02-مايو-2017

كلوديا كاردينالي على الملصق الرسمي لمهرجان كان الدولي (Cannes)

يتهيأ جمهور السينما العالمي، وبالأخص الفرنسي لافتتاح الدورة الـ70 لمهرجان "كان" السينمائي، الذي يعتبر من أهم التظاهرات السينمائية، نظرًا لما قدمه على مر السنوات السابقة من أصوات جديدة عرضت أعمالًا تحمل الكثير من الجدل، مثل أصحابها، وكما كان متوقعًا عن إدارة المهرجان فأنها في دورتها الجديدة، لن تكون مختلفة، فضلًا عن تعالي الأصوات المتخوفة من طغيان الطابع السياسي، وهو ما حصل مع بعض المهرجانات العالمية مثل "الأوسكار" و"برلين".

إدارة "كان" تحتفي هذه الدورة بالسينما الإيطالية عبر اختيارها صورة لكلوديا كاردينالي وهي ترقص، لتكون على الملصق الرسمي

كما لو أنه احتفاء بالسينما الإيطالية

إذا كانت الأعمال الإيطالية غائبة للعام الثاني على التوالي في أهم المهرجانات السينمائية الأوروبية، إذ يقتصر حضورها بفيلم يتيم للإيطالي سيرجيو كاستيلينو، الذي عرفه الجمهور سابقًا كممثل، وكان له دور مميز مع جوزيبي تورناتوري في " The Star Maker/ صانع النجوم"، فإن إدارة "كان" المدينة الجنوبية الفرنسية المطلة على البحر تحتفي هذه الدورة بالسينما الإيطالية عبر اختيارها صورة لكلاوديا كاردينالي وهي ترقص، لتكون على الملصق الرسمي، والتي قالت عن سبب اختيارها في بيانها الرسمي: "لا أحد يعبر عن هذه الدورة مثل كلاوديا.. فهي تضحك وترقص وتعيش".

وبعدها تقف في 17 أيار/ مايو الجاري الإيطالية التي بلغت الخمسين ولا تزال جميلة، مونيكا بيلوتشي، لتقدم حفلي الافتتاح والختام لهذا العام، وهي كانت من بين أعضاء لجنة التحكيم لعام 2006، وقالت قناة "+ CANAL" إن شريط " Irréversible للأرجنتيني غاسبر نو، وبطولة مونيكا بيلوتشي نفسها، عندما عرض عام 2002 "صدم رواد المهرجان وأثار الإعجاب في كان من خلال جدلية لا تزال في الذاكرة". 

اقرأ/ي أيضًا: 10 أفلام تستحق المشاهدة من مهرجان صندانس السينمائي

بعدها سيكون الحضور مع شريط الافتتاح "Les fantômes d'Ismaë للفرنسي أرنو ديسبلين، بطولة الفرنسية ماريون كوتيار، والذي تدور قصته حول مخرج يصادف حبه القديم أثناء تجهيزه لفيلمه الجديد، بعد أن كان يظن أنها ماتت منذ 20 عامًا.

18 فيلمًا تنافس على السعفة الذهبية

مثلما تعود جمهور "كان" سيكون هذا العام مع وجبة سينمائية غنية من خلال تنافس 18 فيلمًا في المسابقة الرسمية كما جرت عليه العادة في الدورات السابقة، علمًا أن العام الفائت كان فيلم "البائع المتجول" المتميز بألوانه وقصته المصورة داخل إيران للإيراني أصغر فرهادي، أوسكار أفضل فيلم أجنبي لهذا العام، استثناءً عندما اختير ضمن أفلام المسابقة الرسمية في آخر لحظة، ما حدا بوصول الأعمال المنافسة لـ19 عملًا، ولا نعلم إن كان لإدارة المهرجان مفاجأة من هذا العيار للدورة الحالية، وهو من الأفلام المميزة نظرًا لتميز السينما الإيرانية فيما تقدمه رغم القيود المفروضة من السلطة السياسية عليها. فعلى سبيل المثال يمكننا ذكر ما تعرضت له بطلة "انفصال" ليلى حاتمي عندما التُقطت لها صورة خلال الدورة الـ67 وهي تضع قبلة على خد مدير المهرجان جيل جاكوب، بعد اختيارها ضمن لجنة التحكيم، يومها طالبت مجموعة تطلق على نفسها اسم "حزب الله" بجلدها. كما لنا مثال آخر في تهريب المخرج جعفر بناهي لأعماله عن طريق وحدة الذاكرة "فلاشة" من مكان إقامته الجبرية في إيران بعد منعه من ممارسة العمل السينمائي لمدة 20 عامًا بسبب مشاركته في الثورة الخضراء ضد نظام الحكم في بلاده عام 2009.

