أبو تمام هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي. الشاعر والأديب وأحد أمراء البيان. ولد في جاسم (من قرى حوران بسوريا) ورحل إلى مصر، واستقدمه المعتصم إلى بغداد، فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق. ثم ولي بريد الموصل، فلم يتم سنتين حتى توفي بها.
في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل.
فاضَ اللِئامُ وَغاضَتِ الأَحسابُ
وَاِجتُثَّتِ العَلياءُ وَالآدابُ
فَكَأَنَّ يَومَ البَعثِ فاجَأَهُم فَلا
أَنسابَ بَينَهُمُ وَلا أَسبابُ
أَمُوَيسُ لا يُغني اِعتِذارُكَ طالِبًا
عَفوي فَما بَعدَ العِتابِ عِقابُ
هَب مَن لَهُ شَيءٌ يُريدُ حِجابَهُ
ما بالُ لا شَيءٍ عَلَيهِ حِجابُ
ما إِن سَمِعتُ وَلا أَراني سامِعًا
أَبَدًا بِصَحراءٍ عَلَيها بابُ
مَن كانَ مَفقودَ الحَياءِ فَوَجهُهُ
مِن غَيرِ بَوّابٍ لَهُ بَوّابُ
مازالَ وَسواسي لِعَقلي خادِعًا
حَتّى رَجا مَطَرًا وَلَيسَ سَحابُ
ما كُنتُ أَدري لا دَرَيتُ بِأَنَّهُ
يَجري بِأَفنِيَةِ البُيوتِ سَرابُ
عَجَبًا لِقَومٍ يَسمَعونَ مَدائِحي
لَكَ لَم يَقولوا قُم فَأَنتَ مُصابُ
نَبَذوا بِكَذّابٍ مُسَيلَمَةً فَقَد
وَهِموا وَجاروا بَل أَنا الكَذّابُ
هَتَّكتُ ديني فَاِستَتَرتُ بِتَوبَةٍ
فَأَنا المُقِرُّ بِذَنبِهِ التَوّابُ