01-نوفمبر-2015

طلبة سوريون يدرسون في مخيم للاجئين بأربيل(مات كاردي/Getty)

مع بدء الحرب وتصاعدها في سورية سنوات 2012 و2013، نزح الكثير من السوريين إلى دول الجوار وسكن بعضهم في مخيمات اللاجئين. هكذا، نزح مئات الآلاف من السوريين، معظمهم من الكرد، من شمال سورية إلى شمال العراق، وجرى توزيعهم على عدة مخيمات للاجئين، منها مخيمات "دوميز" و"بردرش" و"باسرمة" و"كويلان" وأربيل والداودية والسليمانية، ويتراوح عدد اللاجئين السوريين في هذه المخيمات بين مائتين وخمسين وثلاثمائة ألف لاجئ. وفي الحقيقة، لم تختف معاناة السوريين بمجرد نزوحهم عن أرض الوطن، خاصة بالنسبة لساكني المخيمات والذين لا مأوى آخر لهم، ولعل أصعب التحديات أمامهم هي توفير فرص تعليمية لأبنائهم لما لذلك من أثر محوري في تحديد مستقبلهم.

يختلف الواقع التعليمي من مخيم إلى أخر، ففي مخيم "دوميز" بمحافظة دهوك مثلاً، وهو أحد أكبر مخيمات السوريين في الخارج، توجد 8 مدارس بين ابتدائية وإعدادية وثانوية، تشرف عليها وزارة التربية في إقليم كردستان العراق، بالإضافة إلى عدد من رياض الأطفال التي تشرف عليها المنظمات التابعة للأمم المتحدة.

يواجه قطاع التعليم في مخيمات كردستان العراق تحديات عديدة مثل قلة الدعم المالي وتأخير رواتب المدرسين لأشهر عدة بالإضافة إلى انخفاضها

وبالنسبة للمنهج الدراسي المعتمد في هذه المخيمات، ففي العام الدراسي 2012 – 2013 كانت حكومة المعارضة السورية في تركيا تقوم بإرسال المنهج لكن تم إيقاف العمل به، بسبب رفض حكومة الائتلاف طلب وزارة التربية في إقليم كردستان العراق دفع رواتب المدرسين، الأمر الذي أدى إلى العمل بالمنهج المدرسي المعتمد بالإقليم. ويواجه قطاع التربية والتعليم في المخيمات تحديات عديدة مثل قلة الدعم المالي وتأخير رواتب المدرسين لأشهر عدة بالإضافة إلى انخفاض مستوى الرواتب أساسًا، وساهم كل هذا في عزوف المعلمين عن التدريس والبحث عن أعمال أخرى.

وسرعان ما ظهرت مشاكل اعتماد المنهج العراقي في التدريس في المخيمات. ترى طالبات في المستوى الثامن إعدادي في مخيمات إقليم كردستان العراق أن "المنهج الجديد مختلف عن المناهج السورية بشكل كبير وأنهن يجدن صعوبات في فهمه خاصة مع اختلاف المواد المدرّسة". لكن المشكل الأكبر الذي يهدد مستقبل ثلاثين ألف طالب وطالبة في هذه المخيمات، هو عدم اعتراف وزارة التعليم العالي بشهادات الثانوية في المخيمات.

خلال العامين الدراسيين الماضيين، اجتاز مئات السوريين امتحانات الشهادة الثانوية، وعند تقدمهم للانتساب إلى الجامعات الموجودة في إقليم شمال العراق تفاجأ الجميع بوجود قرار من حكومة الإقليم ووزارة التعليم العالي يقضي بعدم السماح للسوريين الذين أنهوا الثانوية في مخيمات شمال العراق بالدراسة الجامعية في الجامعات الحكومية والخاصة على حد سواء.

المشكل الأكبر الذي يهدد مستقبل الطلبة السوريين في مخيمات إقليم كردستان هو عدم اعتراف الوزارة بشهادات الثانوية في المخيمات

وأدى تكرار هذا المنع العنصري من الدراسة الجامعية لعامين دراسيين متتاليين إلى عزوف طلاب الشهادة الثانوية عن التقدم للامتحانات وتفضيل العمل أو السفر. هكذا تتلاعب وزارة التعليم العالي في إقليم كردستان العراق بمصير ثلاثين ألف طالب وطالبة في المرحلة الثانوية في مخيمات اللاجئين السوريين في الإقليم رغم التزام مدارس المخيمات بتعليماتها ومنهجها الدراسي.

اقرأ/ي أيضًا:

من الجامعة إلى قوات الدفاع الذاتي الكردية

طلاب سوريا.. إلى العسكرية در أو ادفع