10-أغسطس-2017

نيمار خلال تقديمه في ملعب حديقة الأمراء امام جماهير باريس سان جيرمان (ألان جوكارد / Getty)

مرت حوالي سنة منذ أن كسر فريق مانشستر يونايتد القيمة القياسية للتعاقد مع لاعب كرة قدم حين وقع الفريق الإنكليزي مع اللاعب الفرنسي بول بوغبا مقابل 105 ملايين يورو. إلا أن هذه القيمة لم تصمد طويلاً ليقوم باريس سان جيرمان بدفع 222 مليون يورو للحصول على خدمات لاعب برشلونة نيمار دا سيلفا.

صفقة نيمار ستتسبب بتضخم كبير بأسعار اللاعبين في كرة القدم

لن يكون من السهل على أي لاعب ما عدا ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو في الوقت الحالي تجاوز هذه القيمة في سوق الانتقالات، إلا أن لهذه الصفقة تأثيرًا كبيرًا على النواحي السياسية والاقتصادية المرتبطة بكرة القدم.

إقرأ/ي أيضاً: أوركسترا ريال مدريد تتفوّق على نشاز مورينيو

لن تقتصر قيمة صفقة نيمار على 222 مليون يورو التي ستُدفع لفريق برشلونة مقابل فسخ العقد، وإنما ستتجاوز هذا المبلغ بكثير. فنجم باريس سان جيرمان الجديد سيحصل على راتب يصل إلى 575 ألف يورو أسبوعياً بعد خصم الضرائب وإذا ما تم إضافة الحوافز يتصل القيمة التي ستُدفع على مدى 5 سنوات إلى 500 مليون يورو.

شهدت أسعار اللاعبين قبل صفقة نيمار تضخماً كبير في السنوات السابقة، إلا أن إتمام صفقة بقيمة 222 مليون يورو سيحمل هذا التضخم إلى مكان آخر، فهو سيضع العديد من الأندية ومنها برشلونة الذي يحاول التعاقد مع كوتينيو ليفربول في موقع سيئ في التفاوض لكون القيمة التي سيطلبها ليفربول ستكون أكثر ارتفاعاً. ولعل أبرز من قام بتوصيف تأثير صفقة نيمار على كرة القدم هو مدرب مانشستر يونايتد جوزيه مورينيو حين قال "أعتقد أنها صفقة كبيرة وبعدها سيكون هناك العديد من اللاعبين الذين تتجاوز قيمتهم 100 مليون باوند ولاعبين أكثر تتجاوز قيمة 80 مليون ولاعبين أكثر تتجاوز قيمتهم 60 مليون وهنا تكمن المشكلة".

يعد باريس سان جيرمان المستفيد الأكبر من صفقة نيمار، وعلى الرغم من أن إعادة تحصيل أموال الصفقة لن يكون بالعملية السهلة إلا أن بلوغ مراكز متقدمة في دوري الأبطال والحصول على عائدات بث تلفزيونية أكبر سيساهم من دون شك بإحداث بعض التوازن على مدى السنوات القادمة في الخزينة الفرنسية، كذلك فإن النادي قد يضطر بيع بعض لاعبيه من أجل إتمام هذا التوازن.

وجهت قطر رسالة تعبر عن قوتها الاقتصادية إلى جميع دول العالم عبر صفقة نيمار

اشترت شركة قطر للاستثمارات الرياضية نادي باريس سان جيرمان في سنة 2012، وخلال 5 سنوات تعاقد الفريق مع العديد من الأسماء الكبيرة ومن ضمنها زلاتان إبراهيموفيتش وديفيد بيكهام وأخيراً نيمار. وفي الوقت الذي تتعرض فيه قطر لإجراءات حصار وحملات تشويه إعلامية من السعودية والإمارات والبحرين ومصر فإن نجاح الفريق الذي تملكه الشركة القطرية بالتوقيع مع نيمار أحد افضل لاعبي العالم له الكثير من الدلالات عن مدى النوقف الدولي غير المتماشي مع الإجراءات ضد قطر، والذي يتعامل معها بطبيعية.

اقرأ/ي أيضاً: بعد وصول نيمار.. كيف سيكون شكل باريس سان جيرمان؟

أما المستفيد الأخير من هذه الصفقة على الصعيد المالي فهو كرة القدم الفرنسية، حيث يسعى الاتحاد الفرنسي لتثبيت نفسه إلى جانب الرباعي الإنكليزي والإسباني والإيطالي والألماني كقيمة كبرى من دون أن ينجح بذلك على الرغم من توقيعه مع العديد من الأسماء الكبرى في السنوات الماضية، حيث كان دائماً الدوري الذي يؤمن المواهب للدوريات الأخرى ولا يعتبر جاذباً للأسماء الكبرى، لكن مع صفقة نيمار فمن المؤكد أن الأضواء ستتجه بشكل أكبر إلى الدوري الفرنسي وأنديته ولاعبيه.

 

اقرأ/ي أيضاً:

بطولة آسيا لكرة السلة 2017.. ما هي مجموعة الموت؟

ماذا قال أبرز مدربي ولاعبي العالم عن صفقة نيمار؟