13-مايو-2018

امرأة تقرأ رواية، سكيتش لـ فان كوخ

حلم أن تكون قارئًا كما الوظائف والمميزات الأخرى، هي موضوعة ضمن ثقافة الهوايات، وهي واحدة من الأخطاء التي لا تغتفر باعتبارة تضع تعريف القارئ، والذي فيما بعد مثقفًا، وفق مفهوم المجتمع، لا وفق التعريفات، ما يهم أنها تضع تعريف القارئ كهاوٍ، أي أن الموضوع يحمل دلالة انطباعية/بيتية، الأمر الذي يضعنا في مأزق القارئ الحقيقي.

نعاني حتى الآن من القارئ المترف، أو الفيسبوكيّ، الذي يعتمد القراءات التافهة، التي لا تقدم شيئًا سوى المتعة البسيطة والزائلة

بطبيعة الحال، حتى القراءة تخضع لمعايير نوعية مقسمة، ومعايير أخرى تعتمد القراءة للمتعة، والتي هي سطحية مربكة لمفاهيم مهمة تحاول أخذ دورها في الانتشار، لكن دور القارئ الذي من هذا النوع، يعمل كعامل احتكاك، يقلل من أهمية كل ما هو مهم، بالتالي المقصد هو التلاشي، رغم أنها قد تكون دون علمه، لأن فكرة التكامل والمثال غير واردة، وأستطيع تسميتها بالتكافل القرائي، حتى يأخذ الجميع دوره في الصراع.

كل هذا يضعنا أمام سؤال: من هو القارئ؟

حتى الآن لم يصرح أحد بوضع تعريف كامل للقارئ/القراءة، كالأدب وباقي العلوم، التي استطاعت ان تثبت أسّس لها، فإذا أخذنا القارئ بطبيعته البيولوجية والتكوينية كموضوعة تعتمد التعريف ذا البعدين الثابت والمتغير، ما هي المحن التي سنقع فيها؟ قد يجد كل قارئ تعريفًا خاصًّا ومميزًا له، لكنه بطبيعة الحال، ليس شموليًا في فهم استدلالات القارئ التي تعتمد أسسًا عقلية ونفسية وفلسفية في فهمه، بل تعتمد عليها كبذرة أولى، وكتجربة قادمة لتثبيت مفاهيم لها.

اقرأ/ي أيضًا: القارئ في اللانهاية

هل أستطيع أن أقول إن القارئ، هو ذلك الذي وضع هامشًا كونيًا أسفل صفحة الكتاب/ النصّ المهم الذي هام بقراءته، وأعدّ تأويلًا مهمًا قادنا إلى وضع أسئلة وتفسيرات بيّنة أخرى، ومثال ذلك: رولان بارت وجاك دريدا، اللذين يعدان من أصحاب الاسئلة الخارقة، رغم اعترافهما بأنهما ليسا قرّاءً من الطراز الأول، أو شغوفين بالقراءة، ما يعني أنهم قراء نوعيون، ويقابلهم رديف آخر، شغوف، ملتهم كتب، لكن ليس بالقدرة والمقدرة التي يملكان، وأقصد ألبرتو مانغويل، الذي يعتمد جماليات الهامش وتأويلات قراءته دائمًا في خلق مساحة كتابية ممتعة، ومفيدة.


القراءة من منظور شخصي

(شذرات)

 

1

قارئ كوني، أذيّل الكتب المهمة بأسئلةٍ أهم، ذلك حلمي الذي أصحو منه منتشيًا، وأحسُ نفسي "أليس في بلاد العجائب"، بفارق أنني في بلاد القراءة.

 

2

إننا نعاني حتى الآن من القارئ المترف، أو الفيسبوكيّ، الذي يعتمد القراءات التافهة، التي لا تقدم شيئًا سوى المتعة البسيطة والزائلة، وهذا يقرّبني من مشكلة أخرى، بعد أن كنا قرّاء شعر بالمفهوم المتعارف عليه ضمن الحيز التاريخي والجغرافي لنا، أرى أن هنالك تباعدًا واضحًا، وقربًا للرواية، الرواية فقط، وهذا خلل آخر في البنية المعرفية للقارئ العربي، الذي يفقد صيغة السؤال المطلوبة أصلًا في التذيل الهامشي لقراءة الكتب.

 

3

ليست كل الكتب تجيد مسك الأيدي.

 

4

الشيء الذي نفتقده دائمًا هو خوفنا الشجاع، أي أن نقوم بفعل الشيء مدركين على المدى البعيد لإيجابية نتائجه، لأننا في الحقيقية نفتقد إلى القراءة الحقيقية للواقع، وفق تفسير المعطيات، والخوف من الناقد الكاذب، والشلة، هذا على النطاق العربي، عدا بعض الشعراء والكتاب العرب، من الهامش، يجرّبون لذتهم اللغوية، وفق أساسات اللغة، وليس اللغو.

 

اقرأ/ي أيضًا:

القراءة.. أعظم النعيم

القراءة.. مرايا من ورق