14-مارس-2024
ألقى السيناتور الأمريكي الديمقراطي وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، يوم الخميس خطابًا حادًا في قاعة مجلس الشيوخ انتقد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باعتباره عقبة رئيسية أمام السلام في الشرق الأوسط ودعا إلى وجود قيادة جديدة في إسرائيل.

(تويتر) شومر يدعم إسرائيل بشكلٍ كامل ومقرب في العلاقة من نتنياهو

ألقى السيناتور الأمريكي الديمقراطي وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، يوم الخميس خطابًا حادًا في قاعة مجلس الشيوخ انتقد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باعتباره عقبة رئيسية أمام السلام في الشرق الأوسط، ودعا إلى وجود قيادة جديدة في إسرائيل.

وفي حين أدان العديد من المشرعين الديمقراطيين قيادة السيد نتنياهو وائتلافه الحاكم اليميني، وانتقد الرئيس الأمريكي بايدن الهجوم العسكري الإسرائيلي في غزة ووصفه بأنه "مبالغ فيه"، فإن خطاب شومر كان بمثابة النقد الأكثر حدة حتى الآن من أحد كبار المسؤولين الأمريكيين.

خطاب الديمقراطي تشاك شومر، يعتبر من أكثر الخطاب الأمريكية حدة في انتقاد نتنياهو، منذ بداية العدوان على غزة

قال شومر، وهو أعلى مسؤول يهودي منتخب في الولايات المتحدة: "أنا أؤمن أنه من قلبه بأن أولويته القصوى هي أمن إسرائيل". وأضاف: "ومع ذلك، أعتقد أيضًا أن رئيس الوزراء نتنياهو ضل طريقه من خلال السماح لبقائه السياسي بأن يكون له الأسبقية على المصالح الفضلى لإسرائيل".

وأضاف: "لقد كان مستعدًا للغاية للتسامح مع الخسائر في صفوف المدنيين في غزة، الأمر الذي يدفع الدعم لإسرائيل في جميع أنحاء العالم إلى أدنى مستوياته التاريخية. لا يمكن لإسرائيل أن تبقى على قيد الحياة إذا أصبحت منبوذة".

وبحسب "نيويورك تايمز": "كان خطاب شومر أحدث انعكاس للسخط المتزايد بين الديمقراطيين، وخاصة التقدميين، من سلوك إسرائيل في الحرب وتأثيرها على المدنيين الفلسطينيين، الأمر الذي خلق معضلة استراتيجية وسياسية لبايدن. وقد حاول الجمهوريون الاستفادة من هذه الديناميكية، واحتضنوا نتنياهو بشكل أكبر".

وجاءت تصريحات زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، بعد يوم من دعوة الجمهوريين في مجلس الشيوخ نتنياهو للتحدث كضيف خاص لهم في مقر حزبي في واشنطن. ودعا السيناتور جون باراسو من ولاية وايومنغ، وهو المرشح الجمهوري رقم 3، نتنياهو لمخاطبة الجمهوريين افتراضيًا، لكنه لم يتمكن من الحضور بسبب تضارب المواعيد في اللحظة الأخيرة. وتحدث مايكل هيرتسوغ، سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، بدلًا منه.

وفي كلمته، حرص شومر على التأكيد على أنه لا يحاول إملاء أي نتيجة انتخابية في إسرائيل. وقد استهل انتقاداته القاسية لنتنياهو بدفاع طويل عن تل أبيب، التي قال إن اليهود الأمريكيين "يحبونها في عظامهم". تابع قائلًا إن هناك "تصورًا غير دقيق للحرب والذي ألقى الكثير من اللوم على إسرائيل في مقتل المدنيين في غزة دون التركيز بما فيه الكفاية على كيفية استخدام حماس للمدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية"، بحسب زعمه. 

وقال إنه يفهم مدى صعوبة تفكير الإسرائيليين المصابين بصدمة نفسية في إمكانية التوصل إلى حل الدولتين في هذا الوقت. لكنه قال: "لم يعد ائتلاف نتنياهو يناسب احتياجات إسرائيل بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر. لقد تغير العالم، بشكل جذري، منذ ذلك الحين، ويتم خنق الشعب الإسرائيلي الآن برؤية حكم عالقة في الماضي".

وأوضح شومر أن الحل الوحيد للصراع المستمر منذ عقود هو حل الدولتين، قائلًا: "دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل بمقاييس متساوية من السلام والأمن والازدهار والكرامة"، واعتبر أن نتنياهو، الذي رفض فكرة الدولة الفلسطينية، يعرض مستقبل إسرائيل للخطر.

