21-يوليو-2023
gettyimages

من غير الواضح توجه تركيا إلى مسار انضمام سريع للاتحاد الأوروبي (Getty)

انعقد في بروكسل اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي 27، وكان على رأس أجندة الاجتماع بحث سبل التقارب مع تركيا، بعد إبداء أنقرة موافقتها على انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي، حيث شرطت تركيا رفع الفيتو عن انضمام السويد بإحياء مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي بالإضافة لمطالب أخرى. لكن التحدي الحقيقي أن الدول الأعضاء في الاتحاد، لن تتمكن، حسب مصادر متعددة، من اقتراح أفق جديد لأنقرة من أجل تيسير انضمام تركيا للنادي الأوروبي. مع الإشارة إلى استمرار الخلافات مع تركيا حول قبرص وملفات أخرى.

قالت وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك بشأن انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي إنّ "العملية لا تزال بعيدة المنال لأنّ الفصول الأساسية للمفاوضات مثل سيادة القانون وحقوق الإنسان لم تطبّق وهي أبعد ما يكون عن التنفيذ. (...) يجب ألا نكون ساذجين، فلن تكون هناك هدايا

وكان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قد أدلى بتصريح قبل بدء الاجتماع في بروكسل قال فيه إن تركيا تريد "إعادة إطلاق مفاوضات الانضمام ووضع المسألة في أعلى سلّم مقاربتها السياسية معنا، وهذا نبأ سارّ"، وفق توصيفه.

في ذات الصدد، قالت وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك إنّه بعد إعادة انتخاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لولاية ثالثة  فقد "حان الوقت لإجراء تفكير استراتيجي" حول التعاون "مع جارة ليست سهلة لكنهّا تبقى لاعبا عالميا مهمًّا استراتيجيًا في جوارنا المباشر"، على حدّ تعبيرها.

تنا

يشار إلى أن هذه النقاشات حول الشراكة مع تركيا وانضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي كانت مقررة منذ مدة طويلة، لكنها جمّدت بسبب التوترات التي شهدتها العلاقات التركية الأوروبية طيلة الفترة الماضية على أكثر من صعيد.

وفي قمة الناتو الأخيرة بليتوانيا ربط أردوغان موافقته على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي "بإعادة إطلاق مفاوضات انضمام بلاده الى الاتحاد الأوروبي والمجمدة منذ عدة سنوات"، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ولم يطل الانتظار بأنقرة على ما يبدو فقد فتح الأوروبيون، حسب فرانس برس "الطريق أمام تحسين العلاقات معهاـ فبعد لقائه مع الرئيس التركي تحدث رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في تغريدة عن رغبتهما المشتركة في تنشيط العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي".

getty

ومن الواضح أن ستوكهولم ألقت بثقلها في دعم الجهود الرامية "لإعادة تحريك عملية انضمام تركيا مع المساهمة في الوقت نفسه في تحديث الاتحاد الجمركي وتحرير التأشيرات"، بحسب الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ.

حيث تحظى مسألة الاتحاد الجمركي وتحرير التأشيرات بأهمية بالغة لدى أنقرة .

وترى وكالة الصحافة الفرنسية أن "تطبيق اتفاق الاتحاد الجمركي بين تركيا والاتحاد الأوروبي الذي يعود إلى 1995 يمكن تكييفه لتشجيع المزيد من التجارة في حين أنّ التحرير المحتمل للتأشيرات من شأنه أن يخفف شروط دخول المواطنين الأتراك إلى دول الاتحاد الأوروبي".

زكي وزكية الصناعي

ومع ذلك يظل انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي بعيد المنال شيئًا ما، بالرغم من تصريح بوريل الذي اعتبر فيه أنّ "منح وضع مرشح لأوكرانيا السنة الماضية خلق دينامية جديدة في جوار الاتحاد خصوصًا بالنسبة لدول البلقان وعاجلًا أم آجلًا ستدخل تركيا على الخط".

يذكر أن مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي بدأت عام 2005، لكنها وصلت إلى طريق مسدود عام 2018، لأسباب معلنة، بينها تراجع سيادة القانون في تركيا وانتهاكات حقوق الإنسان المتواصلة، بالإضافة لأسباب أخرى وفق الاتحاد الأوروبي.

وكانت آنالينا بيربوك صريحة بشأن انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي عندما قالت إنّ "العملية لا تزال بعيدة المنال لأنّ الفصول الأساسية للمفاوضات مثل سيادة القانون وحقوق الإنسان لم تطبّق وهي أبعد ما يكون عن التنفيذ. (...) يجب ألا نكون ساذجين، فلن تكون هناك هدايا"، حسب تعبيرها.