انهارت هدنة 24 ساعة التي تعهد الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالموافقة عليها، أمس الثلاثاء، وتجددت المعارك فجر اليوم في العاصمة الخرطوم وعدة مدن السودانية، وسط وضع إنساني متدهور.
تحذيرات من انهيار كامل للجهاز الصحي في السودان على إثر المعارك المندلعة
وأعلن الجيش السوداني عن تصديه لهجوم جديد صباح اليوم على محيط القيادة العامة، مشيرًا إلى "تدمير عدد من معدات العدو القتالية". ومشددًا على "استمراره في أداء واجبه بحماية العاصمة الخرطوم، ومقر القيادة العامة".
وجدد الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، دعوة قيادة الجيش لأفراد الدعم السريع لتسليم أنفسهم إلى أقرب وحدة عسكرية.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبد الله، إن قوات الدعم السريع لم تتح الفرصة لتنفيذ الهدنة، وقامت بخرقها في الخرطوم ومروي، مؤكدًا على أن قوات الجيش التزمت بالهدنة.
من جانبها، نفت قيادة الدعم السريع الفيديوهات التي وثقت مشاركة قواتها في عمليات نهب المحال التجارية وحرق الأسواق في العاصمة الخرطوم وعدد من المدن السودانية.
كما اتهمت قيادة قوات الدعم السريع في بيان لها، الجيش السوداني بخرق الهدنة المتفق عليها بوساطة دولية، ورصدت قيادة الدعم السريع هجمات متفرقة ضد قواتها في منطقتي القيادة العامة وشرق النيل بالعاصمة الخرطوم، وفق قولها.
ميدانيًا، شهد محيط القصر الجمهوري والقيادة العامة معارك عنيفة، فيما سمع دوي انفجارات عنيفة بالقرب من مطار الخرطوم الدولي.
وأعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السـودان عن ارتفاع عدد الضحايا بين المدنيين إلى 174 منذ بداية الاشتباكات يوم السبت الماضي، فيما بلغ إجمالي الإصابات بين المدنيين فقط 1041 حالة إصابة. وأشارت النقابة لوجود عدد من الإصابات والوفيات غير مشمولة بالحصر لصعوبة الوصول إليها.
بدورها، قالت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان لها، إن 39 مستشفى خرج من الخدمة في الخرطوم، والولايات المتاخمة لمناطق الاشتباكات. ولم يبقى إلا 20 مستشفى تعمل بشكل كامل أو جزئي، وبعضها يقدم إسعافات أولية فقط، وهي مهددة أيضًا بالغلق، نتيجة نقص الكوادر الطبية، وأشارت اللجنة إلى تعرض 9 مستشفيات للقصف و16 للإخلاء القسري.
وأكدت وزارة الصحة السودانية في بيان، أن المرافق الصحية في الخرطوم تواجه انهيارًا كاملًا، وسط دعوات لالتحاق الكوادر الطبية بالمستشفيات والمراكز الصحية، مع إعطاء الأولوية للسلامة الشخصية وإمكانية التنقل.
بدوره، ناشد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، "جميع الفرقاء تغليب المصلحة الإنسانية للسودانيين"، وأوضح أن المنظمة تواجه "تحديات في إدخال المساعدات مع اتساع المواجهات".
أعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السـودان عن ارتفاع عدد الضحايا بين المدنيين إلى 174 منذ بداية الاشتباكات يوم السبت الماضي
دوليًا، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استعداد بلاده لتوفير "كل وسائل الدعم من أجل استقرار وسلام السودان". وقال أنه "سيتواصل مع القائدين البرهان وحميدتي في السودان"، وشدد على أنهم لن يسمحوا بـ"قتال الإخوة في السودان"، مشيرًا إلى أن "الاتصالات ستتواصل بهذا الشأن".
