حرص المسؤولون الأوروبيون على بعث رسائل شديدة الإيجابية لأوكرانيا ومولدوفا فيما يخص انضمام البلدين إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك ضمن استراتيجية أوروبية للحد من نفوذ روسيا في وسط وشرق أوروبا.
أكّدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن كل الطرق تؤدي إلى انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي
وفي التفاصيل، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أمس الإثنين أنّ الاتحاد الأوروبي سيدعم أوكرانيا في جميع المجالات خلال رئاسة بلاده إسبانيا لمجلس الاتحاد الأوروبي.
وأضاف رئيس الوزراء الإسباني، في مؤتمر صحفي في مدريد مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، "تحت رئاستنا، سنواصل الدفاع عن أوكرانيا في جميع المجالات"، مؤكدًا أن المجموعة الأوروبية سترافق أوكرانيا في طريقها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
في ذات السياق، أكّدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن كل الطرق تؤدي إلى انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي، معتبرةً أنه سيكون من المستحيل تصور مستقبل الكتلة بدون أوكرانيا ومولدوفا كأعضاء ، وذلك على الأقل بهدف إضعاف النفوذ الروسي في شرق ووسط أوروبا.
ومع ذلك، قد يكون مسار انضمام أوكرانيا ومولدوفا للاتحاد الأوروبي طويلًا وشاقًا، خاصةً أنّ دولًا أخرى مثل رومانيا وبلغاريا استغرقت 11 عامًا لتنال عضوية الاتحاد الأوروبي، لكن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ألمحت إلى أن مستقبل المرشحين الجدد للانضمام سيتم تحديده بسرعة.
ويبدو أن العامل المحفز لهذه السرعة هو معركة النفوذ المتصاعدة بين الاتحاد وروسيا، حيث قالت رئيسة المفوضية الأوروبية في معرض حديثها عن انضمام أوكرانيا ومولدوفا للاتحاد: "هل يمكنك أن تتخيل أن الاتحاد الأوروبي سيكون بدون أوكرانيا، بدون مولدوفا بدون غرب البلقان؟ وتلك الأجزاء من أوروبا تقع تحت تأثير روسيا أو الصين؟ مستحيل. لذا فإن اتجاه السفر واضح".
وجاءت تصريحات فون دير لاين هذه على هامش "تدشين الرئاسة الإسبانية لمجلس الاتحاد الأوروبي في مدريد".
وسيعني ذلك أن على بقية دول الاتحاد الأوروبي أن تبدأ المحادثات التي ستنبع من التوسع الحتمي للاتحاد بانضمام دول جديدة إليه، بما في ذلك مناقشة الميزانيات وإصلاح السياسة الزراعية.
وفي هذا الصدد، قالت فون دير لاين "الآن علينا أن نبدأ في التفكير في كيفية التأكد من أن أوروبا هي الوطن؛ أن هذه الدول جزء من الاتحاد الأوروبي، وهذه قرارات مبدئية يتعين علينا اتخاذها، علينا مناقشة كيف ستبدو عملية صنع القرار"، مردفةً القول: "يتعين علينا مناقشة كيفية تخصيص التمويل المشترك الذي لدينا، وما هي السياسات المشتركة التي نتبعها "، مؤكدةً أنه يجب معالجة هذه الأسئلة "في أقرب وقت ممكن"، وفق تعبيرها.
وعلى علاقة بهذه التحديات والأسئلة وضع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، خططه لرئاسة بلاده للاتحاد الأوروبي.
حيث حدد أربع أولويات بما في ذلك الدعم المستمر لأوكرانيا وتسخير ما وصفته فون دير لاين بأنه "النفوذ العالمي" لإسبانيا للحصول على صفقة ميركوسور التجارية مع دول أمريكا اللاتينية التي توجد حاليًا على المحك.
كما حدد سانشيز ضمن أولوياته "فطْم الاتحاد الأوروبي عن الاعتماد على الصين فيما يخص المواد الخام الأساسية"، بالإضافة إلى هدف آخر يتمثل في بناء المرونة في سلاسل التوريد للأدوية الجديدة.
كما التزم سانشيز بتسريع المبادرات لنقل إمدادات الطاقة في الاتحاد الأوروبي إلى مصادر الطاقة المتجددة وفي الوقت نفسه إدخال قوانين للقضاء على المواد البلاستيكية الدقيقة.
كما تم إدراج حقوق العمال، بمن فيهم عمال الوظائف المؤقتة، جنبًا إلى جنب مع الحقوق الاجتماعية والتهرب الضريبي من قبل الشركات متعددة الجنسيات كأهداف للأشهر الستة المقبلة التي تتولى خلالها إسبانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي، ومن بين القضايا الشائكة التي جعلها سانشيز ضمن قائمة أولوياته استكمال مشروع قانون الهجرة الذي وافقت عليه غالبية الكتلة ولكن عارضته بولندا.
يشار إلى أنه في ظل نظام الرئاسة الدورية لمدة ستة أشهر، يمكن لكل دولة تحديد أولوياتها خلال فترة ولايتها.
وكانت مولدوفا قد استضافت الأسبوع المنصرم قمة المجموعة السياسية الأوروبية بمشاركة أكثر من 45 دولة في قلعة تبعد نحو 20 كيلومترًا فقط عن الأراضي الأوكرانية، بغية إظهار الاتحاد الأوروبي دعمه المطلق للبلدين في مواجهة النفوذ الروسي.
وبهذه المناسبة قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "ندعم مولدوفا وشعبها في التكامل مع الاتحاد الأوروبي. لقد ساندتم شعبنا ولاجئينا الذين فروا في أول أيام الحرب ولن ننسى ذلك أبدًا".
وجدد زيلينسكي استعداد بلاده للانضمام لحلف شمال الأطلسي وكرر رغبة كييف في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، قائلًا: "مستقبلنا في الاتحاد الأوروبي. أوكرانيا مستعدة أيضًا للانضمام لحلف شمال الأطلسي".
أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أمس الإثنين أنّ الاتحاد الأوروبي سيدعم أوكرانيا في جميع المجالات خلال رئاسة بلاده إسبانيا لمجلس الاتحاد الأوروبي
مردفًا القول إنه "يجب أن تكون كل الدول الأوروبية التي تتشارك حدودًا مع روسيا والتي لا تريد أن تأخذ روسيا جزءًا من أراضيها، أعضاء كاملي العضوية في الناتو والاتحاد الأوروبي"، وتابع قائلًا "كل شك أو تردد نظهره هو خندق ستحاول روسيا احتلاله".
