02-مايو-2024
العدوان يستمر في قطاع غزة

(Anadolu/Getty Images) أكدت إذاعة جيش الاحتلال، أن حركة حماس تُكثف قصفها على جيش الاحتلال في محور نتساريم

لليوم الـ209 يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومع استمرار سقوط النيران على القطاع المحاصر، فإن نقاشات صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار تصل إلى مرحلة حاسمة مع ترقب الرد عليها خلال الساعات المقبلة، وسط تأكيد نتنياهو الدائم على نيته الاستمرار في العدوان على غزة بـ"صفقة أو بدونها".

وقال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الجيش "يستعد للهجوم في الشمال [على لبنان]"، وأضاف أن الحرب على غزة "ستستمر بقوة".

وعلى صعيد القصف المتواصل، استشهد 6 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مدينة الزهراء شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما انتشلت طواقم الإسعاف والإنقاذ والأهالي 3 شهداء، إثر سلسلة غارات شنتها طائرات الاحتلال على المنطقة الشمالية الغربية من المخيم. كما استهدف الاحتلال مسجد القسام في المخيم بالقصف المدفعي.

المستوى السياسي والعسكري في دولة الاحتلال يؤكد باستمرار على نيته مواصلة العدوان على قطاع غزة

كما أفادت أنباء محلية عن سقوط شهداء في قصف الاحتلال على مخيم البريج وسط قطاع غزة.

وفي خانيونس جنوب القطاع، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على منطقة قاع القرين جنوب شرقي المدينة، كما شهدت مناطق في بني سهيلا وعبسان وخزاعة شرق المدينة قصفًا مكثفًا من طائرات الاحتلال.

وفي مدينة غزة، قصف طيران الاحتلال بناية سكنية لعائلة اشتيوي في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى وقوع شهداء وإصابات مع فقدان مجموعة تحت ركام المبنى.

وشنت طائرات الاحتلال غارة استهدفت منزلًا في حي الشجاعية شرق المدينة، كما استهدفت مدفعية الاحتلال منازل وأراضي المواطنين في أحياء الشيخ عجلين، وتل الهوى، والزيتون، جنوب غربي مدينة غزة. واستهدفت مدفعية الاحتلال أراضي وخيام النازحين شرق مدينة رفح.

المساعدات وغزة

وبحسب مصادر أميركية، سيتم تشغيل الميناء الإنساني الذي يقوم الجيش الأميركي ببنائه قبالة غزة بحلول نهاية هذا الأسبوع، وفقًا لما ذكره مسؤولون أميركيون وأوروبيون في صحيفة "بوليتيكو".

ومن المتوقع أن يقرر المسؤولون ما إذا كانوا سيبدأون العمليات بحلول يوم الجمعة، مما يعني أن المساعدات قد تبدأ في الوصول إلى القطاع في وقت مبكر من يوم السبت أو الأحد، وفقًا للتقرير.

وفي سياق متصل، قال الأردن إن بعض المستوطنين الإسرائيليين هاجموا اثنتين من قوافل المساعدات الأردنية التي كانت في طريقها إلى غزة يوم الأربعاء. وأوضح أن الهجوم أدى إلى إلقاء المساعدات، بما في ذلك المواد الغذائية والطحين وغيرها من الضروريات، في الشوارع. ووقع الهجوم بالقرب من مستوطنة معاليه أدوميم في الضفة الغربية المحتلة. 

وخلال زيارته إسرائيل، التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو لمدة ساعتين، وناقشا الحاجة إلى استمرار إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ومفاوضات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، والجهود الرامية إلى "ضمان سلام دائم ومستدام في المنطقة"، في إشارة إلى المحادثات الأوسع التي تجريها الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية حول التطبيع المحتمل للعلاقات مع إسرائيل. كما أكد بلينكن مجددًا معارضة واشنطن الحازمة للهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح بجنوب غزة.

وأوضح وزير الخارجية الأميركي: "لن ندعم عملية عسكرية كبيرة في رفح. لا توجد خطة فعالة لضمان عدم تعرض المدنيين للأذى".

