02-فبراير-2017

من إحدى المظاهرات الأمريكية المعترضة على قرارات ترامب (صامويل كورام/الأناضول/Getty)

نشرت جريدة الواشنطن بوست تقريرًا مهمًا يرصد تحركات الموظفين المتذمرين من إجراءات إدارة ترامب لإعلان معارضتهم لسياساته، بل وأشار التقرير أيضَا إلى تواصل بعضهم مع الموظفين السابقين لإدارة أوباما حول الكيفية التي يمكن أن يمضوا بها قدمًا للتعبير عن رفضهم بعض القرارات الصادرة عن إدارة ترامب.

 هناك مستوى جديد من الغضب أقل وضوحًا وأكثر إزعاجًا لإدارة ترامب وهي معارضة موظفي الاتحاد الفيدرالي المكلفين بتنفيذ أوامر الرئيس.

أخذ الغضب الشعبي ضد ترامب بسبب حزمة الإجراءات التي اتخذها يتجلى واضحًا في شوارع الولايات المتحدة، وفي مطاراتها التي شهدت مظاهرات ضد قرار منع مواطني دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة، وكذلك في عاصفة الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن هناك مستوى جديد من الغضب أقل وضوحًا وأكثر إزعاجًا للإدارة السياسية: وهي معارضة موظفي الاتحاد الفيدرالي المكلفين بتنفيذ أوامر الرئيس.

اقرأ/ي أيضًا: حرب دونالد ترامب المقدسة

وعلى الرغم من مرور أقل من أسبوعين على تولي إدارة ترامب زمام الأمور، بدأ الموظفون الفيدراليون الدخول في مشاورات منتظمة مع موظفي إدارة أوباما حول كيفية الوقوف ضد مبادرات الرئيس الجديد. بعض الموظفين قام بعمل حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي كجهة مجهولة لتسريب التغيير المرجو.

عدد من العاملين في الحكومة يُظهر ذلك بشكل أكثر انفتاحا، الأمر الذي جعل شون سبايسر المسؤول الإعلامي يطلق تصريحًا حول المتذمرين في البيت الأبيض قائلًا: إما أن يحترموا النظام أو يرحلوا"، مفجرًا غضبًا كبيرًا بين موظفي البيت الأبيض.

في إحدى الكنائس في مرتفعات كولومبيا الأسبوع الماضي، حضر عشرات من النشطاء الفيدراليين، مجموعة لدعم موظفي الخدمة المدنية، محاولين البحث عن منتدى لمناقشة معارضتهم لترامب، كما وقع 180 موظف اتحادي لحضور ورشة عمل في مطلع الأسبوع المقبل حيث سيقوم الخبراء بتقديم المشورة بشأن حقوق العمال، وشرح ماهية وسائل التعبير الممكنة عن العصيان المدني.

المقاومة بدأت مبكرا جدًا، وانتشرت بشكل سريع جدًا، ليخلق شعورًا رسميًا بالقلق من تنامي العصيان بين الموظفين بشكل قد يؤدي إلى الشلل وامتناع الموظفين عن أداء مهامهم بشكل علني.

وفي معرض سؤاله عما إذا كان الموظفون الفيدراليون يعارضون سياسات الإدارة الجديدة بشكل يتجاوز ما كان يحدث في الإدارة السابقة في البيت الأبيض قال توم مالينوفسكي مساعد وزير الرئيس باراك أوباما في شؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل الاتحادي ساخرًا: "هل هو أمر غير اعتيادي؟ لا يوجد شيء غير اعتيادي حول بيروقراطية الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية عندما تشعر أن قائدها الأعلى يشكل تهديدًا للأمن القومي للبلاد. يحدث هذا طوال الوقت. هذا أمر اعتيادي، ولا داعي للقلق".

البيروقراطية الدائمة تشكل العمود الفقري للحكومة الفيدرالية والحصن المنيع ضد نوايا النشطاء تجاه الرئيس.

اقرأ/ي أيضًا: كيف رد العراق على منع مواطنيه من دخول أمريكا؟

و لكن لسنوات كان المحافظون يرون أن البيروقراطية الفيدرالية تعمل ضدهم مما يجعل إنجاز مهمتهم أمرًا صعبًا حتى وإن سيطروا على البيت الأبيض، أو الكونجرس أو كليهما.

