22-ديسمبر-2015

خالد تكريتي/ سوريا

أنا لا أفعل شيئًا يا أمّي
 سوى الاحتفاظ بجثّة الممكن
 وتدريبها على المشي
 من دون أن تستند على الجدار المائل
 وفي كلّ مرّةٍ نقع
 يستقيم الجدار
***

أثرثر معها 
أحدثها عن بودلير 
وعشيقاته
والحيّ اللاتيني 
فتغفو على يدي 
مثل قطة أرستقراطية 
أنهكها الجوع.
***

اصطحبتها بالأمس 
إلى مبنى الشؤون العقارية 
لاستخراج خريطة موقع 
رأت صورتها على الطابع المالي
فاندهش الموظف والسمسار 
وعاملة التنظيفات وبائع الطوابع 
ونسي الموظف أن يأخذ رشوته.
***

علمتها التدخين 
وتجهيز اللوحة 
صارت مثلي تشرب الشاي البارد 
وقهوة الإسبريسو 
وأدمنتِ النظر 
إلى نصف الكأس 
الملآن
بأعقاب السجائر.
***

غالبًا ما تذكّر الحرب 
والقذيفة 
وتؤنث الأمل 
وتجمعُ الزيت والزعتر في إناء واحد.
***

كلّما تشاجرنا
ترفع سماعة الهاتف 
تضع جواز سفري بين فخذيها
فاغرة فمها
تطلب مني أن ألتقط لها صورة.
***

عندما نشاهد نشرة الأخبار 
تتظاهر بالنوم 
في الوقت الذي 
تملأ الجثث المكان 
أنهرها 
فتقف أمامي رافعة سبابتها 
بوجهي وتصرخ 
لا أريد أن أموت.

اقرأ/ي أيضًا:

الأمل.. في صورة ملتقطة بتاريخ أمس

وجه الغريب عطشٌ قديم