12-أغسطس-2016

فهيد الديحاني صاحب ذهبية الحفرة المزدوجة في الرماية في ريو2016(سام غرين وود/Getty)

في الوقت الذي كان العالم العربي ينتظر أول ذهبية له في أولمبياد ريو 2016، أطلّ الرامي الكويتي فهيد الديحاني ليكتب التاريخ، لكن الإنجاز الذي حققه بفوزه بلقب الحفرة المزدوجة في الرماية لم يجعل منه أول كويتي يحرز ذهبية بتاريخ الألعاب الأولمبية بل أول رياضي أولمبي مستقل يحقق هذا الإنجاز.

الإنجاز الذي حققه فهيد الديحاني بفوزه لم يجعل منه أول كويتي يحرز ذهبية بتاريخ الألعاب الأولمبية بل أول رياضي أولمبي مستقل يحقق ذلك

فالديحاني الذي تغلب على الإيطالي ماركو اينوشينتي في النهائي، لم يشارك في الألعاب الأولمبية باسم الكويت، وذلك بسبب قرار اللجنة الأولمبية منع الدولة من المشاركة بسبب تدخل السياسة في الرياضة. وهو ما دفع الديحاني للمشاركة تحت اسم الفريق الأولمبي المستقل.

اقرأ/ي أيضًا: سارة سمير ومحمد إيهاب.. أبطال رغم الفساد الرياضي!

يعمل الديحاني ضابطاً في الجيش الكويتي، وأظهر اعتراضًا على قرار اللجنة الأولمبية بإيقاف الكويت وذلك حين قام بشطب شعار "رياضي أولمبي مستقل" عن ظهره. كذلك كان قد طُلب من الديحاني رفع العلم الأولمبي في افتتاحية الألعاب الأولمبية لكن اللاعب الكويتي رفض ذلك معلقًا "أنا رجل عسكري وسأحمل فقط علم الكويت، لا أستطيع حمل علم اللجنة الأولمبية". ويعد الرامي الكويتي الذي استلم الميدالية الذهبية من دون أن يُرفع علم الكويت أو يُعزف نشيدها أول رياضي يلعب باسم "الفريق الأولمبي المستقل" ويحقق ميدالية منذ أولمبياد برشلونة سنة 1992.

يشارك اللاعبون تحت اسم "الفريق الأولمبي المستقل" لأسباب عديدة، تتضمن التحولات السياسية والعقوبات الدولية. وشارك تاريخيًّا رياضيون من مقدونيا وتيمور الغربية وجنوب السودان وكوراساو بسبب تغيرات جيو- سياسية ومن جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية (اليوم هي 3 دول: كوسوفو ومونتينيغرو وصربيا) بسبب العقوبات الدولية، كذلك شارك رياضيون من الهند والكويت بسبب إيقاف لجانهم الأولمبية الوطنية من قبل اللجنة الأولمبية الدولية.

اقرأ/ي أيضًا: تونس في أولمبياد ريو 2016: خيبة أمل وآمال قائمة

في سنة الألعاب الأولمبية الصيفية سنة 1992، شارك اللاعبون اليوغوسلافيون والمقدونيون ضمن الفريق الأولمبي المستقل، ونجحت يوغوسلافيا بحصد فضية وبرونزيتين في الدورة التي أقيمت في برشلونة، وأتت الميداليات الثلاث في رياضة الرماية، لتكون المرة الأخيرة التي يفوز فيها لاعب الفريق الأولمبي المستقل بميدالية قبل أن يقوم الديحاني بهذا الأمر مجددًا.

تعد المشاركة الأولمبية باسم الفريق المستقل فرصة كبيرة للاعبين الذين تشهد دولهم الكثير من المشاكل السياسية، إلا أنها مزعجة في حالة الديحاني

في تلك السنة أيضًا شاركت بلدان من الاتحاد السوفياتي سابقًا تحت اسم الفريق الأولمبي الموحد وضم أرمينيا، أذربيجان، بيلاروسيا، جورجيا، كازاخستان، قيرغزيستان، مولدوفيا، روسيا، طاجاكيستان، تركمانستان، أوكرانيا وأوزبكستان ونجحت هذه الدول بحصد 112 ميدالية في الأولمبياد الصيفية: 45 ذهبية و38 فضية و29 بروزية.

تعد المشاركة الأولمبية تحت اسم الفريق المستقل فرصة كبيرة للاعبين الذين تشهد دولهم الكثير من المشاكل السياسية، إلا أنها تعد أكثر إزعاجًا في حالة البطل فهيد الديحاني، خاصة أن المشكلة في بلاده ليست جيو - سياسية أو متعلقة بالانشقاق وإنما هي مرتبطة بإيقاف الكويت من قبل اللجنة الأولمبية، فالبطل الذي حقق بروزيتين أولمبيتين سابقًا باسم بلده في أولمبياد أثينا 2000 ولندن 2012، وصل هذه المرة إلى الذهب لكن من دون أن تحتسب لمنتخبه ولتكون أول ذهبية تسجل للمنتخب الأولمبي المستقل في فوز يمكن وصفه الأكثر حزنًا في تاريخ الألعاب الأولمبية.

اقرأ/ي أيضًا: 

رافاييلا سيلفا: من مدينة الإله إلى ذهب ريو 2016

ريو 2016: دورة انهيار نجوم كرة المضرب