04-فبراير-2017

ترامب في اجتماع مع مستشاره ستيفن بانون (تسي سوموديفللا/Getty)

تساءلت جريدة النيويورك تايمز في افتتاحيتها عن الدور الحقيقي الذي يلعبه ستيفن بانون، مستشار ترامب، في البيت الأبيض، التالي هو ترجمة تلك الافتتاحية.

كانت سياسة ترامب للتنفير فريدة، استخدمها مع المكسيكيين حين زعم أنه سيبني الجدار على الحدود معهم، ومع المسلمين من خلال حظر السفر

_____

الكثير من الرؤساء لديهم مستشارون سياسيون بارزون بعض هؤلاء الرؤساء يشتبه بكونهم يديرون المسرح السياسي بتحكمهم في كواليسه، ولكننا أبدًا لم نر من قبل مستشارًا للرئيس يتحرك لتكريس سياسيته مثلما يفعل ستيفن بانون ولم يسبق لنا أن شاهدنا أحدًا يدمر شعبية رئيسه ويسبب لها الضرر بهذه السرعة.

استخدم بانون "Breitbart الإخبارية" لتكون منصة للتحريض يقودها لليمين المتطرف، وهو ما فعله مع ترامب في حملته الانتخابية، ويكرر نفس الاستراتيجية التحريضية مع الرئيس وهو في البيت الأبيض.

كانت سياسة التنفير فريدة من نوعها تلك التي استخدمها مع المكسيكيين حين زعم أنه سيبني الجدار على الحدود وأنهم سيدفعون ثمن الجدار، ومع اليهود من خلال تجاهل تجربتهم في المحرقة، ومع المسلمين من خلال الحظر.

اقرأ/ي أيضًا: خطة أنجيلا ميركل ضد المتنمرين مثل ترامب

ترامب لا يظهر أي رغبة في استمالة أكثر من الأقلية التي قادته إلى النصر في المجمع الانتخابي، وعلى الرغم من أن كل المبادرات الماضية من الحظر وخلافه كانت تحمل بصماته إلا أنه يحاول التملص من تأثيره دومًا.

القرار التنفيذي الجديد يسيس عملية اتخاذ قرارات الأمن القومي ويجعل من بانون عمليًا "رئيس البلاد".

و لكن في القرار الجديد الذي أطلقه يوم السبت الماضي، اتخذ ترامب خطوة غير مسبوقة بتسمية ستيفن بانون في مجلس الأمن القومي جنبًا إلى جنب مع وزيري الخارجية والدفاع وبعض كبار المسؤولين.

جشوا بولتن رئيس كبار الموظفين في عهد الرئيس جورج دبليو بوش كان قلقًا للغاية من فصل السياسيات القومية عن الأمن القومي لدرجة أنه منع السيد روف المستشار السياسي للرئيس بوش من حضور اجتماعات مجلس الأمن القومي. حتى مستشار الرئيس أوباما السياسي للشؤون الخارجية ديفيد اكسلرود كان يحضر اجتماعات الأمن القومي لكنه لم يكن عضوًا دائمًا في المجلس.

ويزيد على ذلك، أن ترامب سمى بانون كعضو أساسي في اجتماعات مجلس الأمن القومي، وفي الوقت نفسه خفض السيد ترامب اثنان من كبار مسؤولي الأمن الوطني وهو جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان وهو المنصب الذي منحه لابنه ومنصب مدير الاستخبارات الوطنية الذي رشحه لدان كوت السيناتور في الاستخبارات وسفير البلاد السابق في ألمانيا.

كل هذا يبدو وكأنه رسم ممل للبيروقراطية ولكن من يجلس على طاولة مجلس الأمن القومي عندما تناقش إدارتها قضايا الحرب والسلام يمكن أن تحدث فرقًا حقيقيًا في اتخاذ القرارات. ومع إعطاء ترامب ستيفن بانون دورًا رسميًا في صنع سياسة الأمن القومي، لم يتحد فقط التقاليد ولكنه أيضًا يضع على عاتقه مسؤولية تسييس الأمن القومي أو الانطباع بأنه يفعل ذلك.

اقرأ/ي أيضًا: كيف يتحدى الموظفون الفيدراليون إدارة ترامب

قرار ترامب سيجعل رئيس هيئة الأركان ومدير المخابرات الوطنية يحضران اجتماعات الأمن القومي، وعندها ألن تكون هناك معلومات حساسة تضعها المخابرات أثناء مناقشة الأمن القومي مطلوبة؟.. الأشخاص في تلك الوظائف الحساسة هم المكلفون بإخبار الرئيس الحقائق القاسية، حتى وإن كان غير مرحب بها.

في أسبوعه الأول كرئيس أظهر ترامب أنه لا يوجد لديه أسس في صنع قرارات الأمن القومي وقليل من الحنكة عما يتطلبه أن يحكم بلدًا مثل أمريكا

في الأسبوع الأول من ولايته أظهر ترامب بوضوح أنه لا يوجد لديه أسس في صنع القرار الأمن القومي، لا استراتيجية في الحكم وقليل من الحنكة عما يتطلبه أن يحكم بلدًا مثل أمريكا متعدد الأعراق. يحتاج ترامب أن يسمع من موظفين من ذوي الخبرة، مثل السيد دانفورد لكن السيد بانون قد وضع نفسه، جنبًا إلى جنب مع زوج ابنة السيد ترامب، جاريد كوشنر، بصفته مساعد الرئيس الأكثر قربًا، مخرسًا بذلك الأصوات الأخرى التي يمكن أن تقدم وجهات نظر أخرى. وهو الآن يساهم في صعود نجم مستشار الأمن القومي، الجنرال المتقاعد مايكل فلين.

و بينما يتبنى ترامب سياسيات بانون، سيكون من الحكمة أن يعيد النظر في إدارته للبيت الأبيض، وخاصة بعد الفشل الذريع الذي ارتكبه في موضوع حظر المسلمين، فقد ساعد بانون على الدفع بهذا القرار دون استشارة الخبراء في إدارة ترامب خاصة في وزارة الأمن الداخلي ولا حتى من خلال مداولات استشارية في مجلس الأمن القومي، مما أدى إلى صراع في المحكمة، وإلى غضب دولي بدت فيه الإدارة غير كفء.

كان ترامب يشعر بالامتنان الشديد للتصفيق له في حملاته الانتخابية، لكن تلك الأفكار نفسها التي يتبناها بانون نفسه تثير حلفاء الولايات المتحدة وتلحق الضرر بمؤسسة الرئاسة.

يحق للرؤساء اختيار مستشاريهم ولكن الغضب الذي ظهر في الخطوات السياسية الأولى لترامب في الرئاسة تقدم أدلة دامغة على حاجته لمستشارين يستطيعون التفكير بشكل استراتيجي وتقدر بالدرجة الثانية والثالثة آثار نتائج تلك القرارات على الداخل المحلي في البلاد، تخيل إذا واجه ترامب غدًا مشكلة للصين في بحر الصين الجنوبي أو لروسيا مع أوكرانيا، هل سيستعين بمستشار الآثار السياسية السيد بانون المستعد دومًا لتفجير الأمور أم أنه سيتحول في نهاية الأمر إلى مستشارين أكثر خبرة مثل دانفورد وجيم ماتيس؟

اقرأ/ي أيضًا: 

حرب دونالد ترامب المقدسة