10-يناير-2018

مورينيو الداهية (دان مولان/Getty)

بدأ فريق نادي مانشستر يونايتد موسمه الكروي الحالي (2017 / 2018) بطريقة أكثر من رائعة؛ حيث كان "يضرب" خصومه بالرباعيات، كانت أندية ويستهام، إيفرتون وسوانزي سيتي ضحايا رباعياته تلك، وسارت الأمور على نحو جيد إلى أن تعثّر اليونايتد للمرة الأولى أمام فريق نادي هادرسفيلد إثر خسارته على أرض الأخير بهدفين مقابل هدف واحد، ولأن الضربة تتبعها ضربة، هُزم اليونايتد للمرة الأولى منذ أربعين مباراة متتالية دون خسارة على أرضه؛ إذ انتصر عليه فريق نادي مانشستر سيتي في دربي مدينة مانشستر بهدفين لهدف. خسارة كانت محلّ جدل كبير؛ حيث حُرِمَ اليونايتد من ركلة جزاء واضحة لم يحتسبها الحكم مايكل أوليفر.

تكررت المناسبات التي أثبتت براعة مورينيو في توجيه الإعلام حيثما يريد وفي استفزاز خصومه

منذ شهر والمان يونايتد يمر بأسوأ بظروفه؛ فقد انحنى أمام فريق بريستول سيتي العنيد رغم إضاعة لاعبي اليونايتد الكثير من الفرص أمام المرمى، وإصابة القائم والعارضة في مناسبتين أو أكثر. حاول بعدها لاعبوه الوقوف أمام ثعالب فريق ليستر سيتي، لكن رجال مورينيو وقعوا في مصيدة التعادل في آخر أنفاس المباراة.

اقرأ/ي أيضًا: مورينيو.. الشيطان الأكبر بين "الآلهة"

بعد ذلك استضاف اليونايتد في مسرح الأحلام ضيفه فريق بيرنلي ففوجئوا بهدفين، لم يقترب بيرنلي بعدهما من منتصف ملعب اليونايتد، ليهاجم الأخير في الشوط الثاني بكثافة؛ فكان البديل جيسي لينغارد في الموعد مسجلًا هدفين، عادل بهما النتيجة في الرمق الأخير من المباراة. بعدها استضاف اليونايتد فريق ساوث هامبتون فدافع القديسون أمام الشياطين الحمر ببسالة وتنظيم دفاعي محكم.

سلسلة من التعادلات المتتاليات وسعت الفارق بين اليونايتد والسيتي إلى خمس عشرة نقطة، ليقرر مورينيو نفض غبار تعادلاته المتتالية فذهب إلى الجوديسين بارك معقل نادي إيفرتون وعاد منه بثلاث نقاط غالية، كان فيها الأخطبوط بوغبا نجمًا بصناعته هدفي اللقاء لجيسي لينغارد والفرنسي مارسيال.

وهنا قرر مدرب اليونايتد استغلال تصريح بول سكولز، الذي انتقد فيه بول بوغبا؛ فأخذ على عاتقه الرد قائلاً: "ليست مشكلة بوغبا في أنه يتاقضى أكثر بكثير مما يتقاضاه سكولز"، وأتبعه بتصريح كان الغرض من ورائه إبعاد الضغط عن اللاعبين وتوجيه الصحافة إلى قضية انتقاده لسكولز؛ حيث قال: "سكولز يجب أن يكون مسرورا إن حصل على خمس وعشرين بالمئة من إنجازات مورينيو". لكنه في الآن ذاته لم يخف إعجابه الكبير واحترامه لشخصية سكولز الذي ساهم بتتويج اليونايتد بألقاب كثيرة. وفي اليوم التالي أطلت الصحافة الإنجليزية بالعناوين التي تصف ما حدث من "مناوشات" ما بين هذين الاثنين.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا يدفع يونايتد 100 مليون باوند لبول بوغبا؟

