16-سبتمبر-2016

مصطفى أميني/ المغرب

خريطة أولى

آتي القصيدة، محمولًا بنشوة الكآبةِ
أركنُ جفونَ تعبي على ما بدىَ من الموتِ
و أغمض الليلَ، كي لا أنام.
كيما أتصاحىَ، على تشظ منسيّ في المعاني
والأغاني، بكاءاتُ مرآةٍ ضلتْ الوجوهَ.
ثم أن وجهي، موتٌ بملامحٍ شاعرِ
يخيطُ تهويمَ المساءات بإبرة، 
استحالت سكينًا
مجروحا بدمي.

خريطة ثانية

آتي الحبيبةَ، منذورًا لهباءٍ ملتصق بسيرتي
أعدُّ رملَ الغياب، 
بسعفِ لا يكتبني،
يُقرئني الحنينُ الــ في منافي عينيها
الضياعَ،
فأستحفظُ "أسماءها" علِّ أنجو من خدش الكتابةِ
وأنا المتأذي باسمي.
وحدها حكمة الشعر من تسبقني
فأصير اللاشيء الذي كنتُ

خريطة ثالثة 

يا آيلًا لــلايدري..
تزّود بالريحِ
وأشرع منافيكَ على الصمتِ
قَطِّرْ ما بدى من آهٍ
في كوةِ هذا السكونِ 
اجترحْ أحزانًا من الأسحارِ حتى آخر مطلعِ خدشٍ
لا شيء كُنْ!
أترُكْكَ في خيالكِ
في تدافعِ الضبابِ الــ يجعلكَ مزدحمًا بالخرائطِ.
ما تَصْنَعُ،الآن، بك؟
لا شيءَ كنْ
أمام لحظةٍ مغسولة بالهباءِ
هباؤكَ الدمعيُّ
كن لا شيء.. فقط لتبتكر عينًا جديدة و.. تبكي.

اقرأ/ي أيضًا:

نعرف الفرق بين أسلحة لا تعرف الفرق بيننا

اهدأ قليلًا