14-أغسطس-2018

غلاف الكتاب

ألترا صوت - فريق التحرير

 

بمناسبة حفل إطلاق كتاب "أولاد حارتنا: سيرة الرواية المحرّمة" (دار العين، 2018) للكاتب والصحفيّ المصريّ محمد شُعير (1974)، أقيمت أمسية احتفالية شهدت مداخلات من الناقدين عبد نبيل عبد الفتاح ومحمد بدوي، والروائي طارق إمام، بإدارة الكاتبة عبلة الرويني، وجرى بعدها توقيع الكتاب.

تلخّص رواية "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ تاريخ الرقابة في العالم العربيّ

يسرد محمد شُعير في هذا الكتاب ما هو مُهمل في سيرة الرواية الشهيرة "أولاد حارتنا". فها هو يبدأ بالإضاءة على ما كابدته الرواية نفسها برفقة كاتبها نجيب محفوظ (1911) في بداياتها، قبل أن يبدأ بعرض أجزاءً من كواليس كتابتها الشاقّة. وبعد ذلك، يبدأ السيرُ في سجالات وألغاز هذه الرواية حتّى يصل أخيرًا إلى القرار القاضي بمنع نشرها لانتهاكها، بحسب البعض، ما هو مقدّس. إذ اعتبرها البعض تمسُّ بالذات الإلهية، لتبدأ حينها رحلة جديدة شاقّة للرواية التي أبصرت النور أخيرًا في العاصمة اللبنانية بيروت، بعيدًا عن مقصّات الرقابة والاتّهامات وحملات التكفير التي طالت نجيب محفوظ حينها.

اقرأ/ي أيضًا: اعترافات نجيب محفوظ في حوار مجهول

هكذا إذًا يتحوّل "أولاد حارتنا: سيرة الرواية المحرّمة" إلى ما يُشبه المرآة التي يسعى شُعير من خلالها لرصد وقراءة تحوّلات المجتمع المصريّ، وآليات تفكيره أيضًا.

التقى ألترا صوت بالكاتب والصحافي المصريّ محمد شُعير. وفي حديثه، أكّد لنا أنّه لم يكن ينوي كتابة سيرة نجيب محفوظ. وأضاف: "كنت أفكّر في كتابة سيرة للحداثة العربية، في محاولة للإجابة على سؤال: لماذا فشلت، أو تراجعت؟ وكنت أتّخذ من نجيب محفوظ تكأة نقدية، ومع بداية العمل، وجدت نفسي منجذبًا نحو نجيب محفوظ نفسه. كانت الأسئلة حينها تتوالد، سؤال يقود آخر، واكتشاف يجرّ آخر، إلى أن وجدتُ نفسي منجذبًا إلى نجيب محفوظ من وجهة نظر مختلفة، سيرة لعصره وزمانه. وكانت البداية من خلال روايته الشهيرة "أولاد حارتنا" التي تلخّص تاريخ الرقابة في العالم العربيّ. ويتلو هذا الكتاب جزأين، الأوّل بعنوان "مخطوطات نجيب محفوظ". والثاني "من سيرة البدايات" وأتمنّى صدورها في معرض القاهرة الدوليّ للكتاب".

يأتي كتاب "أولاد حارتنا: سيرة الرواية المحرّمة" بعد كتابين سبق وأن أصدرهما محمد شُعير على غرار كتابه هذا. وهما "كتابات نوبة الحراسة: رسائل عبد الحكيم قاسم"، وأيضًا كتاب "مذكّرات الآنسة أم كلثوم" الصادر مؤخرًا. هذا ما دفعنا لسؤال شُعير عمّا يدفعهُ لكتابة واقتفاء سير الآخرين، ليُجيب قائلًا: "لا أكتب سير الآخرين، وإنّما تشغلني أسئلة حول الزمن والعصر. فمثلًا، عندما كتبت عن عبد الحكيم قاسم، كنت أكتب عن الواقع الثقافي المصريّ والعربيّ في سبعينات القرن الماضي. وعندما نشرت سيرة أم كلثوم، كانت تشغلني أيضًا أسئلة الحداثة العربية. وهكذا كل سيرة تحمل أسئلةً عن الزمن والواقع".

 

اقرأ/ي أيضًا:

أسرار وأزمات جديدة حول نجيب محفوظ في ذكرى ميلاده

هل كفّرت ابنتا نجيب محفوظ والدهما بعد وفاته؟