28-يوليو-2023
لوكاكو

"Getty" روميلو لوكاكو

انتشرت مؤخّرًا على مواقع التواصل صورة تظهر اللاعب البلجيكي روميلو لوكاكو وهو يقبّل شعار الأندية التي سبق له اللعب معها، لتتحول إلى مادة تندّر وسخرية لدى المتابعين، باعتبار أن لوكاكو اعتاد إظهار الولاء للفرق التي يلعب لها، من خلال تصريحاته وطريقة احتفاله بأهدافه وتفاعله مع الجماهير، لكنه دائمًا ما يخرج من الفرق بطريقة سيئة تخلق مشاكل بينه وبين محبي النادي، وآخرها ما حصل مؤخّرًا مع ناديه السابق إنتر ميلانو الإيطالي. 

لوكاكو

 انتقل لوكاكو صيف العام 2021 إلى تشيلسي الإنجليزي، في صفقة قياسية للنادي اللندني بلغت 115 مليون يورو، يومها بلغت الأموال التراكمية التي دُفعت في لوكاكو خلال تنقلاته بين الفرق 286 مليون يورو كأول لاعب في التاريخ يصل إلى هذا الرقم. 

تجدد اللقاء مع مورينيو

ظنّ الجميع أن لوكاكو حقق حلمه بالعودة إلى تشيلسي، بعدما كان طرده جوزيه مورينيو من الفريق في العام 2014، لينتقل يومها إلى إيفرتون، وقد عبّر أكثر من مرة عن رغبته بالعودة إلى تشيلسي، وكان قريبًا من ذلك في العام 2017، إلا أن مانشستر يونايتد نجح بخطف الصفقة في اللحظات الأخيرة، بعدما عرض مبلغ 75 مليون يورو، وهو أكثر ممّا عرضه تشيلسي. للمفارقة، مدرب مانشستر يونايتد يومها كان جوزيه مورينيو، الذي يبدو أنه أعاد النظر بتقييمه للوكاكو، بعد المستويات الكبيرة التي قدمها مع إيفرتون.

لوكاكو

رغم البداية الجيدة، لم يمض الكثير من الوقت حتى ظهرت المشاكل بين لوكاكو ومورينيو، فأبقاه على الدكة في بعض المباريات، وتفاقمت المشاكل بعد رحيل مورينيو بين البلجيكي والمدرب الجديد للشياطين سولشاير، لينتقل المهاجم إلى إنتر ميلانو، وبقي اليونايتد يدفع الجزء الأكبر من راتبه. 

رغم إظهاره لشغفه وإخلاصه لشعار القميص الذي يرتديه، دائمًا ما يخرج  لوكاكو من الفرق بطريقة سيئة تخلق مشاكل بينه وبين محبي النادي

 

مع إنتر قدم لوكاكو أفضل مستوياته تحت قيادة كونتي، وبدا أن اللاعب يعيش أجمل أيامه فنيًا ونفسيًا، ووُلدت علاقة مميزة بينه وبين جماهير النيراتزوري، وساعد الفريق على تحقيق لقب الدوري للمرة الاولى منذ موسم 2010، ليعود وينتقل إلى تشيلسي في صفقة قياسية ساعدت النادي الإيطالي في معالجة بعض مشاكله المالية. 

لوكاكو

لم يتأقلم لوكاكو مع تشيلسي، وأهدر سيلًا من الفرص السهلة، وأظهر الكثير من التصرفات الصبيانية وغير الاحترافية، كإشارته إلى أن قلبه لا يزال في إنتر، ما أغضب مدربه الألماني توماس توخيل، ليرجع سريعًا إلى إنتر (مكانه المفضل بحسب قوله) في صفقة مجانية، ما رتّب خسائر فادحة على تشيلسي، النادي الذي أعلن لوكاكو مرارًا أنه يرغب في العودة إليه!

مستوى لوكاكو في تجربته الثانية مع إنتر، لم يقترب حتى من مستواه في فترته تحت إشراف كونتي، الاستمرار في إضاعة الفرص، لياقة بدنية سيئة بشكل واضح، وإصابات متكررة وغيابات لفترة طويلة، وفوق ذلك، إهدار فرصة محققة في نهائي دوري الأبطال ضد مانشستر سيتي، والتسبب بضياع فرصة أخرى بعد الوقوف في وجه الكرة.

صفعة من يوفنتوس

رغم الموسم المخيّب، حاولت إدارة إنتر شراء لوكاكو من تشيلسي، بعد انتهاء عقد إعارته، وكانت على استعداد لدفع مبلغ 30 مليون يورو، لكنها تفاجأت أن اللاعب كان يفاوض يوفنتوس، أحد الخصوم التاريخيين لإنتر، لينسحب النيراتزوري من الصفقة نهائيًا، ويعلن انتهاء العلاقة مع اللاعب خلال اتصال هاتفي معه لم يتخطً نصف الدقيقة من الوقت، ليخرج بعدها ألتراس النادي ويحمل بشدة على لوكاكو ويتّهمه بالخيانة. 

خرج لوكاكو مرّة أخرى من الباب الضيق، إلا أن الأسوأ بالنسبة له لم يكن قد أتى بعد، حيث تلقى اللاعب صفعة مدوّية بعدما أخبرته إدارة يوفنتوس بشكل مفاجئ بأنها انسحبت من الصفقة، ليعود ويحاول مرة أخرى التواصل مع إنتر، لكن الإدارة كانت قد أغلقت صفحته بشكل نهائي.

لوكاكو

بالتزامن، حاول نادي الهلال السعودي استغلال موقف لوكاكو، وأرسل إليه أكثر من عرض، إلا أن اللاعب كان يرفضها مباشرة وبطريقة غير لائقة، ما أشعر جماهير " الزعيم " بالإهانة، الأمر الذي يعني أن أبواب السعودية ربما أُقفلت هي الأخرى في وجه لوكاكو، ليبقى مصير اللاعب معلّقًا حتى الآن، وربما يكون خياره الوحيد هو الاستمرار مع تشيلسي، واللعب تحت شروط الإدارة والمدرب الجديد ماوريسيو بوكيتينو.

لوكاكو

بالإضافة إلى المشاكل الإدارية والفنية التي كانت ملازمة للوكاكو أينما حلّ، وبالرغم من قدراته التهديفية الكبيرة، إلا أن اللاعب اعتاد على إهدار الفرص السهلة في المباريات الحاسمة، آخرها كان ما أهدره في نهائي دوري الأبطال، كما كان له دورًا كبيرًا في خروج منتخب بلجيكا من كأس العالم 2022 في قطر، حيث أضاع أربع فرص محققة ضد كرواتيا عندما شارك بديلًا في الشوط الثاني. لم يهدر أي لاعب في دور المجموعات لكأس العالم فرصًا محققة أكثر من لوكاكو، رغم أنه لعب شوطًا واحدًا فقط!