06-سبتمبر-2017

بوستر المعرض

على أمل اللقاء تعيش عائلات المختطفين والمفقودين في سوريا، ودون أن يملوا الانتظار يطالبون بالكشف عن مصير أحبائهم، يبتكرون مناسبة فنية وأخرى احتجاجية دفاعًا عن ملف المخطوفين المهدد دومًا بالنسيان. ولأن مصير سوريا مرتبط بالكشف عن مصير المختفين والمخطوفين قسرًا دون ارتكابهم لأي جرم يدفع لاختطافهم، نظم المكتب الإقليمي لـ"منظمة العفو الدولية" في بيروت معرض "عشرات الآلاف" بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص المختفين في 30 آب/أغسطس.

يهدف معرض "عشرات الآلاف" إلى تسليط الضوء على قضية المعتقلين والمفقودين في سوريا

يهدف المعرض إلى تسليط الضوء على قضية المعتقلين والمفقودين في سوريا، عبر عرض قصص فردية لأشخاص اعتقلوا تعسفًا واختفوا. كثر منهم ناشطون سلميون ومدافعون عن حقوق الإنسان ومحامون وعاملون في مجال المساعدات الإنسانية، مارسوا أنشطة سلمية في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان واختفى بعضهم دون أن تعرف عائلاتهم عنهم شيئًا. وجاء المعرض للتأكيد على ضرورة متابعة البحث والعمل للوصول إلى أيّ حل يخص مصير المفقودين المجهول في سوريا، ويستمر المعرض حتى 6 أيلول/سبتمبر.

اقرأ/ي أيضًا: العفو الدولية تتهم الأسد بإعدام الآلاف في صيدنايا

دعت منظمة العفو الدولية عبر المعرض لمساندة عائلات المختطفين والمختفين قسرًا، بالتوقيع على مناشدة تحث روسيا والولايات المتحدة على استخدام نفوذهما لدى الحكومة السورية والجماعات المسلحة غير الحكومية لكشف النقاب عن مكان وجود أحبائهم المختفين. وجاء في الإعلان عن المعرض: "منذ عام 2011 اختفى عشرات الآلاف من الأشخاص في سوريا من دون أي أثرٍ وباتوا في عداد ضحايا الاختفاء القسري.

عندما يتم القبض على شخصٍ ما، أو يُحتجز أو يُختطف من قبل الدولة أو الجماعات المسلحة التي لا تنتمي للدولة، ثم تنكر هذه الجهات أن الشخص المعني مُحتجز/ة لديها، أو تعمد إلى إخفاء مكان وجوده/ا، يصبح هذا الشخص خارج حماية القانون. في سوريا، يُعزل المختفون عن العالم الخارجي، ويُحشرون في زنازين سريةٍ مكتظة، حيث يغدو التعذيب أمرًا روتينيًا، والمرض متفشًيا والموت مألوفًا. ويضطر أهالي هؤلاء المختفين إلى العيش في حالةٍ من اليأس والقلق في ظل قلة الوسائل الآمنة للعثور على أحبائهم، أو حتى انعدامها".

يضم المعرض أغراضًا تركها المختطفين وراءهم، قبعة، مخفظة، شال، هاتف محمول وغيرها من الأغراض الشخصية التي تستخصر المغيب والمفقود ومبرزًا حجم المعاناة التي تتكبدها عائلاتهم منذ غيابهم القسري، خصوصًا في ظل انعدام القدرة على الوصول لأي معلومة أو خبر عن المخطوفين.

