12-ديسمبر-2023
ناقلة غالاكسي ليدر الإسرائيلية التي تحتجزها حركة أنصار الله (GETTY)

ناقلة غالاكسي ليدر الإسرائيلية التي منعتها حركة الحوثي من المرور عبر باب المندب (GETTY)

وسعت حركة "أنصار الله" من نطاق عمليات استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل في بحر العرب والبحر الأحمر، بعد تعهد الحركة باستهداف كل سفن الشحن المتجهة إلى ميناء إيلات بغض النظر عن جنسيتها، والجهة التي تديرها، وذلك تضامنًا مع غزة التي تتعرض لعدوان إسرائيلي منذ أكثر من شهرين.

وفي آخر التطورات، أكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، استهداف سفينة نرويجية كانت متجهة إلى إسرائيل بصاروخ بحري.

تعهدت حركة "أنصار الله" باستهداف كل سفن الشحن المتجهة لإسرائيل بغض النظر عن جنسيتها، والجهة التي تديرها

وجاء في بيان الحركة الذي ألقاه سريع وبثه التلفزيون اليمني، قوله: إن "القوات البحرية نفذت العملية العسكرية ضد الناقلة ستراندا النرويجية بعد رفض طاقمها الاستجابة للتحذيرات"، وأضاف: أن القوات "نجحت خلال اليومين الماضيين في منع مرور عدة سفن استجابت لتحذيرات القوات البحرية اليمنية، ولم تلجأ لاستهداف السفينة النرويجية المحملة بالنفط إلا بعد رفض طاقمها كافة النداءات التحذيرية".

وبحسب البيان، فقد جددت الحركة التعهد بأنها "ستواصل منع كافة السفن من كل الجنسيات من التوجه للموانئ الإسرائيلية حتى إدخال ما يحتاجه إخواننا الصامدون في قطاع غزة من غذاء ودواء".

من جهته، اعترف الجيش الأمريكي في بيان، أن الهجوم على الناقلة التي تحمل علم النرويج، وقع في باب المندب وتسبب في اندلاع حريق وإلحاق أضرار في الناقلة، لكن لم يبلغ عن وقوع إصابات.

كما كشف مالك السفينة التي تعود لشركة "Mowinckel Geir Belsnes" لوكالة "رويترز" للأنباء، أن الناقلة "ستراندا" أصيبت بصاروخ قرب السواحل اليمنية، وهي تتجه حاليًا إلى ميناء آمن. مشيرًا إلى أن طاقم السفينة لم يصب.

بدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الناقلة كان من المفترض أن تصل ميناء أسدود في 4 كانون الثاني/يناير المقبل.

وكانت حركة "أنصار الله" استهدفت مؤخرًا عددًا من السفن الإسرائيلية، ففي 19 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، سيطرت الحركة على السفينة الإسرائيلية "غالاكسي ليدر"، وتم اقتيادها مع طاقمها إلى السواحل اليمنية.

وفي 25 تشرين الثاني/نوفمبر، هاجمت مُسيّرة يمنية سفينة "كلاندار" المملوكة لشركة "زيم" الإسرائيلية. وقبل يومين قصفت مسيرة يمنية سفينتين إسرائيليتين في البحر الأحمر.

صور الأقمار الصناعية تظهر سيطرة حركة أنصار الله على السفينة الاسرائيلية

وأدى استهداف السفن في البحر الأحمر إلى زيادة تكاليف النقل ومدة العبور في التجارة العالمية بنسبة تقارب 43%، إذ أجبرت هذه الهجمات السفن الإسرائيلية على سلوك مسارات الشحن أكثر تكلفة حول أفريقيا، مما يزيد المدة الزمنية بـ18 يومًا، وهو ما يكلفها خسائر تتجاوز 3 مليارات دولار.

كما تسببت هجمات "الحوثيون"، في ارتفاع أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم شباط/فبراير بـ21 سنتًا بما يعادل 0.3% إلى 76.24 دولارًا للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم كانون الثاني/يناير 27 سنتًا أو 0.4 % إلى 71.59 دولارًا للبرميل.

وقال تاماس فارجا من "بي.في.إم" للوساطة، إنه على الرغم من أن الهجوم على الناقلة ساعد في ارتفاع أسعار النفط، فإن "المعنويات لا تزال سلبية، إذ لا يأتي دعم من جانب الطلب في معادلة النفط"، وأضاف: "الخلفية الأساسية غير مشجعة".

وقال مسؤولان دفاعيان أميركيان لوكالة "رويترز"، إن صاروخًا من نوع كروز أطلق من اليمن أصاب ناقلة كيمياويات تجارية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط. 

وردًا على هجمات "أنصار الله" تحدثت تقارير إسرائيلية عن نية الولايات المتحدة وإسرائيل تشكيل "قوة عمليات خاصة" في البحر الأحمر، ردًا على الهجمات التي تشنها الحركة على السفن الإسرائيلية.

وحسب هذه التقارير فإن إسرائيل توجهت إلى كل من بريطانيا واليابان لتشكيل "قوة عمليات خاصة" للعمل بالبحر الأحمر، وأوضحت التقارير أن عمل القوة سيكون في إطار "تحالف متعدد الجنسيات" في باب المندب.

وفي هذا السياق أعلن البيت الأبيض أن واشنطن ربما تشكل "قوة عسكرية" لمرافقة السفن التجارية في البحر الأحمر.

أدى استهداف السفن في البحر الأحمر إلى زيادة تكاليف النقل ومدة العبور في التجارة العالمية بنسبة تقارب 43%، إذ أجبرت هذه الهجمات السفن الإسرائيلية على سلوك مسارات الشحن أكثر تكلفة حول أفريقيا

وكشف مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، أن الإدارة الأمريكية تتباحث حول هذه الفكرة مع حلفائها، موضحًا أنه "لم يتم القيام بشيء على أرض الواقع إلى الآن".

وتحدثت تقارير صحيفة، أن "خطة إدارة بايدن تتمثل في توسيع عمليات قوة المهام المشتركة 153"، وهي وحدة عسكرية يتركز عملها على البحر الأحمر وخليج عدن، وتعد جزءًا من القوات البحرية المشتركة. لمنع تعطيل الشحن التجاري عبر هذا الجزء الحيوي من العالم، وهي نقطة أكد عليها المسؤولين الامريكيين خلال مباحثاتهم مع الدول المهتمة بتشكيل هذا التحالف.