10-أغسطس-2023
gettyimages

مقابلة الأسد لم تقدم أي جديد وأعاد خلالها تكرار سردية نظامه عن السنوات الماضية (Getty)

أجرى رئيس النظام السوري بشار الأسد، مقابلة مع قناة سكاي نيوز عربية الإماراتية، أعاد فيها اجترار وتكرار سردية نظام الأسد، عن سنوات الثورة السورية، التي قمعها النظام بمزاعم "الحرب الخارجية على سوريا"، مشيرًا إلى أن تطبيع العلاقات بين الدول العربية ونظامه لم تقدم بشكلٍ عميق، معبرًا عن استبعاده اللقاء في الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما هاجم خلال المقابلة حركة "حماس"، رغم تطبيعها معه.

أعاد الأسد إنتاج مزاعمه حول الثورة السورية، وسردية نظام الأسد عن عشرية الثورة السورية

وأعاد الأسد إنتاج مزاعمه حول الثورة السورية، قائلًا: إنه المطالبة برحيله "يرحل رئيس عن المنصب أو عن المسؤولية فإنه يرحل عندما يريد الشعب له الرحيل وليس بسبب ضغط خارجي أو بسبب حرب خارجية، وعندما يكون بسبب داخلي هذا شيء طبيعي، أما عندما يكون بسبب حرب خارجية، عندها يكون اسمه هروباً وليس تخلياً عن السلطة".

وتنصل الأسد من سنوات الدمار والقتل التي نفذتها قواته، على مدار عشرية الثورة السورية، زاعمًا: "لا يوجد دولة تقوم بتدمير الوطن".

أمّا المحور الآخر في المقابلة، فقد كان حول التطبيع بين الدول العربية ونظام الأسد، حيث أشار الأسد إلى أن العلاقات بين نظامه والدول العربية "لم تتغير بالعمق"، رغم التطبيع معه وإعادته إلى جامعة الدول العربية.

أمّا على مستوى اللاجئين، فقد أكد الأسد توقف العودة "بسبب الأحوال المعيشية"، مدعيًا عدم اعتقال أي لاجئ عاد إلى سوريا. رغم أن التطبيع مع نظام الأسد، روج عربيًا، باعتباره مدخلًا من أجل إعادة اللاجئين إلى سوريا.

بما يخص مخدر الكبتاغون، التي ترعرع في ظل نظام الأسد، وتحول إلى أحد قوائم اقتصاد نظامه، فقد حمل المسؤولية لـ"الدول التي ساهمت في خلق الفوضى في سورية وليست الدولة السورية".

وبما يخص العلاقة مع تركيا، قال الأسد: "لماذا نلتقي أنا وأردوغان؟! لكي نشرب المرطبات مثلاً! هدفنا هو الانسحاب (التركي) من الأراضي السورية.. هدف أردوغان من الجلوس معي هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا".

وتأتي هذه التصريحات، رغم تقدم مفاوضات التطبيع بين تركيا ونظام الأسد بشكلٍ متسارع نهاية العام الماضي ومطلع الحالي، وفق تصور وضعه الرئيس التركي، ينتهي بلقاء يجمعه مع الأسد، فيما تراجعت وتيرة التطبيع مع تركيا، مع تقدم مفاوضات النظام للتطبيع مع الدول العربية.

وعلى صعيد الموقف من حركة حماس، فقد وصف الأسد موقف الحركة من الثورة السورية بـ"مزيج من الغدر والنفاق"، مشيرًا إلى أن من المبكر الحديث عن عودة العلاقات بين حماس والنظام كما كانت سابقًا. ويأتي هذا الموقف، رغم خطابات حركة حماس الداعمة للتطبيع مع الأسد، والتي كان من بينها خطاب قائد الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار الذي امتدح "عودة سوريا الأسد" لجامعة الدول العربية.

التطبيع مع الأسد وتعثر سوريا

وفي هذا الإطار، نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية مقالًا قبل أيام، لمدير برنامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف بمعهد الشرق الأوسط، تشارلس ليستر، تناول فيه الجهود العربية للتطبيع مع نظام بشار الأسد، وما آلت إليه هذه الجهود، التي قدمت على أساس التطبيع المشروط.

وقال المقال: "لقد وجه التطبيع الإقليمي لنظام الأسد ضربة عميقة ولا رجعة فيها لما يقرب من عقد من الجهود الدولية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. لسنوات، اعتمدت الولايات المتحدة على الغطاء الذي يوفره الأردن والسعودية للحفاظ على الانتشار العسكري الأمريكي في شمال شرق سوريا، لكن هؤلاء الشركاء يعلنون الآن دعمهم لتوسيع حكم الأسد عبر طرد القوات الأجنبية".

ووفق مقال ليستر، بالقول: "يبدو أن التطبيع الإقليمي للأسد -الذي قالت جامعة الدول العربية أنه كان من المفترض أن يكون "مشروطًا" بتأمين تنازلات النظام- قد قضى على أي أمل في دبلوماسية هادفة تهدف إلى حل حقيقي للأزمة السورية. وفقًا لمسؤولين كبار في الأمم المتحدة، فقد أبلغ الأسد نفسه قادة الأمم المتحدة في الأسابيع الأخيرة أنه لا ينوي إعادة التعامل مع اللجنة الدستورية التي تديرها الأمم المتحدة أو في أي خطوة من أجل عملية التفاوض، سواء كانت منسقة من قبل الأمم المتحدة أو دول المنطقة. ربما بدت احتمالية التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة السورية قاتمة قبل ستة أشهر، لكن يبدو أن التفاعلات الإقليمية مع النظام منذ نيسان/ أبريل قد قتلت الأشياء تمامًا".

"يبدو أن التطبيع الإقليمي للأسد -الذي قالت جامعة الدول العربية أنه كان من المفترض أن يكون "مشروطًا" بتأمين تنازلات النظام- قد قضى على أي أمل في دبلوماسية هادفة تهدف إلى حل حقيقي للأزمة السورية"

وأضاف في تحليله: "الصورة هنا صارخة ولا تقبل الجدل. تم تجاهل جوقة التحذيرات من أن إعادة الارتباط بالأسد ستأتي بنتائج عكسية، وأصبحت العواقب الآن واضحة ليراها الجميع".