14-سبتمبر-2017

موسيقى صوفية في فاس

تحتضن مدينة فاس من 14 إلى 21 تشرين الأول/أكتوبر القادم الدورة العاشرة لـ"مهرجان فاس للثقافة الصوفية"، تحت شعار : "التصوف في لقاء حِكَم العالم: طرق التصوف من المغرب تجاه الهند". يعتبر المهرجان فرصة سنوية لحوار الثقافات ووجهات النظر حول مجموعة من القضايا الفكرية والروحية لعالمنا المعاصر.

 يعتبر "مهرجان فاس للثقافة الصوفية" فرصة لحوار الثقافات ووجهات النظر حول مجموعة من القضايا الفكرية والروحية لعالمنا المعاصر

شعار هذه السنة يهتم بالبعد الكوني للتصوف، وكذا تعددية التصورات الروحانية التي ميزت كل حقبة ومنطقة على حدة، فغاية المهرجان من وراء هذا الشعار تتمثل في تتبع طرق التصوف من المغرب تجاه الهند، بما يشكل مختلف الثقافات التي طبعت تاريخ التصوف في العالم الإسلامي، وكذا مختلف المسارات التي أخذتها هذه الطرق ذات الغاية الواحدة وهي العشق والحب الإلهي.

اقرأ/ي أيضًا: الطرق الصوفية بالمغرب.. دين وطقوس وسياسة

تعتبر برمجة هذه الدورة من مهرجان فاس للثقافة الصوفية غنية بما فيها من موائد مستديرة متنوعة لمناقشة قضايا راهنة، منها مثلًا "تدريس التصوف كثقافة في ظل التغيرات الراهنة"، وأيضًا "التصوف كتراث حي"، وموضوعات تدخل تحت شعار الدورة العاشرة للمهرجان كالتصوف وحوار الأديان، وكذلك الوقوف عند أعلام المتصوفة كابن عربي والرومي وفريد الدين العطار، باعتبارهم الجذور الروحانية للحضارة الإسلامية، بالإضافة إلى موضوع التصوف في الهند.

كما ستعرف هذه الموائد المستديرة مشاركة العديد من الأسماء المهمة في البحث الأكاديمي والإنتاج الفكري في مجال الدراسات الصوفية واللاهوت، كـالدكتور شيفا براكاش وثريا إقبال وليلي أنفار.

كما تزخر برمجة مهرجان فاس للثقافة الصوفية بحضور فني وازن لفنانين من الهند وإيران وأفغانستان وإسبانيا، كفريدة بارفيين التي ستتفتح أول أيام المهرجان في لوحة إبداعية بمشاركة مجموعة السماع والمديح بفاس، وذلك إهداء تذكاري لشيخ المتصوفة الشستري، والأستاذ داوود خان سادوزاي، وكاتيا ليجري ومجموعة الفردوس للسماع الصوفي، مع حضور مختلف الطرق الصوفية المغربية بما فيهم الطريقة الوزانية الصقلية والطريقة البودشيشية والطريقة الشرقاوية، بالإضافة إلى أشهر أصوات السماع والمديح بالمغرب.

وقد قال الكاتب محمد حمدوني، المسؤول الإعلامي في مهرجان فاس للثقافة الصوفية، لـ"ألترا صوت": "تعتبر الثقافة الصوفية دعامة أساسية في الثقافة المغربية، بل تطبع الواقع المعاش للمغاربة، فالتصوف محدد أساسي للإسلام المغربي بما فيه من قيم روحية وإنسانية تحث على التسامح والحوار وتقبل الآخر. إن المجتمع المغربي والعربي الإسلامي يحتاج أشد ما احتياج للثقافة والموروث الصوفي في هذه الأوقات العصيبة".

وعن دور مهرجان فاس للثقافة الصوفية قال: "يعتبر المهرجان دعوة مفتوحة للمغاربة والمهتمين من ربوع العالم لإعادة اكتشاف الموروث الصوفي ومدى أهميته في عمق الثقافة المغربية، كما تهدف هذه التظاهرة إلى تصحيح صورة الإسلام بتشجيع النقاش والحوار في إطار ندوات فكرية تعيد إحياء الفكر الإسلامي والروحاني، بدعوة نخبة من المحاضرين والمختصين في المجال، بالإضافة الى الاهتمام بدور التصوف في الواقع المعاصر للمغاربة كمجال تفاعلي يشجع على التسامح وتقبل الاختلاف".

 

اقرأ/ي أيضًا:

تعرّف كيف وصلت موسيقى "الكناوة" إلى المغرب

منير الطرودي.. الغناء كطريقة سرد