بعد ذلك استضاف اليونايتد فريق نادي ديربي كاونتي صاحب سلسة الانتصارات ليوقفه عند الانتصار السابع عشر مكبدًا إياه أول هزيمة بهدفين مقابل لا شيء، وقبيل اللقاء عقد السبيشل ون مؤتمرًا صحفيًا رد فيه على سؤال وجّه له إن كان قد قل شغفه باللعبة لأنه لم يعد يتحرك كثيرًا على خط التماس، فأجاب: "إنها ليست قضية قلة شغف لكنني نضجت أكثر ولا أحتاج لأكون مثل المهرج على خط التماس لأظهر لهم أنني لا أزال شغوفاً باللعبة".

هذا التلميح نقله الصحفيون إلى الفني الإيطالي كونتي، مدرب فريق نادي تشيلسي الإنجليزي، وهذا ما كان يسعى له البرتغالي لجره إلى حرب التصريحات التي يبرع فيها مورينيو بالانتصار على خصومه قبل أن يقع الفني الإيطالي في شرك الأخير، ليقول: إن "من المحتمل بشكل كبير أن مورينيو يتحدث عن نفسه"، متهمًا إياه بنسيان ماضيه.

التصريحات النارية لمورينيو شملت مدربين ولاعبين وأثبت من خلالها أن إمكانياته تتجاوز تدريب كرة القدم

بعد مباراة ديربي كاونتي ظهر السبيشل ون أمام رجال الإعلام ليطلق تصريحًا زلزل فيه كونتي وأغرقه في حرب كلامية هدفها الأول إبعاد الضغط عن نجومه فما بقي أحد يتكلم عن مستوى ميختريان ونسي الجميع توجيه النقد للوكاكا وبوغبا وإبراهيموفيتش. وهنا ظهرت حنكة مدرب مانشستر يونايتد في توجيه الإعلام نحو المسار الذي يريده هو؛ فقال في تصريحه إنه لا يلوم كونتي ولكن هو يلوم الصحفيين الذين حملوا تصريحه وفسّروه بأنه يقصد به مدرب تشيلسي.

وأتبع البرتغالي ذلك بقوله: "إنه أخطأ في الماضي ومن الممكن أن يخطئ في الحاضر والمستقبل، لكن الشيء الوحيد الذي لن يقوم به هو التلاعب بنتائج المباريات"، وهي التهمة التي أوقف على إثرها كونتي أربعة أشهر عندما كان مدرب فريق سيينا الإيطالي قبل رد الأخير على تصريحات مدرب الشياطين الحمر بأنه "رجل صغير ومنافق".

إن براعة مورينيو في توجيه الإعلام حيثما يريد ليست بالشيء الجديد عليه، أو ليس هو من دخل على فريق سبورتينغ خيخون وهنأهم بالفوز على النادي الملكي حينما كان مدربًا لريال مدريد؟، فكتبت الماركا والآس الاسبانيتين هذا الحدث متناسية تلك الخسارة.

أو ليس هو من أضفى على الكلاسيكو متعة لا نظير لها؟ وهو الذي ذهب إلى غرفة ملابس مانشستر سيتي بعد الديربي الأخير ليخبرهم بضرورة عدم استفزاز لاعبي اليونايتد واختلق فيها أزمة مع لاعبي السيتي انتهت بتقاذف لاعبي كلا الفريقين قوارير المياه والحليب بعد تصادم مورينيو مع حارس السيتي البرازيلي إيدرسون فقامت الدنيا ولم تقعد، وتناست الصحافة الإنجليزية هزيمة مورينيو بعد أربعين مباراة على أرضه دون خسارة. لا شك أن هذا البرتغالي عبقري في كل ما يقوله ويفعله؛ ولذلك يجزم البعض أنه الأفضل في العالم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أطول سلسلة انتصارات متتالية في 5 دوريات أوروبية كبرى

5 صفقات ممكنة في سوق الانتقالات الشتوية 2018