23-فبراير-2024
آثار الدمار في قطاع غزة

(Getty) أكد الموقعون على البيان أن إسرائيل دولة فصل عنصري وإبادة

طالب ناشطون باستبعاد "إسرائيل" من "بينالي البندقية"، الذي تنطلق دورته الـ60 في 20 نيسان/أبريل القادم بمشاركة 331 فنانًا وفنانة، بسبب جرائمها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وبوصفها دولة احتلال وفصل عنصري ارتكبت جرائم إبادة جماعية. 

وقال هؤلاء، في بيان حمل توقع "تحالف الفن وليس الإبادة الجماعية"، إن الفن الذي يمثّل دولة متورطة في فظائع مستمرة بحق الفلسطينيين، هو فن غير مقبول على الإطلاق، مشدّدين على ضرورة ألا يكون هناك: "جناح للإبادة الجماعية في بينالي البندقية".

وأشار البيان إلى أنه على الرغم من قرار محكمة العدل الدولية بتنفيذ "إسرائيل" مجموعة من التدابير المؤقتة لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية في قطاع غزة، إلا أن العدوان الإسرائيلي على القطاع: "الذي دام شهورًا، بل وعقودًا عديدة، لا يزال مستمرًا، في حين يعلن قادتها (إسرائيل) أنهم فوق القانون الدولي ويعلنون بجرأة عن نيتهم (ارتكاب) الإبادة الجماعية". 

اعتبر الموقعون على البيان أن أي تمثيل رسمي لإسرائيل على الساحة الثقافية الدولية هو بمثابة تأييد للإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة

وذكر البيان أن المطالبة بالاعتراف بالفظائع التي ارتكبها المشاركون في البينالي ليست جديدة، مشيرًا إلى منع نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا من المشاركة فيه. واعتبر، ضمن هذا السياق، أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وكذلك طريقة معاملته للفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1948، يمثّل نظام فصل عنصري شديد القسوة، وجريمة ضد الإنسانية. 

ولفت البيان إلى ازدواجية المعايير "المفزعة" لدى الحكومات والمؤسسات الثقافية والفنية الغربية، بما في ذلك "بينالي البندقية" الذي أصدرت إدارته، عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، العديد من البيانات التي تدعم حق الشعب الأوكراني في الحرية وتقرير المصير، وتضمنت إدانة علنية للغزو بالإضافة إلى منع ممثلي الحكومة الروسية والمرتبطين بها، بأي صفة، من المشاركة فيه.

ولكنها، في المقابل، التزمت: "الصمت إزاء الفظائع التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين. لقد أفزعنا هذا المعيار المزدوج"، بحسب البيان الذي أكد أن الهجوم الإسرائيلي على غزة يشكّل أحد أعنف عمليات القصف في التاريخ.

وأضاف: "بحلول نهاية أكتوبر 2023، كانت إسرائيل قد أطلقت بالفعل أطنانًا من المتفجرات على غزة تعادل قوتها القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما باليابان عام 1945"، وتابع: "وفي يناير 2024، أفيد أن معدل الوفيات اليومي في غزة يتجاوز معدل الوفيات في أي صراع كبير آخر. في القرن الـ21". 

واعتبر أن البيان الذي أصدره القيّمون على الجناح الإسرائيلي، والذي تحدّث عن ضرورة الفن في الأوقات المظلمة وضرورة وجود حيّز لحرية التعبير؛ مجرد مثال آخر على ازدواجية المعايير، مؤكدًا أن الفن: "لا يحدث في الفراغ (...) ولا يمكنه تجاوز الواقع"، وأن: "العبارات الملطفة لا يمكنها محو الحقائق العنيفة".

وشدّد الموقعون على البيان على أن: "أي عمل يمثل دولة إسرائيل رسميًا هو بمثابة تأييد لسياسات الإبادة الجماعية التي تتبعها"، وأشاروا إلى عدم وجود أي مساحة تضمن حرية التعبير للشعراء والفنانين والكتّاب الفلسطينيين الذين قُتلوا وأسكتوا وسجنوا وعذبوا ومنعوا من السفر إلى الخارج أو في الداخل من قبل إسرائيل".

كما لا توجد حرية تعبير: "في المسارح الفلسطينية والمهرجانات الأدبية التي أغلقتها إسرائيل"، ولا حتى: "في المتاحف والأرشيفات والمطبوعات والمكتبات والجامعات والمدارس والمنازل في غزة التي دمرتها إسرائيل وحوّلتها إلى أنقاض. لا توجد حرية تعبير في جريمة الحرب المتمثلة في الإبادة الجماعية الثقافية". 

ولفت البيان إلى أنه في الوقت الذي يمضي فيه الجناح الإسرائيلي قُدمًا للمشاركة في البينالي، فإن عدد ضحايا الإبادة الجماعية في غزة والضفة الغربية يتزايد يوميًا، مشدّدًا مرة أخرى على أن: "أي تمثيل رسمي لإسرائيل على الساحة الثقافية الدولية هو بمثابة تأييد لسياساتها وللإبادة الجماعية في غزة".