مثلما تعود جمهور "كان" سيكون هذا العام مع وجبة سينمائية غنية من خلال تنافس 18 فيلمًا في المسابقة الرسمية

وبالعودة للحديث عن الأعمال المنافسة في المسابقة الرسمية، يشارك الفرنسي روبن كامبيلو، بشريطه السينمائي الثالث من توقيعه 120 Beats Per Minute  والذي لم يقدم أي تفاصيل حول قصته، إلا أن الصحف الغربية قالت إنه فيلم محوره مرض الإيدز، أما الفرنسي ميشيل هازانفيشيس فيعرض له عمل " Le Redoutable/ الهائل" المقتبسة قصته عن المدونة الشخصية للممثلة آن ويازمسكي، عندما كتبت كيف وقع في غرامها المخرج الفرنسي جان لوك غودار أثناء تصويرها معه إحدى الأعمال حين كان عمرها 17 عامًا.

ويقدم النمساوي مايكل هانكه عمل "Happy End/ نهاية سعيد"، عاكسًا رؤية عائلة تقطن في الشمال الفرنسي قرب إحدى مخيمات اللاجئين، باختصار إنه عمل عن الهجرة غير الشرعية لأوروبا، طبعًا في رصيد هذا الرجل السبعيني سعفتان ذهبتان نالهما سابقًا، وتشارك في بطولة هذا العمل الفرنسية، إيزابيل هوبير، التي قدمت العام الفائت في "هي" دورًا أنيقًا، نالت عليه جائزة "أكاديمية الفنون وتقنيات السينما الفرنسية" لهذا العام، وهي أهم جائزة سينمائية أوروبية.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "طعم الإسمنت" أفضل وثائقي في مهرجان فيزيون دو رييل

كذلك سيكون الجمهور في مهرجان كان مع الفيلم الجديد للتركي – الألماني فاتح أكين "In the Fade"، أما المجر فتشارك بعمل عن اللاجئين أيضًا، "Jupiter Holdja" لكورنل موندروزو، ومن اليونان يعرض " The Killing of a Sacred Deer" للمخرج يورغوس لانثيموس، بطولة الاسترالية نيكول كيدمان، ستكون حاضرة ضمن هذه الدورة بثلاثة أفلام على الأقل.

ومن دول الكتلة الشرقية يشارك في مهرجان كان الأوكراني، سيرجي لوزنيتسا، بشريط "A Gentle Creature" من إنتاج فرنسي ومقتبس عن قصة للكاتب الروسي ثيودور دوستويفسكي، وهو عمل عن سيدة تسافر إلى منطقة نائية للبحث عن زوجها المسجون فيها.

أما المخرج الروسي أندريه زفياغنسيف فيعرض له "Loveless" الذي امتنعت وزارة الثقافة الروسية عن تمويله، ويرجع ذلك لفيلمه السابق "Leviathan" الذي نال عليه العديد من الجوائز بينها "غولدن غلوب"، إلا أن المسؤولين الروس اعتبروه فيلمًا "مثيرًا للاشمئزاز" لما تضمنه من ألفاظ بذيئة، جعلت رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي، فلاديمير جيرينوفسكي، يعلق عليه متسائلًا "كيف لنا أن نسوق الوجه الإيجابي لروسيا بوجود فيلم مثل الطاغوت؟"

منذ أطلقت إدارة كان جائزة "نظرة ما" عام 1998 للتعريف بالأصوات الجديدة التي تقدم أول أعمالها، وهي تقدم سنويًا أعمالًا مميزة

