22-يوليو-2016

(Getty) ليبيا 1924

أبوكَ مثل أبي!

مرفوضٌ هو إلحاحكَ
يا أبي..
مرفوضٌ هو قراركَ الأحادي
يا أبي..
ما تنادي به هو الخيانة بعينها
يا أبي..

ها أنا موجود
أُحس بعِطرها وأنتَ تنبذه
عن شباك مدينتنا التي نشأنا بين أضلعها
حفظنا رموز تاريخها عن ظهر حُبّ
هي تقترب مني وبدورك الشموليّ
تبصق مزيدًا من الماء على مائدة تبستي الخامدة
دون توجيه إصبع التساؤل
قمتَ بما قام بهِ
أبو جوليت
وصمةُ عارٍ
لن تمحوها ذاكرة
الطفلة القادمة؟!

السيقان تخطب ودَّنا 

ساقٌ على ساقْ تُدخِّنانِ دجلًا الناس تصدقهُ
كفٌّ فوق شجرة تُحدد الموؤود مِنَ العُمرِ
ثديٌ يشكوْ ظاهرة التصحّر وسط تغول العالم على ظهر تلكَ الصبيَّةِ الطازجة!
محوٌ يطالُ مُشاهدي هذا الهزلُ المسرحيِّ ولا نهاية لخطِّ التلوّث

الظنُّ بآخر الطريق!!

لكمْ تغيَّرتَ يا عزيزي 
غيَّرتكَ أيامٌ تشحذُ قوانينها مِنْ عرقِ الثكالى
تؤسسُ لدولةٍ جرَّبها الميّتُ كثيرًا
نجحتَ علىَ طريقِ الهامشْ!
مؤكدًا أنكَ تهبُ وجدًا لمنْ تصفها بآخرِ نساءِ الدُنيا
آخرُ النساء هذه..
سجَّادةٌ فتيلها هشّْ؟!!

الموضوعُ يقتضي فهمَ الحُبِّ وإدراجهُ ضمنَ سياقِ مراهقةٍ
تجاوزت الساعةَ الثانيةَ عشر ليلاً
حُبّكَ المُبصرِ بينَ جنباتِ هذا الديكورِ الأزرقْ
يعطشُ إنّ تسرّبَ إليهْ هواء.

اشتر لنفسكَ أدواتِ الحفرْ
ستحتاجها حينَ تُقتلُ دونَ مراسيمِ دفنْ

غيَّروكَ للأسوأ
فعندما نردفُ بجُملِ التغييرِ والتبديلْ
نقصدُ بها السيئ والأسوأ
الضالَ والمُضللْ
المظلوم نشهدهُ
وقدّ تخضّمَ ظالمًا
يُعدّلُ مِنْ مشيتهِ كَمَا الطُغاة

لا
لا
لا تجزعْ 
وصفتي لمّ تختمر بعدُ

لنّ تسمعها منّي
تغيّر،
عُدّ إلى رشدكَ
الرُشدُ يصفع كفَّةَ ميزانكَ الرخيصِ جدًا.

هذي العِبارات المطَاطَة
لأنّ الغائمَ لا يدور في خَلَدِهِ
طرحُ فكرةٍ
تحضُّ قُرصَ البيضةِ الصغيرة
علىَ النضوجِ في حضرةِ السحابْ
يُفضّل أنّ يقشِّرها
يمضغها
وهنا يتيسّرُ المفعولُ بهِ.

لنّ تسمعها منّي
لا في استطراداتِ العُتمةِ
ولا في مجالسِ الرياءِ المفضوحْ
التي صرتَ ترتادها.

اذهب
اذهب
انس تفاصيلي
أحرق عَرجونيَ الذي نامَ في كتابكَ بالخطأ
تفضّل بالانصراف.

اقرأ/ي أيضًا:

فستان أحمر

العالمُ دونَ مستوى الرؤيا