19-ديسمبر-2023
صفقة تبادل أسرى في غزة وإسرائيل

المقاومة الفلسطينية تتمسك في مطلب وقف إطلاق النار من أجل التوجه نحو صفقة تبادل أسرى ()

تظهر دولة الاحتلال الإسرائيلي، رغبة بالعودة إلى مسار صفقة تبادل الأسرى، في ظل الفشل في تحقيق أي إنجاز في هذا الملف، رغم استمرار العدوان العسكري على قطاع غزة. فيما ترفض المقاومة الفلسطينية وحركة حماس، أي تقدم في صفقة تبادل الأسرى، بدون وقف شامل لإطلاق النار.

ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن إسرائيل "تفكر بإطلاق سراح أسرى ’أثقل’ من الصفقة السابقة، مقابل إتمام الصفقة".

وتضيف الصحيفة الإسرائيلية: "القرار الإسرائيلي باستئناف المفاوضات ينطوي على مخاطر، من بينها تأثير محتمل على المناورة البرية. إذ يحرص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت على القول إن الضغط العسكري هو الشيء الوحيد الذي ينجح مع حماس".

ويُقر المقال، بأن الحادث الذي قتل فيه جيش الاحتلال ثلاثة من الأسرى في غزة، عن طريق الخطأ، كان الدافع وراء "قرار إسرائيل الذهاب إلى الصفقة".

وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن إسرائيل "تفكر بإطلاق سراح أسرى ’أثقل’ من الصفقة السابقة، مقابل إتمام الصفقة"

وعلى هذا الأساس، اجتمع رئيس الموساد ديفيد برنيع، مع رئيس وكالة المخابرات الأمريكي ويليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن، في العاصمة البولندية وارسو، وقدم رئيس الموساد المقترح، الذي يدور حول إمكانية إتمام صفقة دون وقف إطلاق النار، وأن تمديده يكون مشروطًا باستمرار التبادل، بالإضافة إلى التمسك بعودة النساء في صفقة التبادل، وأن يتم تعريف كل فئة وما يقابلها، كما أن الصفقة ستشمل الأسرى الأحياء فقط. 

وقال مسؤول سياسي إسرائيلي: إن "الأيام المقبلة ستكون حاسمة وتتسم بالضغوط. في هذه الأيام الكرة ليست في أيدي إسرائيل. لقد اتخذ رئيس الموساد الخطوة".

أما عن استعداد إسرائيل لإطلاق سراح الأسرى "الأثقل"، فقد تحدث المسؤول الإسرائيلي بأن ذلك قد يكون "احتمالًا".

وتشير "يديعوت أحرونوت"، إلى أن الولايات المتحدة، تضغط بشكلٍ متواصل من أجل التوصل إلى صفقة تبادل جديدة، يشبه ذاك الذي كان قبل الصفقة الأولى.

واعترفت الصحيفة الإسرائيلية، بتقديم حماس عرض لإطلاق سراح فئات جديدة من الأسرى لديها، ولكن إسرائيل رفضت. وأضافت: "من الواضح أن الثمن التي تطالب بها حماس ستكون أعلى، لأن الأمر هذه المرة يتعلق بالرجال".

getty

لا تبادل بدون وقف إطلاق النار

وفي السياق نفسه، كشف مصدر مصري لـ"العربي الجديد"، أن "المسؤولين في القاهرة بالتنسيق مع الدوحة، أبلغوا مسؤولين في الإدارة الأمريكية، بصعوبة إبرام اتفاق تبادل أسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة حماس، شبيه بالاتفاق الذي جرى في السابق، في ظل تمسك المقاومة بالشرط الخاص بوقف فوري لإطلاق النار، وعدم المشاركة في أي مفاوضات تحت القصف".

وأوضح المصدر أن "الإدارة الأمريكية لا تزال تعتقد أنه بالإمكان التوصل لاتفاق جديد شبيه بالاتفاق السابق، إذا مارست مصر وقطر ضغوطًا أوسع على حماس، وهو ما تراه القاهرة، بعيدًا تمامًا عن الواقع". 

وأكدت مصادر مصرية مطلعة على الوساطة التي تشارك بها القاهرة بين حكومة الاحتلال، وفصائل المقاومة في قطاع غزة، "تلقي القاهرة إفادة أمريكية بوصول رئيس وكالة هيئة الاستخبارات الأميركية، وليام بيرنز، في زيارة للمنطقة، قد تشمل القاهرة إلى جانب الدوحة، خلال الأيام القليلة المقبلة".

واعتبرت المصادر أن هذه الزيارة "بمثابة إشارة إلى الرغبة الأميركية والإسرائيلية بإبرام اتفاق لتبادل الأسرى في أسرع وقت ممكن". 

بالمقابل كشف مصدر مصري آخر، أن "قيادة حركة حماس رفضت الرد على مقترح طرحته تل أبيب، بشأن إمكانية استكمال صفقة لتبادل الأسرى تشمل المجندات وبعض كبار السن كمرحلة أولى، تتبعها مراحل أخرى".

وأضاف أن "العرض الإسرائيلي تضمن إمكانية إطلاق سراح قيادات من كبار السن والأسماء البارزة من الحركة، قضوا فترات طويلة في السجون الإسرائيلية". 

كشف مصدر مصري لـ"العربي الجديد"، أن "المسؤولين في القاهرة بالتنسيق مع الدوحة، أبلغوا مسؤولين في الإدارة الأمريكية، بصعوبة إبرام اتفاق تبادل أسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية"

وأوضح المصدر أن "قيادة الحركة أكدت على موقفها الصارم برفض أي مقترحات لا تتضمن وقف إطلاق النار كبادرة حسن نية، وشدّدت على أن أية مفاوضات مقبلة، لن تقتصر على الأسرى القياديين من حماس، بل ستشمل قيادات كافة فصائل المقاومة، ورموز العمل المقاوم الفلسطيني بشكل عام".

ولفت إلى أن الحركة "استشعرت أن المقترحات الإسرائيلية تنطوي على نوايا خبيثة لشق الصف المقاوم، عبر ترويج تسريبات متعلقة بإبرام اتفاق مقابل الأسرى من قيادات حماس فقط". وتابع: "الحركة نقلت رسائل عبر الوسطاء لحكومة الاحتلال، بأن أية مفاوضات لاحقة، سيكون فيها تحديد القوائم بشكل مطلق من جانب المقاومة ولن تقبل بقوائم مفروضة من سلطات الاحتلال". 

وأشار إلى أنه "من بين صعوبات الموقف التفاوضي هذه المرة، هو إفادات واضحة للمستوى السياسي في حماس من جانب المستوى العسكري في الميدان في غزة برفض أي اتفاق لا يشمل وقف إطلاق النار".

بدوره، وصف القيادي في حركة حماس، باسم نعيم، في تصريح لـ"العربي الجديد"، سعي الاحتلال لإبرام صفقة جديدة بـ"الاستجداء". وقال إن هذا "يعكس حجم الضغط على حكومة الاحتلال في هذا الملف، ويعكس فشل محاولاتهم لإنقاذ الرهائن". وشدد نعيم على أن "موقف الحركة المعلن، هو موقف ثابت، وأنه لا تفاوض قبل وقف شامل ونهائي لإطلاق النار".