من جهتها تشارك الأمريكية صوفيا كوبولا في مهرجان كان بعمل مقتبس عن رواية لتوماس كولينان "The Beguiled/ المخدوع أو الغاضب" محور قصته عثور مجموعة من السيدات على أحد الجنود الاتحاديين جريحًا خارج المدرسة الداخلية، وبعمل مشترك لبين وجوشوا سافداي هو الثاني لهما بعد "Heaven Knows What"، يعرض شريطهما الجديد "Good Time"، عن سارق بنك يجد نفسه محاصرًا من أشخاص يلاحقونه، وسيكون من ضمن المشاركين في العمل، الرائعة جينفر جيسون لي، التي قدمت دورًا مميزًا مع كوينتين تارانتينو قبل عامين في شريط "الثمانية المبغوضون"، النقاد قالوا عنها في عين الدور إنها عادت من بوابة صاحب "أوغاد مجهولون" لأفلام الغرب الأمريكي، كان أدائها مذهلًا، ونافست في جائزة "الأوسكار" على أفضل ممثلة دور ثاني، لكنها ذهبت منها للسويدية أليشيا فيكاندير عن دورها في فيلم "الفتاة الدنماركية".

اقرأ/ي أيضًا: كوينتين تارانتينو: لا أعتزم الاستمرار في إنتاج الأفلام 

ويشارك الأمريكي نوح بومباخ بشريط "The Meyerowitz Stories"، وهو من الأعمال التي أثار مشاركتها في مهرجان كان جدلًا واسعًا بين النقاد والصحافة الغربية بسبب إنتاجه من شركة "نيتفليكس"، التي سيكون لديها فيلم آخر من إنتاجها للكوري الجنوبي بونغ جونغ هو "Okjaا"، وصفه مدير المهرجان تييري فريمو "بأنه فيلم سياسي بامتياز يتحدث عن استغلالنا للحيوانات" حسب ما نقلت "الغارديان"، ومثل الفيلمين السابقين كان لعمل الأمريكي الآخر تود هاينز "Wonderstruck" نصيب من النقد بسبب إنتاجه من قبل شركة "أمازون".

اقرأ/ي أيضًا: أوسكار الفيلم الأجنبي.. حظوظ عربية قليلة

فيما يقدم الكوري الشمالي سانج سو هونج شريطه "The Day After"، وتعود اليابانية نعومي كاواسي للدورة 70 بعمل "Radiance"، وكذلك تشارك الاسكتلندية لين رامزي بشريط "You Were Never Really Here"، وهو يتناول قضية الاتجار بالجنس، أما الفرنسي فرانسوا أوزون فيشارك بفيلم " L'amant Double"، وقصته عن فتاة تقع في حب طبيب نفسي، كما يشارك الفرنسي الآخر جاك دويلون بشريط "Rodin"، الذي يسرد قصة النحات الفرنسي الشهير أوغست رودان عام 1880 أحد أهم فناني القرن الـ19، ويعتبره نقاد الفن من أهم رواد المدرسة الانطباعية في النحت، يجسد دوره في الشريط الفرنسي فينسنت ليندون.

أصوات جديدة في "نظرة ما"

منذ أن أطلقت إدارة المهرجان جائزة "نظرة ما" عام 1998 للتعريف بالأصوات الجديدة التي تقدم أعمالها لأول مرة، وهي تقدم سنويًا أعمالًا مميزة بتوقيع أسماء شابة، كما أنه من بين الأسماء المشاركة بالمسابقة الرسمية، حصل hسمان عليها سابقًا هما اليوناني يورغوس لانثيموس "Dogtooth" عام 2009، والمجري لكورنل موندروزو "Fehér Isten" عام 2014.

العروض الخاصة لهذه الدورة من كان تعرض مسلسلان تلفزيونيان الأول هو "Top of the Lake"،  بالإضافة لعرض حلقتين من مسلسل "Twin Peaks"

وفي الحديث عن الأفلام المشاركة سيكون لدينا عمل "Barbara" للفرنسي ماثيو أمالريك، وشريط "April’s Daughter" للمكسيكي ميشال فرانكو، كما تشارك تونس بشريط من إنتاج مشترك مع فرنسا والسويد "Beauty and the Dogs" للمخرجة كوثر بن هنية، وفي نفس المسابقة يعرض الفيلم العربي الثاني "The Nature of Time" للجزائري كريم موسوي، إلا أن الإنتاج مسجل باسم فرنسا.

