14-نوفمبر-2023
المؤرخ الفلسطيني خليل عثامنة (1939 - 2023)

المؤرخ الفلسطيني خليل عثامنة (1939 - 2023)

غادر عالمنا اليوم المؤرخ الفلسطيني خليل عثامنة (1939 - 2023) الذي ولد في بلدة كفر قرع، في منطقة المثلث، في الداخل المحتل عام 1948.

حصل عثامنة على شهادة الدكتوراه من الجامعة العبرية في القدس، وأصبح، مع الوقت، واحدًا من أبرز المختصين الفلسطينيين بدراسة تاريخ فلسطين الإسلامي.

عمل أستاذًا للتاريخ والدراسات الإسلامية في جامعة بير زيت. وله العديد من المؤلفات، بينها ثلاثة أعمال بارزة في تاريخ فلسطين الإسلامية، وهي: "فلسطين في خمسة قرون"، و"فلسطين في العهدين الأيوبي والمملوكي"، و"القدس والإسلام: دراسة في قداستها من المنظور الإسلامي".

في "فلسطين في خمسة قرون"، يتناول عثامنة تاريخ فلسطين منذ الفتح العربي قُبيل منتصف القرن السابع حتى نهاية القرن الحادي عشر، عشية الغزو الفرنجي لفلسطين وبلاد الشام. وهو كتاب يتميز بشموليته أولًا، وبموضوعية أحكامه ثانيًا. وتتتبع فصول الكتاب السبعة التطورات الديموغرافية والإدارية والعلاقة بين السلطة الحاكمة وأهل فلسطين العرب، من مسلمين ومسيحيين ومَن سكنها من الأقليات الدينية والعرقية الأخرى. كما تتناول التطورات السياسية التي مرت بها فلسطين خلال هذه الحقبة، والأوضاع الاقتصادية والمعيشية والجوانب الاجتماعية المتغيرة لحياة أهلها.

غلاف الكتاب

أما "فلسطين في العهدين الأيوبي والمملوكي"، فدراسة تغطي حقبة مهمة من تاريخ فلسطين، تمتد إلى أكثر من ثلاثة قرون، بدءًا بـ"الفتح الصلاحي" سنة 1187، وصولًا إلى خضوع البلد لحكم الأتراك العثمانيين سنة 1516. وتشمل، عدا التغيرات السياسية والإدارية التي شهدتها الحقبة المعنية، جميع الجوانب ذات الصلة بموضوع التاريخ وفقًا للمفهوم الحديث والمعاصر. وفي السياق نفسه، تتعرض الدراسة للتغييرات الديموغرافية وللتغيرات التي طرأت على الخريطة الدينية والتشكيلات الطائفية، وللتحولات الاجتماعية التي كانت تتأثر بالعوامل الاقتصادية أو بالسياسات العسكرية. كما أنها تتحرى الأوضاع الاقتصادية بعد أن تفشى نظام الإقطاع وطرأت تغيرات جذرية على نظام ملكية الأرض. كذلك تحظى الحياة العلمية والثقافية والعمرانية باهتمام خاص.

في حين أن عثامنة انصرف في كتابه "القدس والإسلام: دراسة في قداستها من المنظور الإسلامي" إلى تقصي الصلات والوشائج التي تربط الإسلام والمسلمين بمدينة القدس، فغاص في أغوار التراث الديني والفكري للإسلام بحثًا عن جذور هذه العلاقة وجوهرها. واليوم، إذ باتت القيادة الصهيونية المتطرفة في إسرائيل تمعن في تهويد المدينة، ومحو تاريخها وتراثها العربي الإسلامي – المسيحي، فإن هدف هذا الكتاب كان وضع حقائق تاريخ القدس في صلب الحاضر دفاعًا عن المستقبل.

وله أيضًا مساهمات جادة في الدراسات التاريخية الإسلامية، فقد قام بتحقيق وتقديم ونشر الجزء السادس "ب" من موسوعة "أنساب الأشراف" التاريخية للمؤرخ والنسابة الكبير أحمد بن يحيى البلاذري. وبالإضافة إلى ذلك، كتب عشرات الدراسات ذات الصلة بقضايا المجتمعات الإسلامية في العصور الوسيطة، باللغتين الإنجليزية والعربية، في أمهات الدوريات والمجلات الأكاديمية العرب والأجنبية.