19-أكتوبر-2017

تلعب درجة الحرارة دورًا هامًا في بداية النوم وإيقاع الساعة البيولوجية للإنسان (روبرتو ماكادو نوا/LightRocket)

الشتاء على الأبواب يا سادة! في بلدٍ كمصر لا نعتبر الخريف، ضمنيًا، فصلاً من الفصول ولكنه مجرد نذير لوقوف الشتاء طارقًا الباب ينتظر الدخول، وعندما يذكر الشتاء فلعل أول ما يحضر إلى ذهن المستمع هو النوم؛ فمع الليالي الباردة والنهار الأقصر تصبح خطوة النهوض من السرير في الصباح أمرًا معقدًا، ويا حبذا لو كنت واحدًا من سعداء الحظ الذين يقطنون المناطق التي يمكن فيها تجربة الفصول الأربعة بكامل جوانبها، حينها لن يكون غريبًا عليك برد الشتاء ربما، ومن المؤكد أنك قد اختبرت إحساس الاكتئاب الطفيف، الذي يصاحب خروجك من العمل بعد أن ذهب ضوء النهار.

تلعب درجة الحرارة دورًا هامًا في بداية النوم وإيقاع الساعة البيولوجية للإنسان

لماذا نحب النوم في فصل الشتاء؟

تلعب درجة الحرارة دورًا هامًا في بداية النوم وإيقاع الساعة البيولوجية للإنسان، فعندما يستعد جسدك للحصول على النوم، تبدأ درجة حرارتك الداخلية في الانخفاض قليلاً، وتبقى منخفضة لبضع ساعات قبل وقت الاستيقاظ، وتقول الأبحاث إن الهواء البارد المحيط بك يساعد جسدك على النوم بعمق وبحسب الأبحاث فإن درجة حرارة الغرفة المثالية لنوم هادئ تتراوح بين 16:19 درجة، وهذا يتوقف إلى حد ما على التفضيل الشخصي، والملابس، والفراش، وغالبًا ما تكون درجات الحرارة الأكثر برودة أسهل في الحصول عليها في شهر الشتاء.

لا يمكن إغفال أن النهار الأقصر له تأثير هو الآخر، نظرًا للارتباط بين دورات نوم الإنسان والضوء.  وذلك لأن ضوء النهار يقلل إفراز مادة الميلانونين في الغدة الصنوبرية، والتي تفرز في الدماغ. وبالتالي بحلول الظلام تبدأ الغدة بإفراز الميلانونين بكثرة، وهذا يجعلنا نشعر بالنعاس. وفي الصباح تتوقف الغدة عن النشاط وإنتاج الهرمون وهذا يساعد على الاستيقاظ. ولذلك نشعر بالنعاس بكثرة في فصل الشتاء بسبب قصر فترة النهار.

وهنا وجب الاعتراف بأن التغير في ساعات الضوء والظلام هو السبب الرئيسي في زيادة الاضطرابات العاطفية أو ما يسمى بالتقلبات الموسمية، حيث يتسم فصل الشتاء بالشعور بالتعب والاكتئاب وزيادة الوزن فقد أظهرت الأبحاث أن غياب أشعة الشمس يمكن أن يزيد من مشاعر الاكتئاب والتعب وفضلاً عن الرغبة الشديدة في تناول الكربوهيدرات.

اقرأ/ي أيضًا: ماذا يحدث أثناء نومك؟

بملابس النوم أو دونها؟

غالبًا ما يتكرر سؤال "ماذا أرتدي عند النوم!؟"، بحسب دراسة أجريت على 1200 شخص بالغ في المملكة المتحدة، فإن 39% ممن أجريت عليهم الدراسة يفضل ارتداء ملابس النوم (البيجاما)، و23% اختاروا النوم مرتدين ملابسهم الداخلية، في حين وجد أن ما يقل من ثلث العينة (30%) من البالغين الذين شملهم الاستطلاع، فضلوا النوم دون ارتداء أي شيء، ولكن يبقى السؤال ماذا أرتدي قائمًا!؟

في الواقع، إذا كنت تبحث عن ليلة نوم جيدة، فالأمر لا يتعلق بما تلبس، بل يتعلق بالمادة التي صنع منها ما تلبس؛ فبالعودة إلى المقدمة فإن واحدة من أكبر العوائق التي تحول دون النوم هي الحفاظ على درجة حرارة الجسم الصحيحة طوال الليل. لهذا السبب قد تجد أنك في بعض الأحيان تستيقظ في الليل بسبب ارتفاع إحساسك بالحرارة.، وإذا أردت البقاء باردًا فالسبيل إلى مرادك هو الأقمشة التي تحيط جسدك أثناء النوم.