ووصل بلينكن في وقت لاحق إلى ميناء أسدود لتسليط الضوء على بعض التحسينات في توصيل المساعدات في الأيام الأخيرة. وقال إن الميناء كان مفتوحًا منذ شباط/فبراير أمام الدقيق الأميركي الذي يعبر إلى غزة، وهو الآن مفتوح أمام أنواع أخرى من المساعدات الإنسانية، موضحًا: "إننا نشهد الآن تدفقًا حقيقيًا للمساعدات التي تذهب إلى الناس في غزة"، وفق قوله.

من جانبه، أكد المكتب الإعلامي الحكومي، يوم الأربعاء، أن مجموع الشاحنات التي دخلت قطاع غزة في شهر نيسان/ابريل هو 4887، بينها 419 شاحنة فقط دخلت لشمال قطاع غزة، نافيًا بذلك الادعاءات الأميركية والإسرائيلية بزيادة كبيرة في عدد شاحنات المساعدات التي تدخل يوميًا إلى القطاع.

وأوضح المكتب الإعلامي، أن متوسط شاحنات المساعدات اليومية هو 163 شاحنة، "وهذا العدد أقل بكثير من احتياج شعبنا، خاصة في شمال غزة، ويتنافى مع التصريحات الأميركية والمزاعم الإسرائيلية التي تتحدث عن إدخال 300-400 شاحنة مساعدات يوميًا".

وبينما أعلن جيش الاحتلال، اليوم، فتح معبر بيت حانون "إيريز" لأول مرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، فإن المكتب الإعلامي الحكومي يؤكد أن الاحتلال لا يزال يحافظ في عملية إدخال شاحنات المساعدات على ذات الوتيرة تقريبًا، ويسعى لإيهام العالم بتغيير واقع إدخال المساعدات.

مفاوضات الصفقة

وقال القيادي في حركة حماس سهيل الهندي لوكالة "فرانس برس" إن هدف الحركة يبقى في "إنهاء هذه الحرب"، بما يشمل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، والتوافق على إعادة الإعمار.

وأوضح عضو المكتب السياسي في حماس أن هناك "اهتمامًا كبيرًا من حماس وجميع فصائل المقاومة الفلسطينية بإنهاء هذه الحرب المجنونة على الشعب الفلسطيني التي التهمت كل شيء".

وأضاف: "لكن ذلك لن يكون بأي ثمن"، مشددًا على أن حماس "لا يمكنها تحت أي ظرف من الظروف رفع الراية البيضاء أو الاستسلام لشروط العدو الإسرائيلي".

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء الأربعاء، إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أبلغ المستوى السياسي في إسرائيل، أنه بدون وقف إطلاق النار لا يمكن التوصل إلى صفقة تبادل.

وأضافت "بلينكن أوضح للإسرائيليين أنه بدون التوصل إلى اتفاق في غزة، لن يكون بالإمكان التوصل إلى حل في الشمال، مع حزب الله".

في المقابل، أورد موقع "واللا" الإسرائيلي، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، أن بنيامين نتنياهو أبلغ أنتوني بلينكن أن تمسك حماس بمطلب إنهاء الحرب سيدفع إسرائيل إلى اجتياح رفح، ولن تكون هناك صفقة تبادل.

نتساريم في مرمى الاستهداف

أكدت إذاعة جيش الاحتلال، يوم الأربعاء، أن حركة حماس تُكثف هذه الأيام من هجماتها بقذائف الهاون على القوات الإسرائيلية في محور نتساريم، وكذلك على حشود جيش الاحتلال داخل قطاع غزة وفي محيطه.

وفي مساء يوم أمس، نشرت كتائب القسّام، مجموعة من المقاطع المصورة التي تظهر قصف جيش الاحتلال في محور نتساريم، والتي أدت إلى إصابات مباشرة في صفوف جنود الاحتلال.

وبحسب درون كدوش، المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال، فإن حركة حماس نفذت في يوم أمس وخلال ساعات ثلاث عمليات إطلاق قذائف هاون على الجيش داخل قطاع غزة وفي محيطه، إضافة لإطلاق صواريخ باتجاه منطقة "حوليت"، وعلى محور نتساريم.

ويعود ذلك، لكون محور نتساريم هو النقطة الأخيرة لتواجد جيش الاحتلال في داخل قطاع غزة.