09-نوفمبر-2023
(Getty) بوستر للدعوة إلى مقاطعة الشكرات الداعمة للاحتلال في إسطنبول

(Getty) بوستر للدعوة إلى مقاطعة الشكرات الداعمة للاحتلال في إسطنبول

بالتوازي مع الحملات الإعلامية التي يقوم بها عدد كبير من المؤثرين، ومن مستخدمي وسائل التواصل، دعمًا لقطاع غزة وأهله في وجه آلة القتل الإسرائيلية، وفضح جرائمه عبر كل المنصّات المتاحة، كان ناشطون مؤيدون للقضية الفلسطينية من مختلف أنحاء العالم يطلقون حملات لمقاطعة الشركات والمنتجات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي، بشكل مباشر أو غير مباشر، كنوع من المقاومة الاقتصادية التي تهدف إلى معاقبة هذه الشركات.

وبالرغم من أن حملات المقاطعة لم تبدأ مع بدء طوفان الأقصى، وهي تعود لسنوات طويلة وهناك جمعيات ومنظمات عربية وإسلامية تدير حملات مقاطعة بشكل متواصل، إلا أن وتيرة المقاطعة زادت بشكل غير مسبوق هذه المرة، في ظل الوحشية المتبعة من جيش الاحتلال مع أهل قطاع غزة وإمعانه في ارتكاب المجازر بحقهم.

وقد بدأت أولى التحركات في الجولة الحالية، مع إعلان سلسلة المطاعم الأمريكية الشهيرة ماكدونالدز عن توزيع وجبات طعام مجانًا لجنود جيش الاحتلال مع بدء عملياته الحربية ضد قطاع غزة، لتنطلق حملة مقاطعة واسعة لمنتجات هذه المطاعم في مختلف الدول العربية والإسلامية، ما دفع فروع السلسلة في أكثر من بلد عربي إلى إصدار بيانات تؤكد فيها استقلاليتها عن الشركة الأم وعدم تبنيها لمواقفها، كما حصل في المغرب ولبنان مثلًا.

ولم تتوقف حملة المقاطعة عند ماكدونالدز، وتوالت دعوات الناشطين لمقاطعة المنتجات والشركات والمطاعم والمقاهي التي تدعم الكيان، من بينها ستارباكس وكارفور وبعض العلامات التجارية من مشروبات غازية وشوكولاتة ومستحضرات تجميل ومواد تنظيف وغيرها، وقد لاقت هذه الحملة راوجًا واسعًا، وانتشرت معها بعض الوسوم على موقع إكس أظهرت تفاعل المستهلكين من حول العالم مع الحملة، والأثر الاقتصادي الكبير الذي تركته، ما أدى لخسائر في أسهم بعض شركات، فيما قامت شركات أخرى باستحداث عروضات وحسومات جديدة وغير مسبوقة على منتجاتها بهدف جذب المستهلكين مرة أخرى، ما يؤكّد تأثير عملية المقاطعة، أبرز الوسوم المنتشرة كانت #أنا_مقاطع، #قاطعوا_المنتجات_الداعمة_لإسرائيل، و#المقاطعة_مقاومة.

وقد انتشر بشكل واسع مقطع فيديو على تطبيق انستغرام لناشطة كندية تعيش في مقاطعة ألبرتا، أشارت من خلاله إلى أن أكثر من نصف الزبائن في أحد المتاجر الشعبية الكبيرة في المقاطعة، كانوا يتحققون من ماركات البضائع قبل شرائها عبر هواتفهم، للتأكد من أنها غير مشمولة مع الشركات التي يقاطعونها بسبب دعمها لإسرائيل، ما يؤكد نجاح الحملة وانتشارها بشكل واسع حتى في الغرب.

حساب نحو الحرية نشر مقطع فيديو يحاكي صاروخًا يتوجه نحو طفل في غزة، وقد ظهرت على الصاروخ أسماء شركات داعمة لإسرائيل، في إشارة إلى أن هذه الشركات تساهم في قتل الأطفال.

ونشر الحساب نفسه عبر تغريدة ثانية لقطات تظهر حسومات أعلنت عنها بعض الشركات التي تتعرض للمقاطعة بهدف رفع مبيعاتها بدون أن ينجح الأمر.

كما تداول الناشطون صور لوحات إعلانية من الكويت كُتب عليها: "هل قتلت طفلًا فلسطينيًا اليوم؟"، في إشارة إلى أن استهلاك المنتجات التابعة للشركات الداعمة لإسرائيل هو مساعدة في تمويلها للاستمرار بقتل الأطفال.

بينما نشر الناشط السعودي المعارض، تركي الشلهوب، صورًا تظهر أحد فروع مقاهي ستاربكس في الكويت، بعد تعرضه للتخريب من ناشطين داعمين لغزة، كما قاموا بكتابة شعارات داعمة لفلسطين على جدار المقهى، وأخرى مطالبة بمقاطعته.

وفي دليل على نجاح حملة المقاطعة في مصر، والتي طالت عدة شركات أبرزها شركة بيبسي للمشروبات الغازية، واستبدالها بمنتجات محلية الصنع بشكل كامل، خرجت أخبار عن نية الشركة العملاقة تخفيض إنتاجها في مصر لفترة مؤقتة بسبب التراجع الكبير في المبيعات.

وللتشجيع على الاستمرار في حملة المقاطعة، كتب الناشط العماني عبدالله العدوي: "لا تستهن بتأثيرك في حملة مقاطعة منتجات الشركات الداعمة للكيان المحتل، مهما كانت السلعة بسيطة ورخيصة. شجع من حولك لأن حشد أكبر عدد من المقاطعين من مختلف دول العالم والاستمرار لفترة طويلة له أثر قوي وضغط حقيقي. التضامن مع #غزة واجب إنساني".

وضمن السياق نفسه، طالب دار الإفتاء في ليبيا من جميع المسلمين مقاطعة المنتجات الغربية الداعمة للعدو الإسرائيلي، حيث قال الدار في بيان: "يجب على الجهات المسؤولة والتجار والمستهلكين عدم الاستيراد ومقاطعة ما يمكن الاستغناء عنه من سلع الشركات الداعمة للعدو لأنه يعد مشاركة في الحرب على غزة".

وقد كان ملفتًا مشاركة ناشطين أجانب في الحملة في أكثر من بلد غربي، دعوا من خلال مقاطع فيديو إلى مقاطعة بعض الأماكن التي تدعم إسرائيل مثل ستارباكس وكارفور، ودعوا في المقابل إلى استهلاك منتجات محلية لا علاقة لها بالكيان.