المواد الطبيعية غالبًا ما تكون قدرتها على التنفس أعلى من منافسيها من الأقمشة المصنعة، والمقصود بالتنفس هو السماح لكمية معينة من حرارة الجسم بالخروج، ومنعها من البقاء محاصرة لبشرتك خلال النوم. هذا هو السبب وراء تفضيل الكثير لارتداء ملابس نوم مصنوعة من الألياف الطبيعية- وخاصةً القطنية منهاـ نظرًا لدوره الإيجابي في الحصول على المزيد من النوم الهادئ.

وهنا يظهر البديل لكل هذه الخيارات من الأقمشة فضلاً عن كونه الأقرب إلى الطبيعة، وهو النوم دون ارتداء الملابس وهو الاختيار الذي يلجأ إليه ما يقرب من ثلث المملكة المتحدة، ولسبب يبدو مقنعًا في الحقيقة، فعند التخلص من طبقة أو أكثر من الملابس، لا داعي للقلق حول ما إذا كانت المواد المصنع منها هذه الطبقات تتنفس أم لا.

إذا كنت تبحث عن ليلة نوم جيدة، فالأمر لا يتعلق بما تلبس، بل يتعلق بالمادة التي صنع منها ما تلبس

قطعة صابون لنومٍ هادئ

هل أنت ممن يعانون من متلازمة تململ الساقين؟ متلازمة تململ الساقين (restless legs syndrome) وهي اضطراب في جزء من الجهاز العصبي ما يؤثر على الساقين ويدفع إلى تحريكهما وغالبًا ما يحدث بشكل أساسي عند وقت النوم ولذلك يعتبر من اضطرابات النوم، الناس الذين يعانون من متلازمة تململ الساقين يشعرون بأحاسيس غير مريحة في سيقانهم وأحيانًا في أيديهم أو أجزاء أخرى من أجسامهم وهذه الأحاسيس تصبح أكثر سوءًا وقت الراحة أو الجلوس وتؤدي إلى الإجهاد وانعدام النوم.

تتفاوت درجات هذه المتلازمة وتختلف أعراضها بين من يعانون منها، ولكن معظم من يعانون من هذه المتلازمة تشترك تجاربهم في كونها غير سارة، من الرغبة القاتلة لتحريك الساقين، ما يُسبب الاستيقاظ في بعض الأحيان منتصف النوم أو الأرق. كما يؤدي ذلك إلى تشنجات مؤلمة في الساق يُمكن أن تؤثر على الرأس والذراعين والجذع وأجزاء أخرى من الجسم، وبحسب ما نشرت عيادة "مايو كلينيك" الطبية، يُعاني أكثر من 3 ملايين شخص في الولايات المتحدة من متلازمة الساق المتململة أو الساق التي لا تهدأ، وهي نوعٌ من الاختلالات التي لا علاج لها.

ورغم عدم وجود علاج طبي معترف به رسميًا لعلاج متلازمة تململ الساقين، إلا أن هناك طريقة طبيعية للعلاج والتي وجد كثير من المصابين بالمتلازمة أنها فعالة للغاية في علاجها، هذه الطريقة تتلخص في استعمال قطعة من الصابون. وذلك عبر استعمال صابون عديم الرائحة ووضعه أسفل شرشف السرير وتركه هناك، أو وضعه في جورب قبل وضعه أسفل اللحاف، ثم النوم. ويزعم من جربوا هذا الطريقة أنها ناجحة وتساعد على نومهم براحة في الليل.

إذا كنت ممن يعانون من متلازمة تململ الساقين أو مشاكل مع تشنجات الساق، إذن لم لا تجرب هذه الطريقة الليلة!؟ خاصًة وأنه ليس هناك ما تخسره، بل ربما الكثير لتجنيه كالنوم بشكل هادئ والمزيد من الراحة. فضلاً عن كونها سهلة وغير مكلفة، ولكن يجب أن تتجنب جفاف الصابون أسفل السرير، وإن جفت يفضل استبدالها بأخرى؛ فبحسب ما يزعم المؤمنون بهذه الفكرة أن آلية العمل تقوم على إطلاق الصابون لأيونات تساهم بعلاج متلازمة تململ الساقين، وبجفاف الصابون فإنها تتوقف عن عملها وتُصبح غير فعالة.

اقرأ/ي أيضًا: ما هي فوائد تناول الثوم قبل النوم؟

نومك قد يفضح أسرارك

واحدة من أشهر اضطرابات النوم (parasomnias)، هي الكلام أثناء النّوم أو السومنيلوكوي، وتقول "نيرينا رملخان"، معالجة اضطراب النوم إنه "يمكن أن يكون السبب هو زيادة الضغط على الجهاز العصبي، بالاستخدام المفرط للتكنولوجيا قبل النوم أو تناول كميات كثيرة من الكافيين"، مضيفةً أن "هذه الأنواع من الاضطرابات يمكن أن تحدث مع الأشخاص الصارمين مع أنفسهم بشكل مبالغ وغالبًا ما يفضلون كتمان ما يبطنون ولا يبوحون به، وبمجرد أن يذهبوا للفراش ليلاً، يخرج منهم الكلام المخفي بشكل لا واع أثناء النوم".