واستمر في القول: "في هذا المنعطف الحرج، أعتقد أن إجراء انتخابات جديدة هو السبيل الوحيد للسماح بعملية صنع قرار صحية ومفتوحة بشأن مستقبل إسرائيل، في الوقت الذي فقد فيه الكثير من الإسرائيليين ثقتهم في رؤية واتجاه حكومتهم.

وتابع خطابه، بالقول: "كدولة ديمقراطية، لإسرائيل الحق في اختيار قادتها. لكن الشيء المهم هو أن يُتاح للإسرائيليين خيار. يجب أن يكون هناك نقاش جديد حول مستقبل إسرائيل بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر".

وأدان شومر، تصريحات سموتريتش وبن غفير الداعية إلى تهجير الشعب الفلسطيني، وقال إنه إذا ظل نتنياهو وائتلافه الحالي في السلطة، "فلن يكون أمام الولايات المتحدة خيار سوى لعب دور أكثر نشاطًا في تشكيل السياسة الإسرائيلية باستخدام نفوذنا لتغيير المسار الحالي".

من جانبها، قالت عضوة مجلس الشيوخ الأمريكي إليزابيث وارن: إن "حكومة نتنياهو اليمينية تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة"، وأضافت: "لا ينبغي للولايات المتحدة الاستمرار في تزويد إسرائيل بالقنابل".

واستمرت في القول: "الفلسطينيون يتضورون جوعًا وهذا أمر مروع ويحتاجون إلى إغاثة فورية".

قال العضو الديمقراطي التقدمي البارز في الكونغرس رو خانا إن جو بايدن ارتكب "خطأ استراتيجيًا من خلال احتضان" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأشار إلى أن نتنياهو شن "حربًا قاسية" في غزة، في تحد للولايات المتحدة.

من جانبها، قالت الخارجية الأميركية معلقة على تصريحات شومر: إن "الكونغرس الأميركي مؤسسة مستقلة"، مضيفةً أن "تصريحات شومر تخصه ولم تصدر عن إدارة بايدن".

بدورها، قالت مجموعة الضغط الداعمة لإسرائيل جي ستريت: "تصريحات شومر مؤشر على تحول تاريخي لديمقراطيين يهتمون بشدة بمستقبل إسرائيل"، مضيفةً: "نتفق مع حلفائنا المؤيدين لإسرائيل على ضرورة حصول تغيير سياسي شامل، ونؤمن بأن الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني بحاجة إلى قيادة جديدة".

واستمرت في القول: "نتنياهو فشل في اختبار القيادة خلال العقود التي قضاها في السلطة. نحتاج إلى قادة يوفرون الأمن ويحمون الديمقراطية ويعززون السلام مع جيرانهم".

وفي ردود الإسرائيلية على الخطاب، قال الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش: "نتوقع أن تحترم أكبر ديمقراطية في العالم الديمقراطية الإسرائيلية".

من جانبه، قال حزب الليكود: "إسرائيل ليست جمهورية موز، بل هي ديمقراطية مستقلة وفخورة، وهي التي انتخبت رئيس الوزراء نتنياهو". مضيفًا: "يقود رئيس الوزراء نتنياهو سياسة حازمة تحظى بدعم أغلبية كبيرة من الشعب".

وأضاف بيان الليكود: "على النقيض من كلام شومر، فإن الجمهور الإسرائيلي يؤيد النصر الكامل على حماس، ويرفض أي إملاءات دولية لإقامة دولة فلسطينية إرهابية، ويعارض عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة"، وفق البيان.

وختم بالقول: "ومن المتوقع أن يحترم السيناتور حكومة إسرائيل المنتخبة وألا يقوضها. وهذا صحيح دائمًا، بل وأكثر من ذلك في زمن الحرب".

وقال الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس: "زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، صديق لإسرائيل، ويساعدها كثيرًا هذه الأيام، لكنه كان مخطئًا في تصريحه. إسرائيل دولة ديمقراطية قوية، ومواطنوها وحدهم هم الذين سيحددون مصيرها في القيادة والمستقبل وأي تدخل خارجي في الأمر خطأ وغير مقبول".

ووصف مسؤول سياسي إسرائيلي، كلام شومر بأنه "شومر تحدث من القلب، لكنه لم يستخدم رأسه". وأضاف: "لا شك أن شومر صديق حقيقي، وأخ حقيقي يهتم بإسرائيل، لكن هذا في الحقيقة تدخل في شؤون دولة أخرى، وفي النهاية يعزز موقف رئيس الوزراء"، بحسب ما ورد في صحيفة "يديعوت أحرونوت".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، في مؤتمر صحفي، إن زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، أبلغ البيت الأبيض مقدمًا في نيته إلقاء الكلمة. وأشار كيربي إلى أن شومر لم يطلب الإذن بذلك، وأن البيت الأبيض لم يتدخل في الأمر ولم يمنع الخطاب.