02-يونيو-2023
هدد نتنياهو بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية (GETTY)

ترفع إسرائيل من مستوى التهديدات لإيران خلال الأسابيع الأخيرة (GETTY)

أغلقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التحقيقات حول منشأة نووية في إيران، تحدث عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في أيلول/ سبتمبر 2019، مما استدعى موجة من التهديدات الإسرائيلية لإيران.

التهديدات الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران بدأت بالظهور خلال مؤتمر هرتسيليا للأمن الإسرائيلي

تصعيد اللهجة ضد إيران

وعقب تقرير الوكالة الدولية، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في خطاب مصور: "لدي رسالة واضحة لكل من إيران والمجتمع الدولي، إسرائيل ستفعل كل ما تحتاجه لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية".

أما وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، فقد قال إن الأخطار التي تواجه إسرائيل تتزايد، ملوحًا في إمكانية تنفيذ هجمات، مشيرًا إلى أن "المهام ثقيلة والتحديات كبيرة"، خلال حفل منح رتب لجنود جيش الاحتلال، قائلًا: "الواقع الذي نجد أنفسنا فيه معقد، لكن إسرائيل والجيش وجميع الأجهزة الأمنية، يعرفون ما يجب القيام به لضمان أمن إسرائيل في الحاضر والمستقبل"، وفق تعبيره.

تتزامن هذه التصريحات، مع وجود مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر في البيت الأبيض، للقاء مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، لمناقشة عدة بنود، من بينها تعزيز التنسيق لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية.

زكي وزكية الصناعي

من جانبه، أشار الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي عاموس يادلين، إلى أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول ايران لم يأت بأي جديد، خاصة، مؤكدًا على أن إسرائيل تخصيب طهران ليورانيوم يمكنها من تصنيع 3-5 قنابل نووية.

وفي مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية (كان)، تطرق يادلين إلى الهجمات التي تشنها إسرائيل داخل سوريا، قائلًا: إن "هذه الهجمات تمكنت إلى حد كبير من منع التموضع العسكري الإيراني في سوريا"، مشيرًا  الى أن ايران "حققت أقل من 10% فقط مما خطط له قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني".

وفي المقابل، قال الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي يعقوب عميدرور، إن "إيران تتقدم، وإن كان ذلك ببطء، لكنها تتقدم، والعالم يغض الطرف"، مضيفًا: "العالم يرى، لكنه يرفض التصرف بما يراه لأنه غير مناسب له. الإيرانيون قريبون أو يمكنهم في وقت قصير جدًا تخصيب اليورانيوم، على المستوى العسكري سيكون لديهم اليورانيوم لقنبلتين".

وأضاف عميدور: "إسرائيل بحاجة إلى تسريع الاستعداد لاحتمال مهاجمة إيران، والهجوم في إيران يعني حربًا كبيرة وربما سيتحرك حزب الله. لن تكون حربًا سهلة سواء ضد الايرانيين أو ضد حزب الله، نحن بحاجة إلى الاستعداد لها بجدية "، متابعًا القول: "يمكننا القيام بمثل هذا الهجوم بدون الولايات المتحدة".

هجوم إسرائيلي

من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أمس الخميس، أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن منشآت إيران النووية، هو بمثابة "استسلام للضعوط السياسية"، وأن عواقب ذلك ستكون "خطيرة"، واعتبرت التفسيرات التي قدمتها إيران لوجود مواد نووية في الموقع "غير موثوقة أو ممكنة تقنيًا".

وكانت وكالة الدولية للطاقة الذرية، قد أفادت بأن إيران زادت بنسبة كبيرة في الأشهر الأخيرة مخزونها من اليورانيوم المخصب، وفق ما جاء في تقريرٍ اطلعت عليه وكالة "فرانس برس" الأربعاء. فيما أشارت الوكالة، خلال تقرير آخر، إلى "تقدم في التعاون مع طهران"، وقررت إغلاق ملف وجود مواد نووية في موقع مريوان، أحد المواقع النووية غير المعلنة، التي تقول إسرائيل إنها المواقع التي يتم فيها تخصيب اليورانيوم.

الحرب مقبلة؟

وفي سياق الحديث عن احتمالات وقوع مواجهة عسكرية محتملة في المنطقة، كشفت القناة 12 العبرية، أن الأيام الأخيرة، شهدت سلسلة من المناقشات الأمنية، بمشاركة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، تناولت حالة التصعيد المحتمل مع إيران وحزب الله، ومن المنتظر أن يُعقد الأحد المقبل اجتماعات أخرى لتقييم الوضع الأمني، تتناول إمكانية شن عملية عسكرية متعددة الجبهات، وبعد ذلك سيعقد اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر لشؤون الأمن (الكابينت)، يتناول أيضًا موضوع التصعيد مع إيران.

بدوره، تحدث مسؤول دبلوماسي إسرائيلي لـ "إسرائيل هيوم"، عن أنهم "يستعدون لاحتمال حقيقي لشن هجوم على الأراضي الإيرانية"، وأضاف أن "إسرائيل تقترب أكثر من اللحظات الحاسمة في مواجهة التهديد النووي الذي تشكله إيران، ولن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي"، وفق قوله.

"اللكمة القاضية"

وفي خضم التصعيد الإسرائيلي الخطابي، يواصل الجيش الإسرائيلي، المناورة العسكرية "اللكمة القاضية"، والتي انطلقت يوم الثلاثاء الماضي، وتستمر لمدة أسبوعين، وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن التمرين الرئيسي في هذه المناورات يتم على مستوى القيادة العامة للجيش الإسرائيلي. وتحاكي المناورة، اندلاع حرب متعددة الجبهات، جوًا وبحرًا وبرًا وعبر الفضاء الإلكتروني.

جانب من مناورات القبضة الساحقة

وذكر بيان الجيش الإسرائيلي، أنه من خلال هذه المناورات، يجري "اختبار جاهزية الجيش لخوض معركة كثيفة وطويلة الأمد". كما سيجرى تمرين لقيادة المنطقة الشمالية، حيث سيتركز خلال الأسبوع الأول على تمرين فرقة "الجليل 91".

وفي سياق متصل، زار  القائد العام للقيادة المركزية لجيش الأمريكي في الشرق الأدنى (CENTCOM) الجنرال مايكل كوريلا، إسرائيل في إطار متابعة المناورة في أيامها الثلاثة الأولى، واستهل زيارته بحسب بيان الجيش الإسرائيلي، لمقر وحدة الاستخبارات 504، المكلّفة بجمع المعلومات الاستخباراتية من المصادر البشرية التابعة لهيئة الاستخبارات العسكرية.

عقب تقرير الوكالة الدولية، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في خطاب مصور: "لدي رسالة واضحة لكل من إيران والمجتمع الدولي، إسرائيل ستفعل كل ما تحتاجه لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية"

وكانت القناة 14 العبرية قد كشفت، بأن مناورة "اللكمة القاضية"، تتضمن "سيناريو يحاكي توجيه ضربة قوية وساحقة في لبنان، تليها هجمات في دائرة المواجهة الثالثة، إيران"، بحسب التعريفات الإسرائيلية.