25-أبريل-2023
كتاب رسائل في التحاب

كتاب رسائل في التحاب

صدر عن دار "خطوط وظلال" في الأردن كتاب "رسائل في التحاب" الذي يضم مراسلات المفكر المغربي عبد الكبير الخطيبي والكاتبة الطبيبة غيثة الخياط، بترجمة محمد معطسيم.

يقول المترجم: "ليست هذه الرسائل مجرد رسائل عاطفية، من قبيل مراسلات سابقة في المنطقة العربية، بل هي مراسلات ارتكزت على التحَاب الذي بلوره كمفهوم الخطيبي ويفضل التعبير عنه بالانجذاب، ويتضمن فكرة الحب العفيف والصداقة العميقة؛ لكن أثناء المراسلات توفيت ابنة الكاتبة الخياط. وهنا، أخذت المراسلات أبعادًا أخرى، بل تحول الأمر إلى حديثٍ عن الفاجعة والحرب والمأساة والموت، وهي مواضيع لم تكن مطروحة من قبل".

عبد الكبير الخطيبي عن مراسلاته مع غيثة الخياط: "في الواقع قمنا بهذه المراسلة انطلاقًا من موضوع اسميناه: الصداقة، المحبة. وجاءت موضوعات أخرى انضافت، فيما بعد"

تمت المراسلات بين أعوام 1995 و1999، ووصل عددها إلى 59 رسالة، وتوقفت في عدد فردي، ولم تجمع مباشرة في كتاب؛ بل ظلت ننتظر حتى 2005، حين صدورها، بتقديم من عبد الكبير الخطيبي، وترجم الكتاب إلى اللغة الإيطالية في سنة 2006، وإلى الإنجليزية في سنة 2010.

تؤرخ هذه المراسلات لمرحلة، وتقدم معطيات حول تجارب اجتماعية، ووضعية المرأة، لا سيما أن الكاتبة غيثة الخياط من مناصرات النزعة النسوية، وهي امرأة تجرأت وكتبت مع رجلٍ، وتقول عن نفسها "لم أكتب عنه، ولم يكتب عني، وإنما كتبت معه".

وفي حوار سابق معه علّق الخطيبي على نشر المراسلات قائلًا: "يتعلق الأمر بمجموعة من الرسائل تبادلناها، أنا وغيثة الخياط، الطبيبة-الكاتبة، لمدة أربع سنوات، فباتفاق مشترك قررنا أن نطلق هذا المشروع، فنفذناه، ونشرناه فيما بعد على شكل كتاب. في الواقع قمنا بهذه المراسلة انطلاقًا من موضوع اسميناه: الصداقة، المحبة. وجاءت موضوعات أخرى انضافت، فيما بعد. فالمبادلات التراسلية أخذت شكلًا مستقلًا، لأنه كانت هناك لحظة خطيرة جدًا في حياة غيثة، وهي موت ابنتها الوحيدة، فاتخذ المكتوب (l’écrit) بعدًا آخر".

وكتبت غيثة الخياط: "في الواقع كانت كتابة المراسلات مع الخطيبي فخرًا كبير لي، فريدة في العالم العربي والإسلامي، فريدة لأنها متبادلة بين كاتبين من جنسين مختلفين. لا أدري ما إذا كان هذا الأسلوب من التراسل قائمًا في الأدب والعربي والإسلامي. أما تحرير الرسائل التي كنت أبعثها إلى الخطيبي فكانت شيئًا آخر: كتبتها بكثير من التركيز والجدية والصدق. أضع في كلماتي كل ما أفكر فيه، لأنني أدرك أن مراسلي يفهم كل شيء، ويتفاعل ويتبادل معي بعمق وحدّة".