25-أبريل-2024
مخيم في دير البلح

(epa) أصبحت خيام النازحين بعد ارتفاع درجات الحرارة أشبه بفرن

يفاقم استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من معاناة النازحين الذين تفتقر خيامهم لأدنى مقومات الحياة. وبعد أن عصفت بها الأمطار والرياح خلال الأشهر الماضية، أصبحت هذه الخيام اليوم أشبه بـ"فرن" بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

وبعد أن كانوا يرتجفون من البرد في خيامهم المتداعية طوال الشتاء، حيث لم يكن هناك وقود للتدفئة ولا ملابس كافية تردّ عنهم البرد؛ يعاني النازحون اليوم من درجات الحرارة المرتفعة في خيامهم المتداعية سيما في ساحل غزة حيث أصبح الطقس حارًا ورطبًا بشكل لا يُطاق وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وقالت مريم عرفات، سيدة فلسطينية نازحة، للصحيفة، إن: "الخيمة تبدو وكأنها مشتعلة"، مضيفةً: "الجو حار جدًا لدرجة أنك لا تستطيع تحمله، خاصة مع الأطفال الصغار"، ومنهم ابنها يحيى الذي يبلغ من العمر عامًا، ويصرخ منزعجًا من درجات الحرارة.

قالت سيدة غزيّة نازحة وفي وصف معاناتهم مع ارتفاع درجات الحرارة في المخيمات، إن الخيمة "تبدو وكأنها مشتعلة"

وبحسب الصحيفة، فقد وصلت درجات الحرارة في المنطقة الساحلية من القطاع إلى 39 درجة، في وقت لا يملك فيه النازحون ما يساعدهم على التعامل مع هذا الوضع الذي يهدِّد حياتهم شأنه شأن المرض والجوع والقصف.

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" قد حذّرت، الأحد الفائت، من مخاطر ارتفاع درجات الحرارة. وقال نائب مدير عملياتها بغزة، سكوت أندرسون، إن هذا الارتفاع جعل من مكافحة انتشار الأمراض أولوية مثل توصيل الغذاء.

وقالت الصحيفة إنه عدا عن كونه سيفاقم من المشاكل والأزمات الناجمة عن الحرب، فإن ارتفاع درجات الحرارة سيتسبب أيضًا بانتشار الأمراض سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، إذ يجلب الطقس الدافئ الحشرات التي تساعد على انتشار الأمراض بشدة بين النازحين.

وفي وصفها لأحوالهم في ظل هذا الوضع، قالت عرفات: "لقد أصبح كل شيء صعبًا في هذا العالم"، لافتةً إلى غياب الماء الذي يعتمد عليه الناس للحفاظ على برودتهم. وبدلًا منه، تستخدم قطعة من الورق المقوى لتهوية أطفالها، وتلجأ أحيانًا إلى تبليل رؤوسهم وأطرافهم بما يتوفر لديهم من القليل من الماء.

وأوضحت عرفات أنها تسهر مع زوجها لحماية أطفالهما الثلاثة من البعوض والنمل وغيرهما من الحشرات التي تأتي مع ارتفاع درجات الحرارة. كما عبّرت عن مخاوفها من الثعابين لأن المخيم يقع في منطقة مفتوحة في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.

وفي رفح، تقول فدوى أبو وقفة للصحيفة الأمريكية، من خيمتها، إنه حتى في أوقات السلم، عندما كانت أسرتها تستخدم مكيفات الهواء والماء البارد للحفاظ على برودتهم، كانوا يكافحون لتحمل الحرارة في غزة. والآن، في المخيم، تقول إن الوضع يتجاوز الكلمات.

وأضافت أبو وقفة أنه: "لا يمكننا الجلوس في الخارج ولا يمكننا الجلوس داخل الخيمة"، وتابعت: "إنها صعبة جدا. إنها حرارة لا أستطيع وصفها". وأشارت إلى أنها تقضي وعائلتها معظم أيامهم الآن في المشي لجلب الماء.

ولفتت كذلك إلى أن هذه هي البداية فقط، حيث ستزداد درجات الحرارة أكثر فأكثر في الأشهر المقبلة. وقالت: "نحن فقط نصلي من أجل رحمة الله".

وفي سياق متصل، حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أمس الأربعاء، من انتشار العديد من الأمراض والأوبئة نتيجة طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع وبين خيام النازحين، إضافةً إلى عدم توفر المياه الصالحة للشرب: "الأمر الذي يُنذر بحدوث كارثة صحية خاصةً بين الأطفال". كما أشارت إلى أنها رصدت العديد من حالات الحمى الشوكية ومرض الكبد الوبائي بين المواطنين.