12-يناير-2017

من الفيلم

تدور أحداث الفيلم الكوميدي الألماني "أهلًا بكم في هارتمان" (من إخراج: سيمون فرهوفن) حول عائلة بافارية غنية، تعيش في فيلا فارهة في ريف ميونخ. العائلة مكونة من أبوين ستينيين، الوالد ريشارد (هاینر لاوترباخ) طبيب جراج، الوالدة أنغيلكا (زنتا برغير) بلا عمل. أما الأبناء فهما الشاب فيليب (فلوريان ديفيد فيتز) الذي يعمل رجل أعمال في الصين، والابنة صوفي (پالینا روینسكي) التي لا تزال حائرة ماذا تدرس، وكل سنة تقوم بتغيير كليتها.

بطل فيلم "أهلًا بكم في هارتمان" شاب هارب من تنظيم "بوكو حرام" الذي قتل عائلته

الأب مصاب بعقدة خوف شديدة من الشيخوخة، لذا يبذل جهده ليبقى شابًا، فنراه يذهب إلى الديسكو، ويلبس كالمراهقين، ويطارد الفتيات دون أن يحصل على علاقة.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "ديدبول".. البطل من المُنقذ إلى المُنتقم

تصل الأم إلى القرار بضرورة جلب لاجئ يعيش معهم في الفيلا، وتعلن ذلك خلال دعوة عشاء، فيصدم الأب ويدور حوار ساخن يقف فيه الأب والابن ضد موقف الأم التي تناصرها ابنتها صوفي. يطرح الأب السؤال التقليدي: ماذا لو كان إرهابيًا؟

حين يوافق ريشارد، يذهب بصحبة أنغيلكا إلى كامب للاجئين، وبعد التحدث مع المسؤولين عن الكامب، يُسمح لهما بالتواصل مع اللاجئين ليختاروا الشخص المناسب، وهنا سيتحول لقاء الأب والأم مع اللاجئين إلى لقاء أقرب بمقابلة طلب الوظيفة، رغم الحوارات الهزلية التي تملأ هذا المشهد.

في النهاية يقع الاختيار على الشاب المسلم النيجيري ديالو (إريك كابونغو)، وهو شاب هارب من تنظيم "بوكو حرام" الذي قتل عائلته، وقد جاء إلى ألمانيا بحثًا عن ملجأ آمن. في البيت تبدأ المفارقات تطارد ديالو، إحدى الجارات ذات الميول النازية تطالب بطرده من البيت، لأنها لا تريد مسلمين في الجوار. بعض النازيين يقومون بمظاهرة تطالب أيضًا برحيل هذا المسلم. صديقة أنغيلكا تقوم بمفاجأة غير متوقعة حين تقيم حفلة استقبال غريبة، حيث تُحضر معها مجموعة من الأفارقة ليرحبوا بالضيف، والغريب أنها، وعن حسن نية، تحضر زرافة، ليكون لديالو أن يعيش أجواء أفريقية. تنتهي الحفلة بمجيء الشرطة، وتحوم الشكوك حول ديالو بأنه وراء كل هذه الفوضى. 

يسخر فيلم "أهلًا بكم في هارتمان" من سؤال: ماذا لو كان إرهابيًا؟

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "مولانا".. دعاية أم هداية؟

لا يتوقف الشريط عن تقديم المفارقات المتعددة بطريقة ذكية، يسهل فهمها من قبل المواطن الألماني العادي، بهدف محاربة الصور النمطية التي لا تتوقف وسائل الإعلام عن تقديمها من حيث إن اللاجئين كتلة واحدة، كما يسعى الفيلم إلى تقديم الجانب الفردي، وعدم قابلية البشر للتنميط.

ينتهي "أهلًا بكم في هارتمان" بحصول الشاب النيجيري على حق اللجوء، لكن الغريب أن العمل الذي حارب الصور النمطية طوال مدة العرض، عاد ووقع في واحدة منها، حين جعل ديالو يشرب البيرة في المشهد الأخير، في إشارة إلى اندماجه.



اقرأ/ي أيضًا:

3 أفلام خيالية.. العودة إلى سحر الحكاية

كوروساوا... شكسبير السينما اليابانية (1- 5)