي؟ وهل الشعراء ينتمون إلى دولة الغموض الرهيبة وإن وراءهم قوة خفية تمدهم وتعينهم؟

اعتقد أن الإجابة واضحة كضمير الملائكة بقوله تعالى من سورة يس "و ما علمناه الشعر"، فالشعر علمٌ إلهي يختص به من يشاء من عباده ليكونوا له "عين في الأرض"، فَهُم "نفس ٌ واحدة ٌ تجزأت في أبدان متفرقة فمن تعدى بهم رتبهم التي وضعهم الله بها فإنه ليس من الإنسانية في شيء"، إن أقوى النظريات  أكثرها قبولًا ورواجًا هي تلك التي تعزو الأولية الشعرية إلى الوظيفة الدينية، فلم تنبع هيبة الأساطير والصلوات البدائية من مكنونها الديني، بل من حقيقة الشعر فيها، فهو تلك الروح الغريبة التي لا تُشرح ولا تُفهم و لا يَشعر بها إلا أولئك الذين اصطفتهم الحياة للتمتع بشيء من أسرارها الخالدة، فقد كان مدلول الشعر عند العربي أعمُّ وأشمل، ولم تكن فتنتهم بهذا الضرب من ضروب القول لما فيه من نغم و وزن، ولكن بما يتميز به من النفاذ إلى حقائق الأشياء "فكل علم لديهم كان شعرًا" كما يقول صاحب القاموس، لذا تجاوزوا فيه وبقائله المنطق وتعدوا المعقول، فَرُويَ عن الأصمعي عن أبي عمرو ابن العلاء إنه قال "كان الشعراء عند العرب في الجاهلية بمنزلة الانبياء في الأمم".

وذهب بعض الفقهاء ورجال الدين إلى تحريم الشعر أو كراهته أو على أقل تقدير قولهم إنه ليس من لوازم الحياة، لو جاز لنا أن نعدّ الإحساس غير لازم للنفس أو التفكير غير جائز للعقل لجاز لنا أن نعد الشعر غير لازم للحياة.

ويربط عبد القاهر الجرجاني في كتابه "دلائل الإعجاز" بين الشعر والعقيدة ويري أن الصادّ عن الشعر صادٌ عن سبيل الله، وإن من يصرف الناس عن النظر في الشعر كمن يصرفهم عن النظر في كتاب الله، ويذكر أن الحجة قامت بالقرآن من جهة كونه بالغًا في البراعة مبلغًا تعجز عنه قوى البشر، ولا يمكن أن نعرف هذا إلا إذا عرفنا الشعر وميزناه وأحكمنا نقده وفهمه وعياره، وعرفنا الأمر الذي يفْضل بعضه بعضًا، والأمر الذي يفضْل فيه القرآن كلّ الشعر وكلّ كلام، و بهذا يكون صرف الناس عن الشعر صرفًا لهم عن معرفة وجه الحجة التي قامت بالقرآن، وإن الله الذي يلون العالم كلّ يوم بلون جديد وتفتن يد الصناع في تزيين السماوات والأرض، وينفخ من روحه في من اصطفاهم للشعر والبيان هو وحده جلّ شأنه القادر على أن يقول هذا ما أريد أن يكون وذلك ما أنكر أن يكون، فهنيئًا لمن أراد الله أن يشربهم صفوة الحياة ليكون من أدبهم فرقانًا وإنجيلًا، وعليه يجب أن نفهم أن الشعر مصدر للهدى وليس للهداية، وحسب الشعر هوانًا أن يقال عنه مُباح.

 

اقرأ/ي أيضًا:

العدد الأول من "أرابِسك".. دورية إيطالية تُعنى بالأدب والثقافة العربية

رواية "المئذنة البيضاء".. السيرة التي يستحقها مسيح دجّال