04-مايو-2024
مع اقتراب فصل الصيف، يواجه الفلسطينيون في قطاع غزة خطرًا إضافيًا يتمثل في درجات الحرارة القصوى التي تفاقمت بسبب تغير المناخ، حسبما حذرت منظمات الإغاثة.

(epa) يفقتر قطاع غزة للأدوية اللازمة لعلاج الأمراض الناتجة عن انتشار الحشرات والكلاب والأفاعي

مع اقتراب فصل الصيف، يواجه الفلسطينيون في قطاع غزة خطرًا إضافيًا يتمثل في درجات الحرارة القصوى التي تفاقمت بسبب تغير المناخ، حسبما حذرت منظمات الإغاثة.

وقالت مسؤولة الاتصالات في الأونروا في رفح لـ"بلومبرغ" لويز ووتردج، إن الحرارة ستجلب معها الفئران والجرذان التي تنشر الأمراض، مثل الإسهال والتهاب الكبد الوبائي (أ).

وأوضحت ووتردج: "لا يوجد مكان للتخلص بأمان من القمامة. هناك أشخاص يعيشون تحت هذه الصفائح البلاستيكية في هذه البيئة غير المستقرة للغاية. لن يتحسن الأمر على الإطلاق".

تحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة في قطاع غزة، وانتشار الفئران والأمراض نتيجة ظروف النزوح الصعبة

ويأتي هذا التحذير بعد أن سجلت رفح درجات حرارة بلغت 39.1 درجة مئوية في 14 نيسان/أبريل، وهي أعلى بمقدار 14 درجة مئوية من متوسط ​​الثلاثين عامًا الماضية. وعلى الرغم من انخفاض درجات الحرارة في الأيام التالية، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة من أن الصيف قد يجلب مخاطر حرارة أعلى بكثير.

وكان لموجة الحر عواقب وخيمة، وقال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الغوث الفلسطينية الأونروا، على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، إن طفلين على الأقل توفيا لأسباب تتعلق بالحرارة.

كما توفيت شابة فلسطينية تبلغ من العمر 18 عامًا، تدعى لارا صايغ، في موجة الحر.

وقال النازح أدهم السموح (33 عامًا) في خيمة في منطقة أبراج القسطل، شرقي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، لـ"الترا فلسطين": "رغم الإرهاق طيلة اليوم، في محاولة توفير لقمة العيش، وتأمين المياه والأخشاب، لا أستطيع إغماض عيني للنوم في الليل بشكل طبيعي، خيمتي حارّة والحشرات بأنواع كثيرة، منها ما أعرفه ومنها ما لم أره من قبل، تحوم فوقي، وأتعرض وأطفالي لقرصاتها، وبعد أن ينال النعس مني، أكاد أحصل على ساعتين من النوم في وقت الفجر، عندما يظهر الضوء وتبدأ الحشرات بالاختفاء".

وبحسب تقرير لـ"الترا فلسطين"، تتنوع أشكال "تنغيص" حياة الغزيين، ولكن أزمة انتشار حشرة البعوض باتت الهمّ الأكبر أثناء ساعات الليل، بجانب القصف و الاستهداف الإسرائيلي، حيث أصبحت منتشرة بشكل هائل في كافة مناطق القطاع بأعداد كبيرة، نتيجة لتلف شبكات الصرف الصحي، وانتشار مياهها في الطرقات وبين المنازل، وهي بيئة تكاثر مثالية لهذه الحشرات.

وساهم تكدّس مكبات النفايات بجانب المنازل والخيام وأكياس القمامة في الطرقات، بعد توقف عمل البلديات في أغلب مناطق القطاع، إلى تحويل المنطقة لبؤرة من الحشرات. 

ماجد السر (42 عامًا)، النازح في محيط مستشفى الأقصى في دير البلح، وسط القطاع، يصف معاناته مع الحشرات بأنها "وصلت لمرحلة لا تطاق وأضرّت بأطفاله كثيرًا، وتسببت بإصابة 2 من أبنائه بمرض التهاب الكبد الوبائي".

وأضاف في حديث لـ"الترا فلسطين": "منذ شهرين وحشرة البعوض تشكّل لنا معاناة كبيرة، طيلة الليل نتعرض لقرصاتها، وتسبب لنا الأرق، ولكن أكبر المشاكل نقل المرض لأبنائي، أخبرنا الطبيب أن البعوض من الممكن أن ينقل العدوى لكافة العائلة، لذلك وضعت لهم خيمة بجانبنا للنوم فيها، وباستمرار أذهب لهم للاطمئنان عليهم".


اقرأ/يقوارض وحشرات وأفاعي سامة.. معاناة أخرى في قلب الحرب في غزة

فيديو | رسوم متحركة للنازحين في الخيام ضمن "سينما المخيم"

فيديو | "ماما لا تقصي شعري".. الحرب تسلب الأطفال شعرهم


وأكد ماجد السرّ أن هذا النوع من البعوض لم يره من قبل، حجمه أكبر، وقرصته تسبب عدة تقرحات بالجلد ويدوم الألم فترة طويلة، ويأتي بأسراب ، ويضع بيضه في أي تجمع مائي حتى لو كان كأس أو طبق طعام، لهذا يلوث كل شيء يصله. 

