18-يوليو-2018

من سلسلة أعمال حول غوستاف كليمت في أتيلييه دي لوميير

في الطريقِ إلى الغربة الثانيةْ
إذ توهَّمتُ في كُلِّ ثانيةٍ ثانيةْ
كنتُ ألهجُ في داخلي:
لا أريدُ الشقاءَ الذي تنعمونَ به
لا،
دعوني على برزخي يا بَشَرْ

في الطريق
إلى الأربعين
انبعاثٌ
وتأسيسُ مستقبَلٍ من أثرْ!

في الطريق إليه
حملتُ بقلبي اسمَه
لم أقُلْ: زَمِّلوني
ولم أُحيِ مَيتًا
وما انشقَّ بَحرٌ لأجلي
ولم تَكُ لي غايةٌ عند مُرقُصْ
ولا عند بولُصْ
ولا في عَليٍّ
ولا في عُمَرْ
 

في الطريق إلى بيتها
موطني كان ظلًا لما لا أراه
وقد كنتُ ليلًا
وكانت قمرْ

في الطريق
أفتّشُ عن لمحةٍ من دمشقَ
بكلِّ المدائن
كلِّ النوافير
كلِّ الزواريب
التي شِفتُها في طريقي
وتأتي عنيناً لناعورةٍ فوق نهر الصوَرْ

في الطريق

كأني بدوني معي

وحشةٌ مُرّةٌ يا صديقي
وتعرف كم كنت أهوى السفَرْ
 

في الطريق
شعرتُ الطريقَ يدندِنُ في سِرِّه:

(إنّ قلبي حَجَرْ)

         (إنّ قلبي حَجَرْ)

 

في الطريق
أحاول دوماً وصولًا
ولم أتعلَّم إلى الآن كيف أجيءُ على موعدي
هدفي يتثاءبُ مِنّي
كما مَلَّ بعضُ الصحاب انتظاري
ولم يعذروني
فغابوا
لهم عذرُهم
أكرهُ الاِنتظار
كما أكرهُ الموعدَ المُلتزِمْ

- ليس (لا أحترِمْ) -
كم خسرتُ لهذا التلكّؤ في موعدي
ثمَّ لم أتعلَّمْ
يقال: الحمارُ "يَطبُّ" بحفرته مَرَّةً ثم يَبعدُ عنها.
فشلتُ بأن أستحيلَ حمارًا
إذن، لا "أطبُّ" بها أو "أطبُّ" مرارًا

أنا مثلكم يا بشَرْ
غير أنَّ طريقي له صوتُ غولٍ
يَلجُّ برأسيَ دومًا بها: (إنَّ قلبي حَجَرْ)

                             (إنّ قلبي حَجَرْ)

                                    (إنّ قلبي حَجَرْ).

 

اقرأ/ي أيضًا:

أحبكِ مكسوًا بالشقاء

الجزء الأخير من الهاوية