كذلك يشارك الياباني كوروساوا كيوشي بشريط "Before We Vanish"، والروسي كانتيمير بالاغوف بعمل " Closeness/ التقارب"، والشريط المشترك " The Desert Bride" للأرجنتينيتين سيسيليا اتان وفاليريا بيفاتو، ويُعرض للبلغاري ستيفان كومانداريف "Directions"، والإيراني محمد راسولوف "Dregs"، والفرنسي ليونور سيريل "Jeune Femme"، والفرنسي الآخر لورينت كانيت " L’Atelier"، والإيطالي سيرجيو كاستيلينو "Lucky".

ويشارك السلوفاكي جيورجي كريستوف يشارك بشريط "Out" من إنتاج مشترك بين سلوفاكيا، المجر، لاتفيا، وإستونيا، حسب قصة الفيلم فأنه من المتوقع أن يكون من الأفلام المميزة في المهرجان، على أمل أن تتواجد نسخة مقرصنة في أقرب فرصة، كذلك تشارك المخرجة الألمانية فاليسكا غريسيباش "Western"، وأخيرًا الأمريكي تايلور شيريدان الذي يشارك بشريط "Wind River". 

اقرأ/ي أيضًا: عباس كيارستامي.. انطفاء شاعر الكاميرا

على هامش المسابقة

وعلى هامش المسابقة أو منتصف الليل يعرض في الدورة الـ70 ستة أعمال سينمائية، إذ يكون الجمهور مع فيلم " Blade of the Immortal" للياباني تاكاشي مايك، و"How to Talk to Girls at Parties" للأمريكي جون كاميرون ميتشل، والشريط الوثائقي "Visages, Villages" إخراج مشترك للبلجيكية انييس فاردا، وجي أر.

كما يقدم في عروض منتصف الليل ثلاثة أعمال "A Prayer Before Dawn" للفرنسي جان ستيفان سوفير، و"The Merciless" للكوري الجنوبي باين سونغ هيون، و"The Villainess" للكوري الجنوبي جونغ بيونغ جيل.

عروض المهرجان الخاصة

تتميز العروض الخاصة لهذه الدورة بتقديمها إلى جانب الأفلام المدرجة على برنامج المهرجان مسلسلان تلفزيونيان الأول هو "Top of the Lake/ قمة البحيرة" من إنتاج أسترالي وإخراج مشترك لجين كامبيون، وجيرارد لي، بالإضافة لعرض حلقتين من مسلسل " Twin Peaks" للمبدع ديفيد لينش يقدم في نسخة جديدة، بالإضافة لشريط الإيراني الراحل عباس كياروستامي " 24 Frames"، والإيرانية أنيتا غازينزيدي "They"، إضافة لأكثر من خمسة أخرى.

اختارت إدارة "كان" هذا العام بيدرو المودوفار ليرأس لجنة التحكيم، وكان قد شارك العام الفائت في المسابقة الرسمية بفيلم "Julieta"

لجنة التحكيم

اختارت إدارة مهرجان كان لهذا العام الإسباني بيدرو المودوفار ليرأس لجنة التحكيم، وكان شارك العام الفائت في المسابقة الرسمية بفيلم "Julieta"، وسيكون معه في عضوية اللجنة، الأمريكيين ويل سميث، وجيسيكا تشاستين، والإيطالي باولو سورنتينو، والكوري الجنوبي بارك تشان ووك الذي شارك العام في الدوة الـ69 بشريط يمكن القول إنه من أهم الأعمال التي قدمت رغم عدم نيله أي جائزة "The Handmaiden".

وستكون الألمانية مارين أدي التي وجهة نقدًا لاذعًا للحياة الأوروبية الجديدة بشريطها الأخير "Toni Erdmann" حاضرة في عضوية اللجنة، إلى جانب الفرنسية آنيس جاوي، والمؤلف الموسيقي الفرنسي – اللبناني غبريال يارد، والصينية فان بينجبينج، فيما اختيرت الأمريكية أوما ثورمان لترأس لجنة تحكيم "نظرة ما"، وهي كانت من ضمن أعضاء لجنة التحكيم لعام 2011 برئاسة الأمريكي روبرت دي نيرو.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الفيلم البرازيلي "أكواريوس".. امرأة بوجه مدينة

فيلم "المراسلة".. هاجس قديم يسيطر على جوزيبي تورناتوري