13-فبراير-2017

نقاش بين طلبة الفنون الجميلة المحتجين في الجزائر (عقباوي الشيخ/الترا صوت)

تتمتع "المدرسة الوطنية للفنون الجميلة"، في قلب الجزائر العاصمة، بموقع متميز، بالقرب من "قصر الشعب"، الذي تستقبل فيه رئاسة الجمهورية ضيوفها الوازنين، ليكون لائقًا بأشهر وأقدم مؤسسة أكاديمية جزائرية تعنى بالفنون التشكيلية، وقد حملت اسم التشكيلي أحمد عسلة وابنه رابح، اللذين اغتالتهما الجماعات المسلحة عام 1994.

لم تعد المدرسة الوطنية للفنون الجميلة في الجزائر تلفت الانتباه بنشاطاتها بل باحتجاجات طلبتها في السنوات الأخيرة

لم يعد هذا الصرح العلمي والفني، في السنوات الخمس الأخيرة، يلفت الانتباه إليه بنشاطاته الفنية ومساهمته في تأثيث محيطه بالجمال والوعي الفني، كما هو مسطر له، بل بالاحتجاجات التي بات طلبته يشنونها من حين إلى آخر، منها احتجاجات 2013 و2015، رافعين جملة من المطالب البيداغوجية والخدماتية التي "تعد أولوية لنا، حتى نستطيع طلب العلم وخدمة الفن، في ظروف لائقة"، حسب تصريحاتهم.

اقرأ/ي أيضًا: "الفنون الجميلة" غير معترف بها في الجزائر؟

كرر الطلبة احتجاجهم بالامتناع عن الدراسة، مدعومين بنخبة من الأساتذة، منذ 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، "وحين قوبل مسعانا بصمت الوصاية والإعلام، بما جعله معزولًا ومخنوقًا، قررنا أن ندخل في إضراب مفتوح عن الطعام، حتى تتم الاستجابة لمطالبنا التي يفترض أن تكون قد حلت منذ سنوات"، يقول ممثل عن المضربين.

تأتي مطابقة الشهادة التي يحصل عليها المتخرج من المدرسة التابعة لوزارة الثقافة، مع الشهادة الجامعية التي تمنحها وزارة التعليم العالي، وقبوله في مسابقات الماجستير والدكتوراه، في صدارة هذه المطالب، إلى جانب تخفيف البرنامج السنوي الذي يوصف بأنه يعرف كثافة لا تطاق، مع استقدام خبراء وفنانين من الخارج، للإشراف على دورات تكوينية للطلبة في التخصصات الستة التي يدرسونها.

تأتي مطابقة الشهادة التي يحصل عليها متخرج الفنون الجميلة في الجزائر مع شهادة وزارة التعليم العالي في صدارة مطالب المحتجين

كما طالب الطلبة المحتجون بتوفير النقل والإيواء والإطعام، في إقامة مريحة، تمامًا كما يحصل مع طلبة التخصصات الأخرى. تقول إحدى المضربات: "هل يعتقدون أنهم قادرون، بعزلهم لنا، عمن يرغب في التعاطف معنا، على إسكاتنا إلى الأبد؟ ما جدوى الفن إذا لم يعلمنا عزة النفس والحرص على العيش الكريم؟".

قرب البوابة المغلقة للمدرسة، وجدنا نخبة من الفنانين، الذين قدموا للتعاطف مع مسعى الطلبة المضربين، فأبدوا تنديدهم بما أسموه" تقاعسًا" لوزارة الثقافة عن الاهتمام بنخبة فنية ستشرف على المستقبل الفني للبلاد. هنا هدد المخرج المسرحي عقباوي الشيخ، بأنه سينضم إلى الإضراب، في حالة لم تستجب الوزارة الوصية لجميع مطالب الطلبة "الذين أراهم فنانين قبل أي اعتبار آخر".

مصدر من وزارة الثقافة، تحفظ على الكشف عن هويته، قال لـ"ألترا صوت" إن الوزارة قررت أن تسكن طلبة المدرسة في "قرية الفنانين"، مع توفير النقل والإعاشة لهم، كما تطالبهم بأن يعينوا ممثلين لهم، في اللجنة العلمية التي ستشكلها لمراجعة المقررات الدراسية، من منظور أكاديمي محترف، يسمح بالتفاوض جديًا مع وزارة التعليم العالي، بخصوص مطابقة الشهادات".

في الأثناء، يواصل طلبة الفنون الجميلة إضرابهم في الجزائر، مصرين على مطالبهم رغم، ما يعتبرونه، إهمال الإعلام وقلة الاهتمام بواقعهم ومستقبلهم.

اقرأ/ي أيضًا:

عندما يغزو الدين معاهد الفنون الجميلة في لبنان..

أي مستقبل لطلبة الدراما والموسيقى في السودان؟