10-فبراير-2023
زلزال تركيا 2023

يتواصل الأمل بالعثور على ناجين تحت الحطام رغم مضي أكثر من 90 ساعة على الزلزال (Getty)

في اليوم الرابع على زلزال جنوب تركيا المدمّر، تحوّلت أعمال الإغاثة ومحاولات العثور على الناجين إلى عمليات روتينية لانتشال الضحايا ودفنهم. فقد تضاءل الأمل في العثور على المزيد من الناس أحياء تحت الركام الذي سببه زلزال الإثنين المدمّر جنوب تركيا، ويدلّ على ذلك استمرار حفر مئات القبور لدفن المزيد من البشر.

ارتفع إجمالي عدد ضحايا الزلزال المدمّر الذي بلغت قوّته 7.8 درجة على مقياس ريختر، إلى أكثر من 21,300 قتيل

ففي كهرمان مرعش وغيرها من المدن قرب مركز الزلزال، تتمدّد مقبرة جديدة مخصصة لضحايا الزلزال على نحو يضاعف الحزن والألم، إذ ستكون هذه التربة جميعها معلَمًا حاضرًا لأجيال عديدة لاحقة تذكّرهم بالموت الواسع الذي حلّ بساكنة هذه المناطق، دون تفريق بين مواطن ولاجئ وغريب. 

زلزال تركيا 2023

أما في سوريا، فالمأساة ضاعفها غياب مؤسسات الدولة والحرمان من المساعدات والدعم من المجتمع الدولي، وإصرار النظام السوري على المضي إلى أبعد مدىً من الوحشيّة ضد عموم الناس بحسب عدد من التقارير، في المناطق غير الخاضعة لسيطرته، وحتى في تلك التي ما تزال، إذ تحدث كثيرون عن تأخر الدعم واشتراط توزيع المعونات بموافقات أمنيّة لمزيدِ ابتزازٍ للناس، هذا عدا عن تعمّد الإهانة في شكل توزيعها في بعض المناطق، بحسب ما تظهر العديد من مقاطع الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي. 

أما المساعدات التي بدأj بالدخول أخيرًا عبر تركيا إلى الشمال السوري، فهي فوق تأخرها ثلاثة أيّام بعد وقوع الكارثة المدمّرة، فقد كانت على حد شرح منظمة "الخوذ البيضاء" المدنية الناشطة في المنطقة، مجرد "مساعدات دورية"، توقفت خلال الأيام الأولى من الزلزال، ثم جر ى استئنافها.أي أن القوافل التي دخلت بعد طول انتظار، لا تتضمّن أي تجهيزات تساعد على التعامل مع الوضع الذي خلّفه الزلزال، من آليات وأدوات إنقاذ متخصصة، وكأن المجتمع الدوليّ يؤكّد للسوريين في الشّمال أن الموت محتوم، وأن محاولة دفعه قد باتت الآن بحكم العبث، حارمين الأهالي حتى من بريق أمل بالعثور على طفل أو شاب على قيد الحياة. 

زلزال تركيا 2023

وقد فاقمت الظروف الجويّة من مهام الإنقاذ في المناطق المنكوبة في سوريا وتركيا على السواء، وحتى رغم توافد فرق الإنقاذ بمعداتهم وكلابها من عدة دول إلى تركيا، ظلت المهمّة معقّدة وبالغة الصعوبة، فكل دقيقة تمضي كانت تعني احتمال خسارة حياة أو حيوات أخرى، ثم تآمر البرد مع الزمن، حتى انتشرت رائحة الموت من تحت الحطام، معلنةً للجميع أن الخسارة باتت حتميّة، وستكون صادمة للجميع. 

فبحسب الإعلام الرسمي التركي، ارتفع عدد القتلى إلى زهاء 18،000 قتيل، كما تم تسجيل أكثر من 72,000 إصابة. أما في سوريا، فبلغ عدد القتلى في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري إلى 1347 سوريًا، بينما توفي أكثر من 2030 شخصًا في المناطق غير الخاضعة لسيطرته في شمال غرب سوريا. وبذلك يرتفع إجمالي عدد ضحايا الزلزال المدمّر الذي بلغت قوّته 7.8 درجة على مقياس ريختر، إلى أكثر من 21,300 قتيل، وهو رقم ما يزال مرشحًا للارتفاع خلال الساعات المقبلة.