هواتف محمولة كان الناشطون يستعملونها في مدينة دوما

بالإضافة إلى هذه الأغراض يقدم المعرض عروضًا لمجموعة قصائد كتبها شعراء سوريون كانوا محتجزين سابقًا. مثل "جولة تعذيب أخيرة" عارف حمزة، "أنقاض" فرح بيرقدار "غياب" رائد وحش، "إلى سجان" كفاح علي ديب، "الغرغرينا" مراد الأحمد، "الحلم" وائل سعد الدين، "إلى أ.ن" جولان حاجي. كما قام بالأداء الصوتي للقصائد مجموعة من الفنانين والمؤدين السوريين. وضم المعرض مجموعة رسوم نفذت داخل المعتقل تتضمن بورتريهات لنساء محتجزات من عمل الفنانة السورية عزة أبو ربيعة. إلى جانب بورتريهات نشطاء دوما الأربعة المختطفين منذ سنوات رزان زيتونة، سميرة الخليل، وائل حمادة، وناظم حمادي، ومازال مصيرهم مجهول حتى الآن.

قبعة الشهيد باسل خرطبيل

ضم البرنامج الافتتاحي للمعرض الكلمة الافتتاحية لـ"منظمة العفو الدولية"، وسرد قصة "سر قطرات المطر" للحكواتية السورية ديمة نشاوي. ومن ثم الكلمة الرئيسة ألقتها الناشطة السورية فدوى محمود التي ما زالت تنتظر على أمل اللقاء زوجها المختطف عبد العزيز الخيّر، وابنها ماهر الطحان، فقد اختطفا منذ سنوات عند نقطة تفتيش عسكرية تابعة للنظام السوري، ورفض النظام الاعتراف بذلك وعليه بقي مصيرهما مجهولًا. كما وأن السيدة محمود هي عضوة مؤسسة في جمعية "عائلات من أجل الحرية" والتي تضم سيدات يقفن ضد الاختفاء القسري، وينظمن وقفات احتجاجية للمطالبة بأفراد عائلاتهم المغيبين قسرًا.

أكدت فدوى محمود في كلمتها: "نعلن تضامننا ومأزرتنا لكل سورية أو سوري فقدوا أحد أفراد عائلتهم اعتقالًا وتغييبًا قسريًا، لأنه ما من حدث يمكن أن يكون أكثر صعوبةً وألمًا من ذلك. ونعد ألاّ نقل من البحث والعمل من أجل كل معتقل ومغيب. وبمناسبة اليوم العالمي للاختفاء القسري، وإيمانًا منا بحقوق الإنسان والاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، نطالب القوى المحلية والدولية الإقليمية الفاعلة بالشأن السوري ممارسة الضغط الجدي غير القابل للشك على النظام السوري، للكشف عن مصير المختفيين والمختفيات قسريًا".

من بين ما حواه معرض "عشرات الآلاف" تجهيز تفاعلي بعنوان "جدار الهمس" مصمم بوحي من مقولة "الحيطان لها آذان"

من ضمن ما حواه المعرض تجهيز تفاعلي بعنوان "جدار الهمس" مصمم بوحي من القول الشهير "الحيطان لها آذان". صمم هذا التجهيز ليوحي للزوار بالإحساس الشديد بالخوف الذي خلقته عقود من الاضطهاد في سوريا. وجاء في تعريفه: ".. تفاقمت ثقافة الخوف والصمت هذه منذ عام 2011، جراء حملة القمع الوحشية التي شنتها الحكومة السورية على المحتجين السلميين مؤديةً إلى الاعتقال عشرا التألاف من الأشخاص واختفائهم لمجرد ممارستهم أنشطة تتعلق بحقوق الإنسان. في هذا التجهيز يمشي الزوار بين جدارين أبيضين يبدوان للوهلة الأولى خاليين من أي معالم أو معنى، بيد أن لهذا الجدران آذان.

اقرأ/ي أيضًا: المعتقلون قضية وليسوا ملفًا.. تلك هي المسألة!

يختتم التعريف عن هذا العمل بسؤال "فهل تجرؤن على الكلام؟" يضعنا في فرضية تخيلية بسيطة، حيث أن من تجرأ وتكلم سمعته آذان جدارن القمع والظلم في سوريا وبقي مجهول المصير.

 

اقرأ/ي أيضًا:

سنوات في المعتقل

جولان حاجي.. بنات الثورة السورية