أما السيدة "أم سلمان" من مخيم المغازي، فقالت إن منزلها تغزوه أشكال وأنواع عديدة من الحشرات، عدد منها قارص وتُسبب تورمات في مكان القرص، وتختبئ في الملابس، وتؤذي الأطفال بشدة. 

وتتابع في حديث لـ"الترا فلسطين": "مع القصف تدمرت الشبابيك والأبواب في منزل، ولهذا تدخل الحشرات المنزل بسهولة، والأمر لا يقتصر عليها، فالكلاب الضالة تشكل أزمة أخرى، وكثير منها شرس وتدخل المنازل وتهاجم الأطفال، ولا يوجد من يتابع هذه الأزمات". 

وأوضحت أن الفئران والقوارض كذلك انتشرت، واتخذت من الثقوب في المنزل مخابئ لها، وباتت تفسد الطعام المخزّن والطحين، فضلًا عن إخافة الصغار.

وبجانب الحشرات والكلاب الضالة والقوارض، ظهرت في بعض مناطق القطاع أخطار أخرى، كالأفاعي السامة.

ومن جانبه، قال المواطن في قرية المصدر وسط قطاع غزة، محمد البليمات إن بعد العملية البرية في مخيم المغازي شمال القرية، انتقلت أعداد كبيرة من الأفاعي، كانت في البيارات التي تم تجريفها، تجاه منطقة سكنه ومناطق أخرى.

وأضاف في حديث لـ "الترا فلسطين": "نزحت من منزلي على إثر العملية التي حصلت بالقرب منا في مخيم المغازي، وعندما عدت وبجانب الدمار في المنطقة والمنزل، وجدت أعدادًا من الأفاعي في منزلي وفي باحته، ونفق عدد من أغنامي جراء لدغاتها السامة، وعدة مرات أكتشف دخول هذه الأفاعي للمنزل؛ فبدأت بمحاولة مكافحتها خوفًا من أن تلدغ أطفالي". 

وتابع  محمد: "الأفاعي والعقارب والكلاب الضالة والحشرات، كانت ظواهر محدودة جدًا، ولا تشكل أي تهديد لنا قبل الحرب، ولكنها الآن تتواجد بشكل مؤذي جدًا بالنسبة لنا، وأصبحت تهديدًا حقيقيًا لنا ولصحتنا".  

مع الانتشار الهائل للأمراض والأوبئة والتلوث، فإن القطاع الطبي لا يزال في انهيار، مع خروج معظم مشافي القطاع من الخدمة، وندرة الأدوية، وقلة الكادر البشري العامل في المجال الصحي، وهذا يتسبب مفاقمة الحالات المرضية، ومضاعفات خطيرة للمصابين.

ومن جانبها، قالت الطبيبة في النقطة الطبية الخاصة بالنازحين في مخيم المغازي أسماء مساعد، إن الوضع الطبي في المخيم غاية في السوء، وهناك مئات الحالات يوميًا لمصابين بأمراض جلدية أو حساسية أو حشرات ملتصقة بالجسم والشعر، وجلّ هذه الحالات من الأطفال.

وأضافت أسماء مساعد لـ"الترا فلسطين": "طيلة عملي في المجال الطبي لم يمر علي هذا الكمّ والنوع من العدوى المتفشية بين النازحين وأهالي المخيم، ومع انتشار أسراب من الحشرات الطفيلية وسط أماكن السكن والنزوح، ووصلت حالات لأطفال تلتصق بأجسادهم حشرة القرادة المنتشرة بين الكلاب الضالة". 

بجانب الحشرات والكلاب الضالة والقوارض، ظهرت في بعض مناطق القطاع أخطار أخرى، كالأفاعي السامة

تابعت مساعد "هذا عدا عن انتشار أمراض الجدري والتقمل وحساسية الجلد والجرب، والطفح الجلدي، والتهابات الجروح جرّاء تلوثها، وانتشار الأمراض المعدية ذات التأثير المزمن، وبشكل مستمر تصلنا حالات تسمم ونزلات معوية، جراء تلوث مياه الشرب". 

وشددت على أن الأدوية المخصصة لمعالجة هذا النوع من الإصابات محدودة للغاية، ولا معدات تشخيص، بل يعتمد التعامل مع الحالة على تقديرات الطبيب من الأعراض الظاهرة.

وحذرت الطبيبة أن هناك مناطق في المخيم بدأ يقصدها النازحون من رفح خشية عملية عسكرية هناك، وهذه المناطق تحفها مصادر تلوث خطيرة، كبرك ممتدة للصرف الصحي ومكبات للنفايات والكثير من الحيوانات النافقة الملقاة فيها وكذلك مخلفات القصف الإسرائيلي المكثف هناك.