07-يوليو-2017

(getty) معرض طهران للكتاب 2014

نشرت "ذا غارديان" مقالًا تصف فيه أحوال الترجمة والمترجمين في إيران، في ظل غياب البلاد عن اتفاقية بيرن التي تضمن حقوق الناشر والمؤلف، وتحول مهنة الترجمة من الهواية إلى الاحتراف. لمقال يصف الزخم والفوضى التي تملأ سوق الكتب المترجمة في إيران، التي تجعل الكاتب في حيرة من أمره، بين كل هذا الكم من النسخ المترجمة للكتاب الواحد.


لو أن ديفيد جيروم سالينجر رأى ما تزدحم به رفوف المكتبات الإيرانية لتقلب كمدًا في قبره، فروايته "الغابة المقلوبة" التي نُشرت عام 1947، والتي رفض إعادة نشرها في الولايات المتحدة لنصف قرن مضى، أصبحت الآن متاحة على نطاق واسع باللغة الفارسية في معظم المكتبات الإيرانية مقابل 90.000 ريال إيراني فقط، أي ما يعادل 2.20 جنيه إسترليني.

في ظل فوضى الترجمة والحقوق في إيران، هناك خمسة مترجمين يعملون على ترجمة الرواية ذاتها

نشر رواية الغابة المقلوبة بالفارسية ليس إلا مثالًا واحدًا على المشهد الإيراني الفوضوي والمعقد، وكذلك المدهش لواقع الترجمة في هذا البلد، الذي قوضه عدم انضمام البلاد إلى اتفاقية "Berne" للملكية الفكرية. أما بالنسبة للكتاب الإيرانيين الذين ينشرون في إيران فإن بلدهم يمنحهم بعض الحماية بموجب القانون الوطني. ولكن الأعمال التي تُنشر خارج البلاد لا تُمنح أي نوع من حماية الملكية الفكرية، ووفقًا لصحيفة "طهران تايمز"، فإن أحد المترجمين قد حصل على حقوق ترجمة رواية بولا هوكينز "داخل الماء" التي نشرت هذا العام إلى الفارسية، لكن المأساة أن هناك خمسة مترجمين يعملون على ترجمتها بالفعل إلى الفارسية.

اقرأ/ي أيضًا: لا تتحدّث عن كتابكَ قبلَ نَشرِه

الإيرانيون شغوفون بالأدب، لذا تتباهى مكتبات إيران بمجموعة متنوعة من العناوين الأجنبية من أول روايات مارسيل بروست الفرنسي، مرورًا بموراكامي الياباني، وحتى الأعمال التي نادرا ما يتم مشاهدتها في مكتبات المملكة المتحدة، مثل أهم روايات غوستاف فلوبير"Sentimental Education"، وهي من أكثر الروايات تأثيرًا في أوروبا في القرن التاسع عشر، وهي أيضًا الأكثر انتشارًا في المكتبات الإيرانية.

مع ذلك تظل الرقابة على الكتب قائمة، فوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي تدرس جميع الكتب قبل نشرها، ومعظمها يتم حذف مقاطع منها، على الرغم من أن هناك مساحة حرية أكبر في ظل الإدارة المعتدلة الحالية.

يتمتع المترجمون في إيران بدرجة من الشعبية نادرًا ما ينظر إليها في الغرب؛ يتم نشر أسمائهم على الأغطية جنبًا إلى جنب مع الكتاب الأصليين، لكن بالنسبة لكثير منهم؛ الترجمة مهنة شغف خالص، إزاء مكافأة مالية قليلة أومعدومة في بعض الأحيان، وشهور تمر في انتظار الحصول على الموافقة بترجمة العمل.

وقد أدت شعبية الخيال الأجنبي وصعوبات الحصول على الإذن، إلى تفاقم مشكلة تعدد الترجمات للكتاب الواحد، مع استغلال بعض المترجمين للفراغ لحادث في عدم وجود اتفاقيات لحقوق النشر والترجمة، خاصة بالنسبة لأفضل الكتب مبيعًا. على سبيل المثال رواية "ورددت الجبال الصدى" لخالد حسيني، التي تُرجمت إلى الفارسية من قبل ما لا يقل عن 16 مترجمًا في الآونة الأخيرة.

 حذر عرسالان فسيحي، الذي ترجم للكاتب التركي أورهان باموق، من أن القضية يمكن أن تؤدي إلى "سقوط الأدب الفارسي" لأن ما يحدث يؤثر على نوعية الترجمات. حسين سنابور، الكاتب والمؤلف الإيراني، كان واحدًا ممن وقعوا عريضة توجهوا بها إلى المؤسسة الحاكمة، مطالبين إياها بالانضمام إلى اتفاقية Berne .

صدرت رواية خالد حسيني "ورددت الجبال الصدى" بـ 16 ترجمة مختلفة في إيران

هذه الترجمات المتعددة أدت إلى فقدان كثير من القراء ثقتهم في الأعمال المترجمة، إلى جانب ما حققته الترجمات من زخم في المشهد الإيراني.

اقرأ/ي أيضًا: دنيس جونسون ديفز وذكرياته في الترجمة

مهدية ميرموازي كانت واحدة من الذين ترجموا 40 عملًا من الألمانية إلى الفارسية، مع الحصول على حق المؤلف قبل النشر، وقد نشرت جميع كتبها الأخيرة، بما في ذلك "القطار الليلي إلى لشبونة" للكاتب السويسري باسكال ميرسير، بعد الحصول على إذن المؤلف. ولكن حتى لو أصر المترجمون مثل ميرموزي على العمل بإذن الكاتب، على  الرغم من  صعوبة ذلك، فإن ناشرًا آخر ما زال يطلب من الهواة أن يترجم الكتاب بدون أي إذن. بينما قبل بعض الكُتاب رسومًا رمزية من المترجمين الإيرانيين مثل بول أوستر، اعترض آخرون  مثل ماريو بارغاس يوسا، رغم أن كثيرًا منهم يعلم بأحوال حقوق الترجمة في إيران.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تشارلز سيميك والكتابة في العتمة

15 كلمة إنجليزية سرقناها من العربية