21-أبريل-2024
خيام في رفح

(epa) خيام في رفح على الحدود مع مصر

قالت صحيفة "إل باييس" الإسبانية إن انتهاء التصعيد بين "إسرائيل" وإيران أعاد قطاع غزة إلى واجهة قضايا الشرق الأوسط مجددًا. وفي ظل استمرار تعثّر مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، يبدو أن السؤال الأهم في هذه المرحلة هو: هل سيمضي رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قُدمًا في اجتياح مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع؟

وتساءلت الصحيفة عما إذا كان نتنياهو سيمضي في هذه العملية رغم تحذير الولايات المتحدة، ونداءات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بشأن استحالة تهجير 1.5 مليون نازح في المدينة الواقعة على الحدود مع مصر، والمكتظة بالنازحين الذين يعيشون ظروفًا مأساوية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي تصر فيه حكومة الاحتلال على اجتياح رفح بوصفها المعقل لأخير لحركة "حماس"، فإنها فشلت في تحقيق أهدافها من الحرب على غزة بعد ستة أشهر على بدايتها، وهي: إنهاء "حماس"، وإعادة أكثر من 130 رهينة إسرائيلية في القطاع، وقد مات العديد منهم بضربات جوية إسرائيلية.

عاد قطاع غزة بعد انتهاء التصعيد بين "إسرائيل" وإيران إلى واجهة قضايا الشرق الأوسط مجددًا

واستبعدت تكرار سيناريو الضغوطات الدولية التي أجبرت "إسرائيل" على عدم توجيه ضربة كبيرة لإيران ردًا على الهجوم الذي شنته عليها في ليلة 13 – 14 نيسان/أبريل الجاري، في الحرب على غزة بحيث يعدل نتنياهو عن قراره باجتياح المدينة.

يقول سمير زقوت، نائب مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان، لـ"إل باييس" عبر الرسائل الصوتية: "لا أريد الانتظار حتى اللحظة الأخيرة، قبل الاجتياح الإسرائيلي، للمغادرة"، وقد نزح بالفعل إلى المحافظة الوسطى من القطاع.

وأضاف زقوت: "نعتقد جميعًا أن هذه حرب ضد المدنيين وضد البنية التحتية المدنية، وليست ضد حماس. الناس يعتقدون أنهم سيقتلون أو أن منزلهم سيهدم، خاصة وأن نتنياهو خص رفح بالتحديد".

انتقل زقوت، وفق الصحيفة، إلى منطقة الزوايدة بين مدينة دير البلح ومخيم النصيرات وسط القطاع، حيث لا تزال الحياة هناك مروعة بسبب هجمات قوات الاحتلال، التي تضعهم تحت خطر دائم على مدار الساعة.

ويتحدّث زقوت عن واقع الحياة اليومية في ظل القصف والأزمة الإنسانية القائمة قائلًا: "أقضي معظم وقتي في محاولة الحصول على الماء"، إذ لا تستطيع السلطات البلدية تزويد الأهالي بالماء، وهذه إحدى الأزمات التي يواجهونها إلى جانب ندرة الغذاء وارتفاع أسعار المتوفر منه كما يوضح زقوت الذي أكد أن: "تناول الأغذية المعلبة لعدة أشهر يقتل الناس".

ويواجه الأهالي صعوبة بالغة في الحصول على الرعاية الصحية والأدوية بعدما دمّرت وأخرجت الهجمات الإسرائيلية معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة، وذلك إضافةً إلى الصعوبة المتزايدة في الحصول على الأموال النقدية.

يقول زقوت: "على الرغم من أن لدي المال، إلا أنني لم أتمكن من الوصول إلى البنك الذي أتعامل معه منذ ثلاثة أشهر"، ويؤكد أن وضعه ليس صعبًا مثل وضع آلاف الأسر الفقيرة في غزة، التي كانت تعاني قبل الحرب وتعتمد على التحويلات المالية من أقاربها في الخارج.

وتأتي الاستعدادات الإسرائيلية لاجتياح رفح في وقت تشتد فيه الأزمة الإنسانية في القطاع. وكان برنامج الأغذية العالمي قد حذّر، يوم الخميس الفائت، في منشور على منصة "إكس"، من أن: "الطريقة الوحيدة لوقف المجاعة هي من خلال الوصول المنتظم والمستدام ووقف إطلاق النار لأسباب إنسانية".

وأكد البرنامج أن "إسرائيل" لا تزال تمنع دخول ما يكفي من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث لم يدخل إلى القطاع في نيسان/أبريل الجاري سوى 392 شاحنة، وهو العدد نفسه تقريبًا في آذار/مارس الفائت.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تحدّثت، قبل أيام، عن نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي المزيد من المدافع وناقلات الجنود في محيط قطاع غزة استعدادًا لاجتياح رفح.

وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الأربعاء الفائت، إنه تم وضع قوات جيش الاحتلال في حالة تأهب، وتمت الموافقة على العملية العسكرية في رفح من قِبل هيئة الأركان ووزير الأمن يوآف غالانت.

وكان جيش الاحتلال قد أعلن، الثلاثاء الفائت، قيامه بشراء 40 ألف خيمة لإيواء النازحين الذين يعتزم إجلاؤهم من المدينة قبل اجتياحها، لكن الخيام لا تتسع إلا لـ480 ألف شخص في حين يبلغ عدد النازحين بالمدينة نحو مليون ونصف.

وذكرت صحيفة "العربي الجديد" أن مصادر مصرية مطلعة على تحركات القاهرة بشأن قطاع غزة قد كشفت عن: "جاهزية واستعداد كاملين من الأجهزة والقوات الموجودة في شمال سيناء، وعلى طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة البالغ 14 كيلومترًا، ضمن خطة للتعامل مع سيناريو الاستعداد للإعلان الإسرائيلي المتكرر لاجتياح مدينة رفح الفلسطينية".

دلالات: