25-مارس-2024
أصدر مجلس الأمن الدولي قرارًا يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان الجاري، بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت.

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى تنفيذ القرار الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة (Reuters)

صوت مجلس الأمن الدولي على قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان الجاري، بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت.

وللمرة الأولى يصوت مجلس الأمن الدولي لصالح دعوة لوقف إطلاق النار في غزة، بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، بدلًا من استخدام حق النقض (الفيتو) كما فعلت في مناسبات سابقة.

القرار الذي تم تمريره كتبه الأعضاء العشرة المنتخبون في المجلس، أي أصحاب العضوية غير الدائمة، واقترحه ممثل موزمبيق في الجلسة.

صوت 14 عضوًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لصالح قرار وقف إطلاق النار في غزة، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى تنفيذ القرار الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، مضيفا أن "الفشل لن يغتفر".

وجاء في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي لغوتيريش ما يلي: "لقد وافق مجلس الأمن للتو على القرار الذي طال انتظاره بشأن غزة، والذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن. ويجب تنفيذ هذا القرار. سيكون الفشل لا يغتفر".

وحاولت روسيا تعديل النص من خلال إعادته إلى مسودة سابقة تضمنت كلمة "دائم" مع وقف إطلاق النار، لكن محاولتها باءت بالفشل.

وصوت 14 عضوًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لصالح القرار، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت.

وقد أوضح ممثل موزمبيق أن الأعضاء العشرة المنتخبين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد أيدوا بالإجماع مرارًا وتكرارًا القرارات التي تدعو إلى وقف إطلاق النار. وقال: "لقد اقترحنا هذا القرار الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال هذه الفترة المقدسة، بما يؤدي إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار في نفس الوقت. ويطالب مشروع القرار بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، ويشدد على أنه يجب السماح بوصول المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الطبية وغيرها من الاحتياجات الإنسانية في غزة".

وقال ممثل الجزائر لدى مجلس الأمن الدولي عمار بن جامع: "أود أن أشكر جميع أعضاء المجلس على مرونتهم والطريقة البناءة التي أتاحت لنا اليوم اعتماد هذا القرار الذي طال انتظاره. قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، لوضع حد للمجازر التي لا تزال مستمرة للأسف بعد الأشهر الخمسة الماضية".

وأضاف: نتطلع لالتزام المحتلّ الإسرائيلي بقرار المجلس بشأن غزة وأن يتوقف القتل فورًا".

من جانبها، قالت ممثلة الولايات المتحدة توماس غرينفيلد: "نحن نقدر رغبة أعضاء هذا المجلس في إجراء بعض تعديلاتنا وتحسين هذا القرار. ومع ذلك، تم تجاهل بعض التعديلات الرئيسية، بما في ذلك طلباتنا لإضافة إدانة لحماس. ولم نتفق مع كل ما ورد في القرار. ولهذا السبب، لم نتمكن للأسف من التصويت بنعم".

من جانبه، قال المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة: "العدوان ضد غزة يجب أن يتوقف فورًا ووقف إطلاق النار في رمضان خطوة أولى نحو وقف دائم، ولا بد من ضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة"، مضيفًا: "على إسرائيل تطبيق القرار وفتح المعابر كافة لضمان وصول المساعدات إلى غزة".

بدوره، قال المندوب الروسي في الأمم المتحدة: "ما سيحدث بعد رمضان ليس واضحًا لأن صيغة قرار مجلس الأمن يمكن تأويلها، فمشروع القرار لا ينص على عبارة وقف دائم لإطلاق النار".

من جانبها، رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بدعوة مجلس الأمن الدولي اليوم لوقف فوري  لإطلاق النار، مؤكدةً على ضرورة الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، يؤدي إلى "انسحاب كافة القوات الصهيونية من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى بيوتهم التي خرجوا منها".

وأضافت حماس: "نؤكد استعدادنا للانخراط في عملية تبادل للأسرى فورًا تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين".

ودعت حركة حماس، مجلس الأمن "للضغط على الاحتلال  للالتزام بوقف إطلاق النار ووقف حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد شعبنا".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد هدد في وقت سابق بإلغاء وفد مزمع إلى واشنطن إذا لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض.

وفي أعقاب القرار، قالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية: "الولايات المتحدة تراجعت عن سياسية المنهجية في مجلس الأمن منذ بداية الحرب، وتراجع الولايات المتحدة في مجلس الأمن يضر بالمجهود الحربي الإسرائيلي وبجهود استعادة المختطفين".

وأعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية، عن أن نتنياهو يلغي زيارة وفد إسرائيلي إلى الولايات المتحدة "بسبب تغيّر الموقف الأمريكي". والوفد الذي قام بإلغاء زيارته، يتكون من مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، الذي طلبه بايدن بشكل شخصي خلال آخر مكالمة مع نتنياهو.

وقال نتنياهو: فشل الولايات المتحدة "في استخدام حق النقض خلال تصويت مجلس الأمن الذي دعا لوقف إطلاق النار هو تراجع صريح عن موقفها السابق، وتغير موقف الولايات المتحدة يضر بجهود الحرب وجهود إطلاق سراح الرهائن"، وفق قوله.

بدوره، قال البيت الأبيض: "الامتناع عن التصويت على قرار بشأن وقف إطلاق النار في غزة لا يمثل تحولًا في السياسة"، وأضاف: "لم نُحط علمًا بأي تغير في خطط المحادثات مع إسرائيل بشأن رفح".

وأوضح جون كيربي: "امتناعنا عن التصويت على قرار مجلس الأمن لا يمثل تحولا في سياستنا، ولم نصوت لصالح القرار واكتفينا بالامتناع عن التصويت لأن الصيغة النهائية لا تتضمن التنديد بحماس".