05-مايو-2024
مدرسة تابعة للأونروا دمرها القصف الإسرائيلي في غزة (AFP)

(AFP) مدرسة تابعة للأونروا دمرها القصف الإسرائيلي في غزة

في اليوم الـ212 من عدوانها، كثّفت "إسرائيل" من قصفها على قطاع غزة وسط استمرار مفاوضات صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار بين الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في القاهرة.

وتواجه المفاوضات تحديات متزايدة نتيجة إصرار الاحتلال على عدم الالتزام بوقف إطلاق النار، وفق ما نقله "التلفزيون العربي" عن مصدر مطلع على المفاوضات. فيما قال قيادي في حركة "حماس"، للتلفزيون نفسه. إن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، يحاول عرقلة المفاوضات.

وأوضح القيادي أن نتنياهو: "يراوغ ويكذب على أهالي الأسرى وعلى حكومته وعلى العالم"، مشيرًا إلى أنه يهدد باجتياح رفح، جنوب قطاع غزة، للضغط وعرقلة: "التوصل لاتفاق بناء على حسابات شخصية".

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بأن كبار القادة الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين قد توصلوا إلى أن "إسرائيل" وصلت إلى طريق مسدودة في حربها على غزة، وأنه لا بد من تقديم تنازلات.

أكد برنامج الأغذية العالمي أن شمال قطاع غزة يعاني "مجاعة شاملة" تتمدد نحو جنوب القطاع

وقالت الصحيفة، اليوم، إن كل من وزير أمن الاحتلال يوآف غالانت، ورؤساء الأركان والموساد والأمن العام "الشاباك"، قد عقدوا قبل أيام اجتماعًا مغلقًا استنتجوا خلاله بأن "إسرائيل" وصلت إلى طريق مسدودة، وأن أولويتها الآن هي "إعادة المختطفين" من قطاع غزة.

وذكرت الصحيفة أن المجتمعين اتفقوا على ضرورة تقديم "إسرائيل" تنازلات في المفاوضات مع "حماس" تشمل الانسحاب من منطقة "نتساريم"، التي تفصل مدينة غزة وشمال القطاع عن جنوبه، والسماح بعودة تدريجية للنازحين الفلسطينيين إلى شمالي القطاع.

وفي وقت سابق، أمس السبت، تداولت قنوات وصحف إسرائيلية تصريحًا لـ"مصدر سياسي" إسرائيلي، لم تكشف عن هويته، قال فيه إن "إسرائيل": "لن توافق على إنهاء الحرب ضمن أي صفقة مع حماس"، مضيفًا
أن الجيش: "سيدخل رفح سواء كانت هناك هدنة لإطلاق سراح المختطفين أم لا".

في المقابل، اعتبر عدد من نواب المعارضة في الكنيست الإسرائيلي، أن التصريح خرج من مكتب نتنياهو: "في محاولة لإفشال المفاوضات قبيل تسلم الوسطاء رد حماس، الذي يُتوقع أن يكون إيجابيًا"، مؤكدين أنه يفعل كل شيء لمنع التوصل إلى صفقة تبادل.

ويستمر الوزيران اليمينيان المتطرفان، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، بالضغط على نتنياهو لرفض صفقة التبادل وإنهاء الحرب في غزة، وإلغاء العملية العسكرية في مدينة رفح. وسبق وأن هدَّدا بحل الحكومة في حال موافقته على الصفقة.

وأفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، نقلًا عن مصدر رفيع المستوى لم تذكر اسمه، أن وفدًا من "حماس" وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة لتسليم ردها على المقترح المصري، مشيرةً إلى "تقدم ملحوظ" في مفاوضات صفقة التبادل والتهدئة.

وتزامنًا مع وصول وفد حركة "حماس" إلى القاهرة، خرج أهالي المحتجزين في غزة إلى جانب آلاف الإسرائيليين، في مظاهرات حاشدة في عدة مدن للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين وإجراء انتخابات مبكرة.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، وصحيفة "يديعوت أحرونوت" الخاصة، بأن آلاف الإسرائيليين تظاهروا في تل أبيب وحيفا ورحوبوت وقيسارية ومناطق أخرى، للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق مع "حماس" يؤدي إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لديها بغزة، بالإضافة إلى إجراء انتخابات مبكرة.

إجرام من الشمال إلى الجنوب

وفي الوقت الذي تتواصل فيه المفاوضات، ويترقّب فيه أهالي قطاع غزة نتائجها، كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من قصفه على قطاع غزة منذ ما بعد منتصف الليلة وحتى فجر اليوم الأحد.

وتعرّضت المحافظة الوسطى في القطاع لقصف مدفعي وجوي عنيف طال مناطق متفرقة، حيث شنّت طائرات الاحتلال غارة على مدينة دير البلح، وأخرى قرب مصنع شومر شمال مخيم المغازي، وغارة استهدفت المنطقة الشمالية من مخيم النصيرات.

وأطلقت مروحيات الاحتلال نيرانها تجاه المنطقة الشرقية من المحافظة الوسطى، ونحو مخيمي البريج والمغازي. وذلك تزامنًا مع قصف المدفعية لمحيط مدرسة عمورية في منطقة التعابين في بلدة الزوايدة، وشمال محطة الكهرباء، ومناطق المغراقة والزهراء وجسر وادي غزة وشرق مخيم البريج.

وفي جنوب قطاع غزة، قصفت طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة "بهلول" بجانب مسجد الفلاح بحي السلام شرق مدينة رفح، وشنّت غارة على شرق المدينة، واستهدفت كذلك موقعًا في حي الجنينة شرق المدينة أيضًا، فيما أطلقت الزوارق الحربية نيرانها تجاه ساحل المدينة.

وأفاد "التلفزيون العربي"، نقلًا عن مراسله في غزة، بأن آليات الاحتلال المتمركزة في منطقة نتساريم قامت، صباح اليوم الأحد، بإطلاق نار كثيف باتجاه حي الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزة.

وقال التلفزيون إن القصف الليلي على رفح، ومنطق الزوايدة، مخيمي المغازي والبريج، ومدينة دير البلح، وحي الزيتون، قد أسفر عن استشهاد وإصابة العديد من الفلسطينيين.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أعلنت، أمس السبت، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع إلى 34.654 شهيدًا، و77.908 مصابًا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت.

وقال الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الأخيرة، 3 مجازر بحق العائلات في القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 32 شهيدًا و41 مصابًا، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

المقاومة تستهدف قوات الاحتلال وتحذيرات من تمدد المجاعة إلى الجنوب

وفي سياق آخر، أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس السبت، قصفها ثكنة عسكرية في محور نتساريم، جنوب مدينة غزة بقذائف الهاون.

 فيما قالت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها أطلقت رشقات صاروخية وقذائف هاون تجاه تجمع لجنود الاحتلال على خط الإمداد في المحور نفسه.

أما على الصعيد الإنساني، فقد حذّرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، من أن شمال قطاع غزة يعاني "مجاعة شاملة" تتمدد نحو جنوب القطاع المحاصر والمنكوب، حيث يعيش أكثر من 1.5 مليون شخص في ظروف إنسانية بائسة بالغة الصعوبة.

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، قد حذّرت بدورها من الأضرار النفسية التي يتعرض لها أطفال قطاع غزة نتيجة استمرار الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 212 يومًا، بما في ذلك "مستويات مدمرة" من التوتر والقلق.