والملفت أن الشخص الذي يعاني من هذه المشكلة يمكن ألا يعرف بها على الإطلاق. ومن الناحية النفسية هذه الحالة بشكل عام ليست مقلقة أو خطرة، على الرّغم من أن الشخص الذي يُعاني من هذه المُشكلة قد يقلق بشأن الكشف عن أسراره، ففكرة أنه يمكنك الكشف عن أسرار شخص ما أثناء نومه مريبة بشكل أو بآخر.

في هذا الصدد، ينصح البروفيسور جيم هورن، المدير السابق لمركز أبحاث النوم في جامعة لوغبورو، بألا ننشغل كثيرًا بهذا الأمر؛ حيث أن الكلام أثناء النوم غالبًا ما يحدث في مراحل النوم الخفيف جدًا، وبعد النوم الخفيف تغط في نوم عميق، وبعد حوالي 70:90 دقيقة، تبدأ فقرة الحلم، والتي تتكرر كل 90 دقيقة، والكلام أثناء النوم لا علاقة له بالحلم، لذا فمن الأفضل عدم وضع الكثير من القلق على هذا الأمر، ولا تأخذ الكلمات التي قالها شخص ما خلال نومه على محمل الجد.

والطريف أنه بحسب دراسة فرنسية جديدة، يعتقد أنها أكبر في هذا الموضوع، حول كلام النوم، وما نقوله عندما نكون نائمين، وجد الباحثون إن الكلمات الأكثر شيوعًا هي "No" أي لا، و"putain" وتعني عاهرة بالفرنسية، ووفقًا لما ذكرته صحيفة التايمز، فإن الأشخاص يصبحون مسيئين لفظيًا في النوم أكثر بـ 800 مرة من حالتهم مستيقظين.

يمكن أن يكون سبب الكلام أثناء النوم، زيادة الضغط على الجهاز العصبي، بالاستخدام المفرط للتكنولوجيا قبل النوم مثلًأ

متلازمة الرأس المنفجر

إذا كنت قد سمعت في نومك من قبل أصوات صاخبة مفاجئة ثم اتضح فيما بعد أنها ليست حقيقية، فلا تقلق!، في الواقع أنت لست مختلاً أو مصابًا بمرض السرطان كما تقول الأسطورة، فأنت واحد من بين حوالي 10:15% من الأشخاص الذين مروا بمتلازمة الرأس المنفجر، وهي الظاهرة التي تصيب بعض الأشخاص عند بداية النوم.

متلازمة الرأس المنفجر (Exploding Head Syndrome)، هي نوع من أنواع الهلاوس السمعية، التي غالبًا ما تصيب بعض الأشخاص في حالة عدم الاستيقاظ التام، أي خلال المراحل الأولى للنوم أو المراحل الأولى للاستيقاظ، حيث يبدأ المصاب بها بسماع أصوات عالية ومزعجة جدًا، تشبه صوت الانفجار أو إطلاق النار أو الرعد، وتزداد بشكل قوي مما يخلق أجواء مرعبة ومزعجة للشخص المصاب بها، ويمكن أن يصاحب هذه الهلاوس السمعية، هلاوس أخرى بصرية كرؤية ومضات ضوئية، ولذلك يصبح لدى المصاب بها، رهاب شديد من النوم.

في البداية اعتقد المراقبون أن المتلازمة غالبًا ما تصيب النساء اللاتي تبلغ أعمارهن 50 عامًا فأكثر، ولكن وجد، براين شاربلس، الأستاذ المساعد في المدرسة الأمريكية لعلم النفس المهني في جامعة أرغوسي بولاية نورث فيرجينيا خلال بحثه، أن حوالي 13% من الطلاب الجامعيين قد عانوا من هذه التجربة مرة واحدة على الأقل. ولا يزال العمل جاريًا لتوفير مزيد من الأبحاث لتحديد من هم الأكثر عرضة للمعاناة ومدى انتشارها.

والجدير بالذكر أن سبب أو آلية حدوث هذه المتلازمة غير معروفة حتى كتابة هذه الأسطر، كما أنه لا يوجد حتى الآن عقار طبي معترف به رسميًا لعلاج آمن وفعال لهذه المتلازمة، وبحسب ما قال شاربلس فإن أفضل حل للمصابين بهذه المتلازمة هو عدم الانزعاج وإدراك أنه أمر طبيعي وترك الشائعات التي يتداولها البعض من ارتباط الظاهرة بالجن أو أسطورة السرطان السابق ذكرها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن بالفعل التنبؤ بالمستقبل عبر أحلام النوم؟

4 مشروبات تساعد على النوم