نيوت جيجنرش المتحدث باسم البيت الأبيض، أحد مستشاري ترامب الذي لطالما انتقد البيروقراطية قال إن تحدي الإدارة الجديدة يكشف عن قوة شوكة الليبراليين وكيف أنهم يشعرون بالتهديد من قبل النظام الجديد. أشار جيجنريش إلى تحليل نشرته جريدة ذا هيل يكشف عن أن 95% من التبرعات التي ذهبت للحملات الانتخابية من موظفين فيدراليين ذهبت إلى هيلاري كلينتون في الخريف الماضي.

علامات المقاومة ضد ترامب في المكاتب الفدرالية تتراوح بين التذمر الهادئ وبين الوعود المجهولة عن العصيان التام

علامات المقاومة في المكاتب الفدرالية تتراوح بين التذمر الهادئ وبين المنشورات المعارضة الغاضبة على الإنترنت التي تنشر وعودًا مجهولة من العصيان التام مع تطور سياسات جديدة في المشهد.

وقد بدت وزارة الخارجية همزة الوصل في معارضة سياسات ترامب تجاه اللاجئين، ويرجع أحد أسباب ذلك أن لديها قناة معارضة رسمية حيث يمكن لموظفي الخارجية تسجيل معارضتهم دون الخوف من المساس بأمنهم. القناة تم تأسيسها عام 1971 وتم توظيفها لتسجيل المعارضة السياسية لحرب فيتنام كما في صراعات أخرى.

أعصاب موظفي جمعية الشؤون الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية مشدودة للدرجة التي جعلتهم يرسلون يوم الثلاثاء الماضي مذكرة عنوانها "ما يجب أن تعرفه عندما تعارض سياسة الولايات المتحدة الأمريكية" المذكرة أوضحت الحقوق القانونية للموظفين، ولكنها أيضًا أشارت إلى أن الانضمام إلى تظاهرة اعتراضًا على سياسة الولايات المتحدة تعتبر إضرابًا عن العمل وقد يؤدي إلى الفصل من العمل.

الاحتجاجات الداخلية جنبًا إلى جنب مع الضجة التي أثيرت في مواقع التواصل الاجتماعي، وقطاع التأمين الصحي أيضًا، دفعت إدارة ترامب لمراجعة القرارات في أقل من 24 ساعة.

لكن مستوى القلق مرتفع بشكل خاص في أماكن مثل وكالة حماية البيئة، حيث تلقى رئيس تلك الوكالة رسالة في بريده الإلكتروني من زعيم نقابي محلي يتساءل حول ما يجب أن يفعله في حال تلقيه أي أمر غير قانوني من الإدارة".

أيضًا، هناك حسابين على تويتر جذبًا أكثر من مائتي ألف متابع أسمت نفسها "مقاومة" بدت وكأنها تُدار من نشطاء بيئيين من خارج الوكالة.

وفي وزارة العدل، سأل بعض موظفي الخدمة المدنية المهنية رؤساءهم حول إمكانية الاعتراض على سياسات الرئيس الجديد بالانضمام للمسيرات أو من خلال الاتصال بأحد أعضاء الكونجرس كانت الإجابة بنعم إذا كانوا قد فعلوا ذلك بصفتهم الشخصية وفي أوقات خارج ساعات العمل الرسمية.

بعض الموظفين في خمس وكالات أخرى، أفصحوا أيضًا عن إجرائهم اتصالات وثيقة مع المسؤولين في إدارة أوباما للحصول على المشورة بشأن كيفية التعامل مع مبادرات ترامب التي يعتبرونها غير قانونية أو غير لائقة.

وقال وزير العمل السابق توماس بيريز، الذي ترأس قسم الحقوق المدنية في وزارة العدل في عهد أوباما، إنه لم يكن على اتصال مع موظفيه السابقين ولكنه يعمل على تعبئة المعارضة الشعبية.

وأضاف بيريز "نحن ندرك المسؤوليات الأخلاقية الملقاة على عاتقنا "، وأوضح بيريز الذي رشح نفسه لرئاسة اللجنة الوطنية الديمقراطية قائلًا: "نحن أيضًا ندرك أننا في أزمة وجودية".

يجدر الإشارة إلى أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كوسائل احتجاج للكثير من موظفي أجهزة الدولة، اجتذب العديد من المتابعين على الرغم من كون حساباتهم لا تشير إلى الجهة التي يعملون بها.

اقرأ/ي أيضًا: 

تقدير موقف: أين سيتجه ترامب بالقضية الفلسطينية؟