26-سبتمبر-2016

تمام عزام/ سوريا

1

في الحرب الأخيرة ِ
تساوت عندي المسافة ُالفاصلة ُ
بين َالرغيفِ ومقعدِ المدرسة 
إذ أصبحتُ ذات َمجازٍ ساخنٍ بائعًا للخبز!

إنّها ذات المسافةِ المُمتدّةِ
بينَ فاصلتينِ في جملة بسيطة 
أو كالمسافةِ الفاصلةِ 
بينَ شاخصتينِ على طريقِ الأمنيات

2

صرتُ أُعلّم الأرغفة 
ألّا تكسر خاطر الجياع 
وألّا تُسرف في التقمُّرِ 
تجنبًا لصفة مُشبّهة بالحريق!

بعدَ أن كنتُ أُعلّمُ الأطفالَ
كيف يُعربون حاضرنا بانتباه.. 
وكيف يُبللونَ طحين ماضيهِم بالملح ِ
منعًا من التقاء الجائعَين!

3

تقول المعاجم نيابةً عن عمّتي الحرب: 
ما يضيرُكَ لو أعطيت َدرسًا خصوصيًا
في فقهِ اللغة
بعد عودتِك من الفرن مُعطَّرًا بالدقيق؟!
وما يدريك لعلّ ابن ثعلب 
كانَ فرّانًا قبل عصورِ الاحتجاج؟!

ثم تواصل:
ماذا يعني أن تعملَ بائعًا للخبز 
وعلى جدرانِ منزلِكَ
تبكي شهادةٌ نيئةٌ في الآداب؟
لا شيء إلا أنّهم 
قد اختاروا الرغيفَ المُشاغب 
ووضعوهُ في المدرسةِ المناسبة 
حيث التلاميذ الجيّاع 
يبتلعون طبشور الجهلِ
ويتمخضون الجوعَ على وجه الحقيقة!

اقرأ/ي أيضًا:

رسالة متأخرة

أمير أمويّ في مستشفى هداسا