23-يناير-2024
إسرائيل في خانيونس

(Getty) استهدف مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خانيونس، كما استهدف محيط مستشفى ناصر، واقتحم مستشفى الخير

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تمكنه من تطويق مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، في نهاية الليلة الماضية، وذلك بعد حوالي شهرين من بداية الهجوم الإسرائيلي على محيط خانيونس.

وعلى مدار الأيام الماضية، كان جيش الاحتلال يهدف إلى التقدم في المنطقة الغربية من خانيونس، التي يتواجد فيها مخيم اللاجئين، والذي يُعد مسقط رأس قائد حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، والقائد العسكري للقسّام محمد الضيف.

ترى القيادة العسكرية الإسرائيلية، بأن العدوان الحالي في خانيونس، سوف تساهم بالضغط على قيادة حركة حماس، من أجل التوصل إلى صفقة تبادل

وبينما كان جيش الاحتلال يزعم استكمال عملية السيطرة على خانيونس، فقد استهدف مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خانيونس، كما استهدف محيط مستشفى ناصر، واقتحم مستشفى الخير واعتقل طاقمه. بالإضافة إلى تواجده في محيط المنطقة التي زعم أنها "آمنة" في المواصي.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن جيش الاحتلال، عبر الفرقة 98، استكمل حصار مدينة خانيونس، بالتعاون مع سلاح الجو، وذلك من خلال مشاركة لواء المظليين ولواء جفعاتي واللواء السابع وعناصر في القوات الخاصة من جيش الاحتلال.

وتعتبر إسرائيل أن خانيونس مركز لثقل حركة حماس في قطاع غزة، كما تزعم أن قادة حركة حماس، والأسرى الذين تحتجزهم فصائل المقاومة، يتواجدون في تلك المنطقة.

وأكدت المصادر الإسرائيلية وجود اشتباكات، وتحدثت عن تنفيذ اغتيالات لعناصر من المقاومة على بعد عشرات الأمتار من قوات جيش الاحتلال.

ومنذ ساعات الصباح، أعلنت كتائب القسام، عن تدمير ناقلة جند إسرائيلية و3 جرافات، ودبابة إسرائيلية، بالإضافة إلى "تفجير غرفة مفخخة مسبقًا في قوة صهيونية راجلة، مما أدى لمقتل 3 جنود صهاينة وإصابة عدد آخر غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة".

وقبل أيام، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت: "إننا ننفذ عملية مكثفة في منطقة خانيونس وستستمر، دخان الدبابات والدبابات ومدافع وطائرات سلاح الجو في تغطية سماء قطاع غزة حتى نحقق أهدافنا وفي مقدمتها دحر حماس وعودة المختطفين إلى ديارهم"، وفق تعبيره.

وقبل إعلان السيطرة على خانيونس، سحب جيش الاحتلال لواء كفير الذي كان ينشط في جنوب المدينة، بعدما انتقل إليها من حي الشجاعية.

وعن معركة خانيونس، قال المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل: "تعد العملية الجديدة في خان يونس أهم هجوم لإسرائيل في قطاع غزة منذ شهر تقريبًا. وهذا يزيد من حدة القتال بشكل كبير ويؤدي أيضًا إلى سقوط عدد أكبر من القتلى في الجيش الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أن "الجيش يواصل تقليص قواته في أجزاء أخرى من غزة، في حين بدأ نقاش إسرائيلي داخلي حاد حول إمكانية التوصل إلى صفقة جديدة للتبادل".

وأضاف: "عملية خانيونس توسع الهجوم إلى الجزء الجنوبي من المدينة، والجزء الغربي منها، الذي يضم مخيمًا كبيرًا للاجئين. هذه هي المناطق التي لم يقم فيها الجيش الإسرائيلي بأي مناورات برية تقريبًا منذ بدء الهجوم على المدينة قبل أكثر من شهر. وبعد فترة طويلة من بقاء القوات في حالة سكون بينما كانت تركز على تحديد مواقع الأنفاق، تسعى بشكلٍ متزايد للاشتباك مع لواء خانيونس في القسام، الذي لم يتعرض للكثير من الضرر".

واستمر في القول: "كما حدث في الماضي، واجه الجيش الإسرائيلي مقاومة شرسة من حماس بمجرد تقدمه إلى المناطق الجديدة".

واعتبر العملية الجديدة محاولة للضغط على قيادة حماس، التي تعتقد إسرائيل أنها موجودة هناك، بالإضافة إلى اعتبارها "فرصة" من أجل عقد صفقة تبادل، كون موقف الجيش الإسرائيلي يدور حول أن الضغط العسكري سوف يساهم بالتوصل إلى صفقة تبادل.

كما أشار إلى أن "وزير الأمن غالانت ورئيس الوزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وكبار ضباط الجيش الإسرائيلي؛ يحاولون أيضًا إرسال رسالة أخرى للجمهور  مفادها أن الحرب المكثفة على حماس لم تنته بعد. لكن من الناحية العملية، هناك فرق كبير بين ما يحدث في خانيونس وما يحدث في مناطق أخرى".