14-أكتوبر-2018

لا تريد إسرائيل لموقع السعودية أن يهتز (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

لا يبدو أن الضربة التي تتلقاها السعودية، إلى جانب بعض حلفائها  بخصوص الملف الحقوقي، ستمر من دون أن تزعج إسرائيل على الأقل، وهو ما تجسد واضحًا في قلق بعض المسؤولين الإسرائيليين، بعد حملة الضغط والمقاطعة ضد السعودية، التي لوحت بها دول ومؤسسات وشخصيات معروفة، احتجاجًا على تورط المملكة باختطاف الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، من قنصلية بلاده في إسطنبول.

 لم تخف صحف اليمين الإسرائيلي نفسها وبشكل مباشر، قلق تل أبيب من اهتزاز صورة السعودية في العالم، بعد حادثة خاشقجي، وتأثير ذلك على أحد حلفائها الأساسيين في المنطقة العربية

لا يتعلق الأمر بتأويلات أو تحليلات، حيث لم تخف صحف اليمين الإسرائيلي نفسها وبشكل مباشر، قلق تل أبيب من اهتزاز صورة السعودية في العالم، بعد حادثة خاشقجي، وتأثير ذلك على أحد حلفائها الأساسيين في المنطقة العربية، بينما نقلت عن مصادر، الانطباع الإسرائيلي الرسمي غير المصرح به إلى الآن بخصوص القضية.

وأقرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية المعروفة، في عددها الصادر يوم الأحد 14 تشرين الأول/أكتوبر، أن صناع القرار في تل أبيب قلقون بشأن قضية خاشقجي، ويعتبرونها مأزقًا وتحديًا مباشرًا. وبينت الصحيفة في تحليل تحت عنوان "كيف يمكن أن يؤثر الصحفي السعودي المختطف على إسرائيل؟"، أن مخاوف بعض هؤلاء المسؤولين مرتبطة بشكل أساسي بالقلق حول مستقبل العلاقة مع السعودية، التي توطدت خلال فترة إدارة دونالد ترامب، معتبرين أن التراجع في العلاقات الأمريكية السعودية، سيلقي بظلاله على علاقة إسرائل بالرياض، وبالتالي على وضعها الإقليمي.

اقرأ/ي أيضًا: "صدمة" خاشقجي.. العالم ساخط على السعودية باستثناء إسرائيل!

لهذا السبب، تخوف المعلق السياسي في الصحيفة، سيث فرينسمان، من أن هذا التراجع الذي يضع السعودية في عزلة دبلوماسية، قد يضيف أفضلية لقوى إقليمية أخرى لا تفضلها إسرائيل، على غرار تركيا.

ومع فواصل من التحريض ضد خاشقجي، الذي كان حسب رأيه معجبًا بتنظيم القاعدة وما زال مؤيدًا للإسلام السياسي، ومعاديًا لإسرائيل، يبدو فرينسمان وكأنه يحض الولايات المتحدة على التقليل من الضغط على الرياض، التي أصبحت في عزلة فعلًا، حتى لا تخسر تل أبيب حليفًا استراتيجيًا مهمًا و"معتدلًا".

على نفس الصحيفة، وفي مقال آخر بعنوان "خاشقجي والمسألة اليهودية"، كتب هيرب كينون، بشكل تفصيلي أكثر عن الأبعاد التي يمكن أن تتأثر من خلالها إسرائيل، بعد تورط السعودية في اختطاف خاشقجي وربما اغتياله، مستشهدًا بإيران ليرمان، نائب مدير مركز القدس للدراسات الاستراتيجية، الذي قال بإنه "ليس من مصلحتنا بالتأكيد أن نرى حالة الحكومة السعودية تهتز في الولايات المتحدة"، مضيفًا أن "أي شيء يعزز موقف إيران في الشرق الأوسط سيئ بالنسبة لإسرائيل"، ففي توازن القوى في الشرق الأوسط، فإن "المملكة العربية السعودية الضعيفة تعني إيران القوية"، على حد تعبيره.

وسوى أن خسارة السعودية لمركزها في واشنطن، سيجعل إسرائيل تخسر علاقة مثمرة، وأملًا يلمح إليه دائمًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأنه يمكن الاستفادة من الضغط السعودي على الإدارة الفلسطينية من أجل تقديم تنازلات أكثر، وإظهار بعض المرونة في العملية الدبلوماسية، فإن الخلاف الأمريكي السعودي، وربما الإسرائيلي السعودي في النتيجة، سيطور من قوة إيران، وهي القضية الأهم حسب الصحيفة.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد توعد يوم السبت السعودية "بعقاب شديد"، إذا ثبت أنها قتلت جمال خاشقجي

لا يقتصر الأمر على تزايد نفوذ إيران، ولكنه في "البارانويا" الإسرائيلية، يصل إلى تركيا، التي يقول كينون إنها تستفيد من قضية خاشقجي من أجل زيادة السيطرة على الشرق الأوسط، وتعزيز قوتها فيه.

اقرأ/ي أيضًا: كيف اختطفت السعودية خاشقجي من اسطنبول؟

على صعيد آخر، فإن علاقة صهر ترامب ومستشاره، جاريد كوشنر، مع السعودية، التي وصفتها صحيفة نيويورك تايمز بأنها في خطر، قد ساهمت بالفعل بقيام السعودية بدور محوري في محاولة تسوية قسرية للقضية الفلسطينية، تتضمن أقصى المصالح الإسرائيلية، مع محاولة الرياض لأن تكون الممثل العربي الذي ينوب عن الفلسطينيين ويستثنيهم، بالإضافة إلى المحاولات للتأثير على قرار السلطة الفلسطينية. وفي ظل هذه العزلة السعودية، يخشى إسرائيليون، منهم رون كامبيس مدير وكالة "جوويش تيلغرافيك" حسب مقال نشره في موقع "تايم أوف إسرائيل" البريطاني، أن يكون هذا الدور في خطر.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد توعد يوم السبت السعودية "بعقاب شديد"، إذا ثبت أنها قتلت جمال خاشقجي، كما صعدت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء الكونغرس عدة خطوات وإجراءات لإدانة الرياض، وربما فرض عقوبات عليها. ويأتي ذلك في سياق تتواصل فيه حملة المقاطعة، التي بدأها مستثمرون وشخصيات عامة، ومؤسسات إعلامية وتجارية، وهو ما تسبب يوم الأحد بخسارة فادحة للبورصة السعودية، وصلت إلى مليارات الدولارات، بعد انسحاب المستثمرين القلقين من تهديدات ترامب، ما دفع حلقات التعقيب الاقتصادي وتحليل الأسهم لتسميته اليوم بـ"الأحد السعودي الأسود".

 

اقرأ/ي أيضًا:

ملف جمال خاشقجي.. الغموض مستمر!

 اختطاف جمال خاشقجي في إسطنبول.. وقائع محتملة ببصمة ابن سلمان!